من جديد يؤكد شارون عبر حملته الغوغائية التي أطلق عليها " أيام الندم" وقد دخلت في يومها التاسع إفلاسه السياسي المطلق ومحاولته ركوب رأسه بتوسيع عملياته العدوانية ضد المقاومة الفلسطينية على أمل أن تتوقف وترفع راية الاستسلام للإملاءات والشروط الشارونية، وأهمها وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، ومن جديد يعجز هذا الدموي الذي اشتهر بقتله لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين العزل من السلاح فرض هيمنته على المقاومة الفلسطينية التي ما زالت تزداد ضراوة وتأججا منذ اندلاع فترتها الثانية التي بدأت مع تدنيس شارون لمقدسات المسلمين في أعقاب زيارته المشؤومة للمسجد الأقصى وحتى اليوم، فهو يسعى يائسا لدفع الفلسطينيين نحو إيقاف مقاومتهم المشروعة ضد الاحتلال معتبرا إياها واحدة من صور الإرهاب، وأن الفدائيين هم مجموعة من الإرهابيين أما اعتداءاته على المدنيين العزل بالقتل وتدمير الدور وحرق المزارع فهو مجرد دفاع عن النفس، ويبدو واضحا أن شارون أخذ في تطبيق سياسة الأرض المحروقة في غزة فهو حتى مع استعداد حركة حماس لوقف إطلاق صواريخها على المستوطنات شريطة أن يوقف الجيش الإسرائيلي عمليته العدوانية في غزة غير مستعد للجنوح إلى السلم، أو التوقف عن ارتكاب تجاوزاته المشينة ضد المدنيين الفلسطينيين، فالقتلى يتساقطون بالعشرات في غزة، والجبهة الداخلية لشعب فلسطين لا تزال صامدة، بدليل سيل التبرعات التي تبذلها الأسر الفلسطينية للفدائيين المجاهدين لحثهم على المواجهة والمرابطة والقتال، حفاظا على روح المقاومة الباسلة واستمراريتها، وهكذا يفشل شارون في محاولته الجديدة التي سماها "أيام الندم " للسيطرة على المقاومة الفلسطينية، رغم توسيعه لتلك الحملة، ويبدو أنه سيعض أصابع الندم على قيامه بارتكاب حماقته العدوانية الجديدة كما عض أصابع الندم من قبل عند خسرانه لكل جولة عدوانية ضد المقاومة الفلسطينية، فهو منذ اعتلائه سدة الرئاسة في إسرائيل وهو يمنى بهزائم متلاحقة لكل اعتداءاته الهمجية ضد شعب فلسطين، وقراءة خاطفة لتاريخ نضال الشعب تفرز حقائق واضحة لا جدال حولها وهي أن جولة الباطل ساعة وأن جولة الحق إلى قيام الساعة، وأن أصحاب الحقوق المشروعة هم المنتصرون في نهاية المطاف على كل طاغية وباغ ومتسلط، وأن استرجاع كل حق من براثن المحتلين ضريبته الدماء إن لم يجنحوا لصوت العقل والمنطق، وتلك حقائق يحاول شارون عن سابق إصرار وترصد جهلها أو تجاهلها.