يبدو أن الاتحاد السعودي لكرة القدم (المنتخب) حديثًا ومن باب العدل والمساواة بين الأندية، وبعد فشل تجربة دوري المربع بأمر الاتحاد الآسيوي قد أقر في أولى سنوات عمله آلية تدوير البطولات السعودية بين الأندية أو توجيهها، ويبدو أيضًا أن نادي النصر السعودي قد حظي (كالعادة) بشرف الأولوية في برنامج التدوير القادم، وهذا في رأيي قد يكون لأسباب لاعلاقة لها بغيابه الطويل عن منصات التتويج! هذه الرؤية لدي لا أظنها ولدت من نسج الخيال أو تبلورت عشوائيًا، ولكنها نشأت من خلال معطيات ماثلة على مسرح المنافسة الكروية. فلو تجاوزنا انتقائية لجنة الانضباط ومزاجيتها وقراراتها المدروسة بعناية (خاصة) وغضضنا الطرف عن دور لجنة الاحتراف المغلوب على أمرها والموجهة (نظاما) بعبثية الجدولة القسرية الفاضحة لنظام احتراف (أعرج) والذي ولد (قسرا) وبشكل لايمت للاحترافية بصلة، وإذا أوجدنا العذر للجنة المنشطات بخمولها حينًا وثورتها حينًا آخر تحت ذريعة الدعم المالي (اللغز)، فأنا لايمكن أن أغفل كوارث الحكام المتتالية وبشكل لم يكن معهودًا، ولم يعد مقبولاً لكل متابع رياضي. نعم أؤمن بأن الخطأ التحكيمي هو جزء من اللعبة، ولكن أدرك أيضًا أن الخطأ الفادح الفاضح إذا تكرر مرارًا فلا يمكن له أن يدخل ضمن مفهوم الخطأ جزء من اللعبة! وهنا يبدأ الشك والريبة ورسم التصورات المزعجة لكل من يأمل برياضة شريفة ونزيهة. والأمر من ذلك أن هذه الأخطاء الفادحة الفاضحة لم تحرك ساكنًا في لجنة الحكام ورئيسها أو حتى رئيس الاتحاد، وأصبحت بذلك عرفًا شائعًا على الجميع القبول والتسليم به! هذا بالضبط ماعزز رؤيتي حول توجيه البطولات أو تدويرها، وهذا أيضًا ما يؤكد لي أن الموضوع قد تجاوز خطأ حكم إلى ماهو أكثر من ذلك ليصل إلى مستوى (لجنة) أو (اتحاد) أو حتى (رئاسة)! لست من أنصار نظرية المؤامرة، ولست من هواة الطعن في الذمم، ولكني في الوقت نفسه لم أجد في أعمال اتحاد الكرة ولجانه المختلفة مايزيل هذه الرؤية القاتمة، أو حتى أي عمل تصحيحي يعيد لنا الأمل مجددًا في رؤية رياضة تتسم بالحياد، ومع هذا فإن هذه الرؤية التشاؤمية لدي سأبدي استعدادي التام لتجاوزها وتجاهلها، بل والأكثر من ذلك سأبدي حسن النية تجاه كل مايحدث من تجاوزات غير طبيعية، وأرجو أن يشاركني كل محبي الكرة في ذلك. لن يزعجني لو أعطي النصر كل بطولات الموسم ولن أقف على ماحصل أو سيحصل عليه من تسهيلات وإمدادت، ولكن بشرط، هو أن تعود منافساتنا الكروية بدءًا من الموسم القادم لساحة المنافسة الشريفة عدلاً ونزاهة وحياد. أما محاور الشك والريبة، حكمًا كان أولجنة أو اتحاد أو رئاسة فلا أحد يملك الحق في (تلوينهم) ولهم كامل الحريه في عشق النصر أو غيره من الأندية. ادعموا معشوقكم بالمال. أحضروا له أمهر اللاعبين وأفضل المدربين العالميين بل والأكثر من ذلك. إن لكم كامل الحرية بالهتاف له بالمدرجات جنبًا إلى جنب مع رابطة المشجعين. هذا حقكم، ولكن، ليس من حقكم أن تخلوا بشرف المنافسة. اتركوا للميدان القول الفصل، دعوا كل مجتهد يحصد نتاج عمله دون تدخل بقرار أو صافرة أو حتى وساطة أو شفاعه! القرار لكم وشرف المنافسه أمانة في أعناقكم، وإذا كانت الكرة السعودية قد دفعت الثمن باهظًا لفكرة دوري المربع، فلا تجعلوها تدفع أكثر ثمنًا لفكرة تدوير أو توجيه.