التشريع الاسلامي الذي دعا إلى اليسر ونهى عن التشدد والمغالاة ينفي نفيا قاطعا العنف بكل صوره وأشكاله، ويحبذ السهولة.. ونبي الأمة صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما أو فيه قطيعة رحم.. والتشريع الاسلامي لم يكلف أتباعه أكثر مما يطيقون: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها). ودين الاسلام بحد ذاته ليس طقوسا تؤدى بعيدة عن واقع الناس.. ولا هو حلول لمشكلات بعيدة عن الحقيقة القائمة.. وإنما هو: رسالة تدعو الى نفسها بنفسها (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار).. رسالة نزيهة القصد مجردة من كل غرض.. انها ليست رسالة الغلو والاستعباد.. قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك..) ولا رسالة الطغيان والفساد كما يروج لها البعض فمنهج الاسلام ينهى عن السباب وترويع الآمنين.. انها رسالة النور والإيمان.. رسالة المحبة والسلام.. والعدل والاحسان.. رسالة الفطرة السليمة.. والأخلاق الكريمة.. والسياسة الحكيمة.. (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم). فلماذا لا تكون رسالة الدنيا كلها؟!! لماذا لا تعتنقها البشرية جمعاء؟! بهذه الكلمات عبر الدكتور محمد عبدالله دراز عن رسالة الاسلام الخالدة. ان التشريع الاسلامي في تكاليفه يقصد الى الحفاظ على الانسان.. على نفسه وعقله ودينه وماله وعرضه.. كما يحمي البيئة ويدعو للحفاظ عليها، ويحمي الحيوان.. وبهذا يعيش الانسان سعيدا ويؤدي دوره في الاصلاح في هذه الحياة: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ولا مكان لأهل العنف بين المسلمين الموحدين.