عزيزي رئيس التحرير اخشى يوما ادخل فيه جامعة الملك فيصل (قسم الطالبات) وقد تحولت الى ثكنة عسكرية!! وذلك من كثرة الانظمة والاجراءات التي تواجه الطالبة داخل الجامعة، وكأن ادارة شؤون الطالبات ليس لديها من مهمة الا وضع الانظمة التي تعقد وتعيق وتحبط وتحجم وتضيع وقت الطالبات في امور ثانوية وتذكرها في كل ردهة تلجها في الجامعة (بوابة الجامعة، معامل، مكتبة، قاعات ، كافتيريا، مكاتب الموظفات) بأنها طالبة، وكأن هذه الكلمة تهمة وليست شرفا تعتز به، فعلى الطالبة أن تدفع ثمن ذلك منذ ان تطأ قدمها العتبة الاولى للجامعة، فعليها قبل الدخول ان تبرز لمشرفة الامن بطاقتها الجامعية لتتأكد من هويتها، ولا ندري ما الداعي لهذا القانون الجديد الذي لا يشمل الطالبات المستجدات فقط بل جميع الطالبات والمألوفة وجوههن لكل موظفات الجامعة.. وهذا القانون تسبب في نشوء طابور من الزحام عند البوابة وعلى الطالبة ان تنتظر حتى يأتي دورها للتأكد من هويتها والذي من المؤكد انه سيؤخرها عن المحاضرة مما يعني حرمانها من الدخول الى المحاضرة واذا سمح لها الدكتور بالحضور فمن المؤكد انها ستسجل غيابا!! اما الطالبة التي تنسى بطاقتها فانها ستحرم من الدخول الى الجامعة، وعليها ان تنتظر في الخارج في لهيب الشمس ليأتي اليها السائق (اذا كان متوافرا في تلك اللحظة) وتعود ادراجها الى البيت بعد ان ضاع عليها يوم دراسي بسبب قانون مضاره اكثر من فائدته. وكما هو معروف ان الانظمة توضع لخدمة الناس ولتسهيل امورهم وتنظيمها، ويفقد اهميته اذا تحول الى سيف مسلط يضايق الناس ويعطل مصالحهم وربما يصيبهم شيء من الاهانة، فياليت من وضعت هذا النظام وغيره تدرك ذلك. وايضا النظام الآخر الذي طبق في هذه السنة وهو اكثر سوءا من سابقه لما فيه من استلاب تام لشخصية الطالبة الجامعية التي تبدأ في بناء شخصيتها.. وهو الزي الجامعي التنورة سوداء والبلوزة بيضاء!! لماذا؟لماذا؟ ما ذنب الالوان الاخرى وما الفرق بين المرحلة المدرسية والجامعية اليست في هذه الفترة تبدأ الفتاة في تحمل المسؤولية والمفترض ان تساهم الجامعة بقوانينها وبكل اجهزتها في تدريبها على تحمل المسؤولية وذلك بمنحها الحرية بدلا من السطو حتى على حريتها الشخصية وحقها في اختيار لون ملابسها بما لا يخل بالآداب العامة. متى سنبني المرأة السعودية ونؤهلها التأهيل السليم لتسهم حين تتحمل المسؤولية كاملة في بناء الاجيال القادمة بشكل سليم. متى سنعلمها ان تتحمل المسؤولية ونحن نسلب منها حق الاختيار الذي لا يقوم الا على الحرية.. فلا مسؤولية بلا حرية.. كيف سنحملها مسؤولية صناعة جيل ونحن نسلب منها حرية اختيار لون ملبسها؟؟!! هذه المرأة المقموعة والمسلوبة الحرية في ادق تفاصيل خصوصياتها منذ ان تولد الى ان تلج المكان المنظور اليه على انه قمة الهرم الحضاري ومن يقوم على ادارته ثلة من اصحاب العقول النيرة والمثقفة والواعية ولكن نفاجأ بأن هذا المكان ماهو الا صورة مكبرة للواقع.. هذه المرأة التي بلغت الرابعة والعشرين حينما تعمل وتعطى مسؤولية علمية او عملية او اجتماعية، كيف ستتصرف وهي المقموعة المهزومة دونما ذنب والتي لم تتعرف على المسؤولية وحرية الاختيار في اي مرحلة من مراحل حياتها.. ولم تمنح الفرصة للتعرف على ذاتها وشخصيتها فضلا على التعبير عنها. قد تقول من وضعت الانظمة. ان الجامعة مكان للعمل وليس لاستعراض الازياء. ونقول مخطئ من يظن ان الجامعة فقط تعطي معلومات.. بل أيضا تبني انسانا وشخصية وتؤهل جيلا على تحمل المسؤولية. ولكن ما يحدث هنا.. انها في الوقت الذي تعطي فيه علما، تقوم بتحطيم انسانية الانسان.. واذا كان ولابد من وضع حدود للزي فلتكن هذه الحدود خطوطا عريضة ومحددة بشكل واضح منعا للالتباس وتعدد التأويلات كأن يكون محتشما.. طويلا.. عدم ارتداء البنطلون. واذا وجدت طالبات مخالفات بشكل حاد وصارخ وهن نادرات، فبدلا من ممارسة العقاب والقمع على الجميع كما يفعل الجهلة والمتخلفون والعاجزون.. على الجامعة ان تعرف انه توجد الف طريقة علمية للتعامل مع مثل هذه الحالات، كأن تحتوي هؤلاء الطالبات وتؤهلن. وما يثير الدهشة، ان الانظمة تختلف في الاحساء عنها في الدمام على الرغم من ان الجامعة واحدة!! فالطالبة في الدمام تعامل بانسانية وبرقي عال وباحترام فائق.. بينما الطالبة في الاحساء تعامل كمتهم عليه اثبات براءته في كل حين.. وكقاصر لابد من تشديد الرقابة عليها في كل لحظة. ونحن نطلب من مدير الجامعة معالي الدكتور يوسف الجندان ان ينظر الى هذه الازدواجية في جامعتنا وليعمل برفع الظلم عن بناته الطالبات والذي يسيء الى الجامعة اولا واخيرا.. ونحن على ثقة مطلقة من استجابته لنداء بناته الطالبات كما يفعل دائما.. وله الشكر مسبقا.. ونحن بالانتظار. @@ طالبات جامعة الملك فيصل بالاحساء