مع جهل المجتمع المحلي بفكرة الانتخابات وانقطاع سريان المد الثقافي الانتخابي يحتاج المواطن في ظل هذه السحابة المعتمة الى معرفة وتثقيف من خلال المسؤولين وصناع القرار واصحاب التشريع الذين يضعون كافة الامور في نصابها الصحيح والنقاط فوق الحروف الشائكة. وامام هذا الجهل والصمت المطبق لهذه الفكرة تدافعت العديد من الاسئلة في ذهن المواطن ووصلت الى مرحلة يحتاج من خلالها للوقوف على الانتخابات وتمحورت الاراء في (بوتقة) تكاد تنتهي في مهدها قبل ان ترى النور. يبقى التساؤل قائما هل غفلت الجهات المعنية عن اعطاء المواطن توعية وصورة عن الانتخابات باعتباره مفهوما ثقافيا يجب ان يدرك المواطن ابعاده؟ حتى لا يكون للاجتهاد مجال مع وجود النص. (اليوم) استطلعت اراء عدد من المسؤولين حول اهمال توعية المجتمع من قبل جهات الاختصاص بالفعل الانتخابي ومبادئه وطرقه واتجاهاته. جهل الناخب والمنتخب في البداية تحدث عدنان المعيبد مدير الشؤون المالية والادارية بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وعضو مجلس ادارة نادي الاتفاق حيث قال: لا شك ان الانتخابات تمثل جزءا من المشاركة الشعبية وشيئا جميلا اذا سلك المواطن هذا التوجه لكن ربما نلاحظ ان هناك جهلا بين الناخب والمنتخب وهذا يحتاج الى حملات اعلامية مكثفة عبر وسائل الاعلام المقروء والمرئي والمسموع في سبيل ايضاح الصورة كاملة اذا هناك تقصير في وسائل الاعلام ويحتاج الموضوع الى وقت اطول حتى يتم التفاعل مع الانتخابات كي تعطي زخما لها في المستقبل. واشار الى ان الانتخابات البلدية ليست وليدة اليوم بل هي متأصلة منذ القدم حيث كانت تقام في بعض المناطق مبينا ان صورة تلك الانتخابات لابد ان تعاد هيكلتها في جديد وفق ضوابط جديدة والاهم ان تكون خطوة للامام ويجب على الجميع المساهمة في انجاحها. وشدد على ان اقامة الندوات والمحاضرات قبل الانتخابات تعتبر عاملا مهما في تثقيف المواطن وارشاده اضافة الى تواجد نشرات يومية ولقاء مباشر مع الجمهور. واضاف: لنا حق كمواطنين في اغتنام هذه الفرصة لانها بكل امانة تعكس واجهة حضارية لكل مجتمع، والمفترض ان يكون لوجود متحدث رسمي في كل منطقة دور حيوي في ذلك ويجب ان يعطى صلاحيات ويصبح في يده نفوذ لان خدمات البلدية تلامس الانسان العادي فالمفروض ان تصب هذه الخدمات في قنوات المجتمع. وسائل التقنية فيما يرى النقيب عبدالله الرماني الضابط في قطاع القوات الجوية ان الانتخابات تمثل امرا جديدا على المجتمع السعودي لعدم تفعيل الموضوع من قبل وسائل الاعلام وقال: مثل ما نتابع في اماكن ودول اخرى عبر اجهزة التلفاز عن كيفية اقامة صناديق الاقتراع والانتخابات البلدية لكننا نجهل العمل فيها وهي بلاشك طريقة توعوية وتصب في مصلحتنا. واوضح ان هناك عدة طرق تستخدمها بعض الشركات الخاصة للوصول الى المواطن وملامسة احتياجاته ومتطلباته ومتغيراته واضاف: لو اخذنا على سبيل المثال رسالة من جهاز محمول فيها اشارات واضحة ومحدودة وبكلمات مفهومة للمواطن العادي مثل كلمة انتخب او شارك فهي وسيلة مريحة جدا. وتساءل بدوره عن المردود الذي سيجنيه المواطن من وراء وضع اصواته لانتخاب اشخاص معينين فالشخص المنتخب هو من سيفوز بالمنصب اما المواطن فلا يحصل على اي مميزات. وايد الرماني اصدار مثل هذا القرار من قبل الجهات المسؤولة مؤكدا انه وجد بشكل منظم ومخطط له وفق آلية محددة ومعايير مناسبة وقال: نحن كشعب لا ندري عنه ولم ننظر اليه قط، لكن بكل تأكيد ان القرار جاء في مصلحة الوطن. وطالب بان يكون هناك متحدث رسمي باسم المنطقة ويرأس كل مامن شأنه القاء الضوء على الانتخابات. مبينا انه يحتاج في الوقت ذاته الى دعم اعلامي ضخم، فبدون هذا العنصر المؤثر لا تتم تقوية الدور للمجلس البلدي واضاف لو قسنا ذلك كمثال حي على الرياضة فنشاهد ان ناديا استقال رئيسه من المنصب وترك وراءه اعباء النادي فمن النادر ان تجد مرشحا اخر اذا لم يكن هناك دعم اعلامي يضخ منظومة الترشيحات. وسائل الاعلام الغائبة فيما ابدى محمد سعد رئيس نادي الساحل بعنك استغرابه من الصمت الذي غلف الانتخابات طوال الفترة الماضية والذي ادى الى جهل الكثيرين من عامة الشعب عنها وقال: ما في شك ان الانتخابات تمثل جسرا متينا بين المواطن والجهات المسؤولة في الوطن. وتعطي ابعادا مختلفة عن السابق. وكان لابد من تواجد الاعلام في دعم هذه المنظومة خير تدعيم اذ لابد ان يكون هناك تثقيف عن البلدية فليس من المعقول ان نشاهد كثيرا من المجالس لا يعلمون شيئا عن الانتخابات ولا عن القرارات التي توضع من اجلها وارى ان ثلاثة ارباع المواطنين غارقون في الجهل. وحمل وسائل الاعلام مسؤولية عدم تنوير الشعب عن فكرة الانتخابات باعتبارها حدثا مهما في المجتمع. واضاف كان لزاما ان تسعى اجهزة الاعلام بمختلف اشكالها الى الاتصال بمن لديهم ارتباط وثيق بهذه الانتخابات وعقد اجتماعات دورية لاطلاع الناس عن كل مايخص هذا الموضوع وما يستجد به. وتمنى ان تسير الانتخابات وفق ما خطط له المسؤولون والقائمون على الوطن وان يجد لها صدى طيبا في المستقبل. المنهج المغيب من جانبه اكد عصام المعيبد مستشار العقود بارامكو السعودية رئيس نادي النهضة سابقا ان الانتخابات تمثل جانبا من جوانب الحياة والتي تهم الفرد العادي وقال هناك كثير من الامور الحياتية يغفلها المجتمع ولا يلقى لها بالا ربما تعطي الانسان متنفسا خلال حياته فلو نظرنا الى المرحلتين المتوسطة والثانوية في مدارسنا نجد انهما تتحدثان عن تجربة معينة من التجارب، فانا درست خارج المملكة ووجدت ان هناك منهجا يعنى بتدريس العلوم السياسية ويخصص لطلاب المرحلة الثانوية فهو يعطي صورا مختلفة عن الحكم في البرلمان ومجلس الشورى وانظمة الحكم وغيرها. ونوه بان الجانب الاعلامي له دور كبير في دفع عجلة الانتخابات البلدية وتحديد الصيغة النهائية لظهوره على سطح المجتمع المحلي مشيرا الى ان الاعلام مقصر كثيرا في هذه الناحية وكذلك اساتذة الجامعة الذين تلقوا نصيبا من العلم والمعرفة دون ان تكون لهم مبادرات في اقامة ما يهم في هذه الخطوة الاصلاحية وتطرق الى مسألة هامة ترتكز عليها الانتخابات حسب النظام الذي اطلع عليه. واضاف المجلس البلدي يمثله اشخاص يملكون وجهة نظر المجتمع فبدلا من ان يكون الحديث فرديا يصبح عاما حتى يعطى مساحات اوسع لتحقيق المتطلبات والفوائد للمواطن. وايد فكرة اقامة حملات توعوية لبناء قوي وهذا يحتاج الى نضج فكري وتتبناه كثير من الشركات والمؤسسات فكان من الافضل ان تتواجد قبل الانتخابات وقال: حسب معلوماتي الشخصية ان دورة كروية اقيمت في مملكة البحرين ترعاها وتتبناها شركة متخصصة ضمت الى جانبها اعضاء من مجلس الشورى والبرلمان وتتحدث عن (الطيران) وزيادة التفاعل بين الجميع. حملات توعوية وابدى رشدي الغدير ارتياحه للقفزات التطويرية في المملكة لما فيه من مواكبة لروح العصر والانفتاح على العالم ثقافيا واجتماعيا ومنح المواطن اكثر من خيار ينتخب فيه المجلس البلدي. وذلك سيزيد من اشعال روح المنافسة بين ادارات البلدية مما ينعكس ايجابا على مصلحة المواطن والوطن. وشدد الغدير بان التوعية بأهمية الانتخابات تعد ضرورية وقال لو نلاحظ ان نسبة كبيرة من المواطنين تجهل اهمية تلك الانتخابات وما تشكله من انطلاقة جديدة لمفهوم الاختيار والانتخاب فالحكومة الرشيدة لن تتأخر في وضع القوانين التي تفيد الوطن والمواطنين وقد اثبتت تجربة انتخابات المجلس البلدي جدواها في بلدان شتى وبعد ان اثبتت ذلك تم العمل بها لدينا وهذا يوضح الحرص على ان ما يؤخذ من التجارب الانتخابية سيصب في المصلحة العامة. واشار الى ان المرء عدو ما يجهل فيجب ان تبث التوعية ويعرف المواطنون فائدة الانتخابات وتحفيزهم على المشاركة ويجب استخدام جميع الطاقات الاعلامية سواء المقروءة والمرئية والمسموعة لكشف هذا الغموض المحيط بفكرة الانتخابات لانها جربت واثبتت نجاحها في بلدان اسلامية اخرى بالعالم من اجل ايصال الرؤية المستقبلية لحكومتنا الرشيدة والتي تجعل المملكة في مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة. وقد بين الغدير ان تقوم الاجهزة الاعلامية بعمل ندوات تثقيفية تتناول اهمية تلك الانتخابات ومدى فائدتها في المستقبل اضافة الى القيام بحملة توعوية يختار لها يوم في الاسبوع للوقوف على التجمعات المكتظة بعامة الناس الى جانب قيام البلديات بالتنسيق مع اصحاب المحلات التجارية والنشاطات ذات الصلة بتوزيع كتيبات صغيرة تشرح خلالها اهمية الانتخابات وتكثيف الحملة الاعلامية المقروءة بتوعية المواطنين وارشادهم موضحا ان الشعب المحلي شعب متفتح ولا يمانع في اي تطوير يفيد حاضره ومستقبله.