عزيزي رئيس التحرير ينزعج بعض الناس مع برودة الشتاء كما يتضايق بعضهم من حر الصيف وما علموا ان في تقلب الاحوال وتغير الاجواء حكما ومصالح. ففي الشتاء تفور الحرارة في الاجواف وبطون الارض والجبال فتتولد مواد الثمار وغيرها وتبرد الظواهر ويتكثف فيه الهواء فيحصل السحاب والمطر والثلج والبرد الذي به حياة الارض واهلها واشتداد ابدان الحيوان وقوتها وتزايد القوى الطبيعية واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الابدان. بوب الترمذي رحمه في السنة: بابا في الصوم في الشتاء عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء) - حديث صحيح - وانما كان غنيمة باردة لحصول المؤمن على الثواب بلا تعب فالصوم في الجو وقصر النهار. عذب الله بالريح الباردة في الشتاء قوم عاد وكان صلى الله عليه وسلم - اذا رأى سحابا اقبل وادبر تغير وجهه فقالت له عائشة رضي الله عنها (ان الناس اذا رأوا مخيلة استبشروا) فقال: يا عائشة وما يؤمنني قد رأى قوم عاد العذاب عارضا مستقبل أوديتهم فقالوا هذا عارض ممطرنا فقال تعالى (بل هو ما استعجلتهم به ريح فيها عذاب اليم). الشتاء كما ذكرابن القيم وقت لا يناسب نبات الاسنان عند الاطفال ومثله في حر الصيف وقد يسبب التقيؤ والحمى وسوء المزاج فينبغي التلطف وحسن التدبير وقت نباتها. وعجيبة اخرى من حكم الله تعالى: ان نبات وفاكهة الشتاء ربما اضر بالبدن لو اكل في الصيف او العكس قال ابن القيم: ولهذا تجد المتأخر منها عن وقته مملولا ملول الطعم ولا يظن ان هذين لجريان العادة المجردة فان العادة انما جرت به لانه وفق الحكمة والمصلحة التي لا يخل بها الحكيم الخبير. في الشتاء يتجلى بوضوح ترابط المسلمين بعضهم مع بعض اذ ان هذه الحال تمر على فئات من الناس مرا عصيبا اذ لا لباس يدفئهم ولا غطاء يقيهم ومن حقهم علينا ان نرحمهم ونعطف عليهم لا سيما مع برد الشتاء ولله الحمد هذا متوافر وميسور فالجمعيات والجهات الخيرية تقوم بمثل هذا العمل في ما يسمى بالمشاريع الموسمية وفي مثل حالهم يقول الشاعر:==1== اتدري كيف قابلني الشتاء==0== ==0==وكيف تكون فيه القرفصاء وكيف البرد يفعل بالثنايا==0== ==0==اذا اصطكت وجاوبها الفضاء وكيف نبيت فيه على فراش==0== ==0==يجور عليه في الليل الغطاء فان حل الشتاء فأدفئوني==0== ==0==فان الشيخ آفته الشتاء==2== @@ ياسر سعد الحسيني