كتبت عدة مقالات سابقة، كما كتب غيري من المهتمين عن أهمية تطوير العنصر البشري سواء في المؤسسات الربحية المتمثل أغلبها في القطاع الخاص أو المؤسسات غير الربحية عبر تحقيق أهداف اجتماعية أو اقتصادية والمتمثل أغلبها في القطاع العام، وأريد أن أؤكد مرة أخرى على أن هذا العنصر وأعني البشري هو الذي تبنى عليه الوصول الى أهداف المؤسسات وتحقيق النجاحات التي تجعلها تستمر وتنمو وتتقدم خاصة في ظل المتغيرات العالمية والمحلية التي تجعل كل منا يعمل بجد واجتهاد لتحقيق قدرات متفوقة ومتميزة لمواجهة المنافسة العالمية الشرسة المتمثلة في العولمة. إن المتغيرات الدولية التي يمر بها العالم اليوم تفرض نوعا من التأمل وشيئا من التفكير والتحليل لما يحدث حولنا من زيادة حدة المنافسة وتغيرات السوق المستمرة والتي تتبعها الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات عن طريق تحليلها للوصول الى الحلول الفعالة لها في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك فإن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية المتاحة وتدريبها وتنميتها وتوجيهها التوجيه الصحيح هو الحل الأمثل للمشكلات التي نواجهها في ظل هذه المتغيرات. ومن هنا لابد للمؤسسات التدريبية والتعليمية التي تهدف الى تدريب واعداد وتنمية العنصر البشري بغرض تحقيق أهداف محددة أن يتطور مع الأخذ في الاعتبار ما يدور حولنا من متغيرات حتى يكون الاعداد والتنمية والتدريب يتوافق مع كل ذلك. واذا تحدثنا عن عملية تنمية وتطوير العنصر البشري، فإننا يجب أن نبدأ أولا بالتخطيط السليم للتطوير والاعداد الجيد وتحديد الأهداف تحديدا دقيقا مع ضرورة وضع تصور للعقبات المتوقعة ووضع خطط بديلة في حالة فشل الخطة الأساسية. كما يجب تحديد وتحليل الاحتياجات التدريبية بناء على دراسات واستطلاعات ومعلومات دقيقة للوصول الى الهدف وذلك بالاستشراف المستقبلي كأساس موحد لتحديد الاحتياجات التدريبية ووضع الآليات لذلك قبل وضع الخطط التدريبية وتنفيذها وكذلك تقييم وتحليل العائد على استثمارات التدريب وتنمية الموارد البشرية، بعد ذلك نبدأ في اعداد العنصر البشري نفسه وذلك بقياس قدراته الاستيعابية للوصول الى مستويات ادارية قيادية عليا. ثم نبدأ بعد ذلك بتحديد البرامج التدريبية المطلوبة لتنمية قدرات ومهارات العنصر البشري لكي نحقق الأهداف التي سبق تحديدها بدقة، مع ضرورة تحديد مواعيد محددة وجدول زمني لتنفيذ هذه البرامج وطرق التدريب المختلفة والوسائل المستخدمة في ذلك. ولا يجب أن نغفل أهمية اختيار المدربين الأكفاء لتنفيذ عملية التدريب والتأكد من كفاءتهم لتنمية قدرات المتدربين آخذين في الاعتبار تحري الدقة في اختيار المواد العلمية والتدريبية المناسبة التي سيتم تنفيذها، وبعد أن يتم كل هذا نكون قد أشرفنا على البدء في تنفيذ البرامج التدريبية حسب الخطة الموضوعة. ويجب أن يراعى عند تنفيذ الخطط التدريبية أن تكون متميزة وفعالة، وأثناء تنفيذ برامج التدريب وفي كل مراحله المختلفة يتم تقييم فاعلية التدريب وقياس النتائج التي تم التوصل اليها، والتعرف على العقبات التي اعترضت خطة التدريب وتحديد نقاط الضعف للتغلب عليها ونقاط القوة لزيادتها. وفي كل مراحل عملية التدريب يجب ألا نغفل عن التركيز على مهارات قيادات العمل الأهلي والمشروعات الصغيرة، كما يجب ألا نغفل أيضا عن التشجيع والتحفيز للشباب السعودي فهو الأساس في كل مراحل عملية تنمية الموارد البشرية، فبحكم تجاربي السابقة، الموظف السعودي هو الاساس في كل مراحل عملية تنمية الموارد البشرية، لابد أن يعطى التشجيع والتحفيز والذي ليس بالضرورة أن يكون حافزا ماديا. وأود أن أركز على ضرورة أن تشمل خطط التدريب بناء روح الفريق الواحد والتشجيع على العمل الجماعي المتفوق وعندئذ تصبح عملية تنمية الموارد البشرية مكسبا اجتماعيا كبيرا. وأخيرا فليتذكر الجميع أن الاهتمام بالعنصر البشري هو الأساس لتحقيق الأهداف والوصول الى التفوق على كل المستويات والأصعدة. * كاتب ومستشار مالي واداري عضو الجمعية السعودية للإدارة