الكشف عن مخططات نيمار المستقبلية    القيادة تهنئ ملك مملكة بلجيكا بذكرى يوم الملك لبلاده    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    البثور.. قد تكون قاتلة    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يرحب باعتماد الجمعية العامة قرار سيادة الفلسطينيين على مواردهم الطبيعية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    هيئتا "السوق المالية" و"العقار " توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم المساهمات العقارية    الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو الدول الأعضاء إلى نشر مفهوم الحلال الأخضر    الرياض تستضيف النسخة الرابعة لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    الخرائط الذهنية    «خدعة» العملاء!    جرائم بلا دماء !    الحكم سلب فرحتنا    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    علاقات حسن الجوار    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    اختتام أعمال المؤتمر السنوي ال11 لمحامي كرة القدم AIAF بالرياض    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    لماذا فاز ترمب؟    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنبي للناجم: أنا من أهل مكة وأدرى بشعابها منك
أكد أن المشقر معلم تاريخي مليء بالأسرار
نشر في اليوم يوم 30 - 09 - 2004

فور نشرنا الأسبوع قبل الماضي رأي الدكتور سعد عبدالرحمن الناجم، الذي نفى اكتشاف الباحث عبدالخالق الجنبي للمشقر، باطروحاته التي تؤكد أنه هو من أكتشف هذا الموقع، وسبق صاحب الجنبي في تحديد موقعه، حتى كان رد الجنبي، الذي كان مطولاً، وتفصيلياً على جميع النقاط التي أثارها الدكتور الناجم.
واستكمالاً للموضوع ننشر رد الجنبي، الذي وجه شكره للدكتور الناجم، الذي أثنى على جهد الكاتب وبراعة الكتاب. ثم تناول إشكالية بدء كتابة الكتاب فقال: بدأت كتابي عام 1414ه، والصحيح أنّ هذا العام هو العام الذي اكتشفت فيه التلّ الذي كان يقوم عليه حصن المشقر، وهو جبل رأس القارة، الواقع داخل قرية القارة، كما ذكرت في كتابي، وكان ذلك في بستان الحاج أحمد آل حمود المعروف بالعضيبي، والواقع في قرية الطريبيل بينها وبين القرية التاريخية (عَسلَّج)، وقد سبق هذا التاريخ قراءات مضنية وبحوث ميدانية مجهدة، أدت محصلتها إلى خروج هذا الكتاب، الذي أثنى عليه الدكتور الناجم، وأبدى بعض الملاحظات وبعض العتب على ما ورد في كتابي، وأنا إذ أقدر للدكتور اهتمامه وملاحظاته، إلا أنّ لي كل الحق في الرد على بعض ما قاله، أو توضيح بعض ما اشتبه عليه فيه.
سبقته ب 7 سنوات
وعن قول الناجم أنه تناول بالبحث تحديد حصن المشقر منذ عام 1405ه، وأنهاه عام 1409ه، وأنه ألقاه كبحث في محاضرة عامة في أحدية المبارك عام 1421ه، وأنها سُجّلت في شريط متداول بين الناس، ردَّ الجنبي: لا يوجد أيِّ كتاب أو بحث منشور للدكتور سعد يحدد فيه موقع حصن المشقر منذ العام 1405ه وحتى الآن، وكلام الدكتور خالد الحليبي الذي نشرته (اليوم) يؤيد ما قلته، وإذا كان الدكتور سعد قد نشر كتاباً حول ذلك فليذكره لنا، وأما كلامه عن محاضرته حول ذلك في أحدية المبارك ووجود شريط متداول بين الناس، فهذه المحاضرة كما قال الدكتور كانت في العام 1421ه، أي بعد أن اكتشفت أنا المشقر بسبع سنوات تقريباً، وبعد سنتين من قيامي بطبع نسخة مبدئية عن كتابي، قمت بتوزيع صور منها على بعض المهتمين بالبحث في تاريخ المنطقة في القطيف والأحساء، مثل الباحث السيد عدنان العوامي ومحمد رضي الشماسي والسيد حسن العوامي من القطيف، والباحث السيد هاشم الشخص من أهالي القارة، والشيخ جواد الرمضان، الذي استشهد به الدكتور سعد نفسه، وقد رأينا كيف أنّ الدكتور سعد كان يقصد الشيخ جواد، ويأخذ منه ما يتوفر لديه من وثائق وبحوث، كما قال في أول حديثه عن إهداء الشيخ جواد له لأوراق من (سالنامة ولايت بصرة).
الجدار المسروق
أما بالنسبة لقول الدكتور سعد إنّ الشيخ جواد الرمضان أهداه عام 1420ه وثيقة تركية، تعود إلى عام 1318ه، تحدثت عن جدار المشقر ومواقع أخرى في الأحساء، فقال الجنبي: الدكتور يتحدث عن وثيقة سجلٍّ عثماني اسمه (سالنامة ولايت بصرة)، ولكنني لا أعرف من أين قال الدكتور أنّ هذه الوثيقة تحدثت عن جدار المشقر، وليس في هذه الوثيقة أي ذكر للمشقر أو جداره، وإنما تحدثت الوثيقة عن خَرابة قلعةٍ قديمة بالقُرب من قرية (قارة)، وفي جهتها الشرقية جدار على ارتفاع خمسة أذرع، وهذا الجدار محكم متين مبني بالحجارة والجَصّ، وعليه تاريخ بالعِبرانيّة هو باقٍ للآن، أي عام 1318ه، وأنّ القلعة مبنية قبل 1880 سنة، وقد خربت من زمنٍ بعيد، فهذا هو كل ما ذكرته الوثيقة عن هذا الجدار، وهو كما يرى القارئ لا ذكر للمشقر فيه، فمن أين أتى الدكتور به؟!، وقد تحدثت في كتابي بإسهاب عن هذا الجدار الذي سُرق بليل من قبل بعض المستكشفين الغربيين، وفصلت الحديث حوله في كتابي، فمن أراد المزيد فليرجع إليه.
دليل لصالحي
وعن الإشارة التي جعلت الدكتور حسب قوله يقف على موضع الحصنين المشقر والصفا، واستشهاده بأبيات للأعشى والمخبل السعدي وذي الرمّة، يقول الجنبي: أرجو أنء يكون الدكتور صادقاً في قوله، وهو لن يسوءني، بل على العكس يفرحني ذلك، لأنه يثبت أكثر فأكثر صحّة النتيجة التي توصلت إليها ونشرتها قبله، وقد استوفيت البحث في كتابي عن دلالاتي التي توصلت بها إلى معرفة هذين الحصنين، وهي أقوى وأكثر بكثير مما ذكره الدكتور سعد، فمن أرادها فليرجع إليها فيه.
استنتاج بدون أساس
وفي حديث الدكتور عن عين الخسيف، حين قال (أما عين الخسيف فهي التي يطلق عليها العين، وهي عين (صويدرة)، ولدي وثيقة تقول أن نهر العين (يعني صويدرة) يسقي تلك الجهات، وهو يسير بين المشقر والصفا). فردَّ الجنبي قائلاً: أنّ ما توصّلتُ أنا إليه في بحثي أنّ عين الخسيف هي العين التاريخية الشهيرة المعروفة باسم (عين هجر) التي تمّ عندها الحلف المعروف في التاريخ العربي باسم حلف تنوخ، وليس صحيحاً أبداً ما قاله الدكتور أنّ عين الخسيف هي عين صويدرة، والوثيقة التي لدى الدكتور ليس فيها ما ينصُّ على أنّ نهر العين ينبع من عين صويدرة، ولا دخل لعين صويدرة بهذا النهر، الذي هو من طوايح سليسل، وكان يمرُّ بين بيوت قرية التويثير وجبل القارة الكبير (الشبعان)، وما زال أهالي هذه القرية يعرفون موضعه حتى الآن، فاستنتاج الدكتور هنا لا أساس له من الصحة، وقوله أنّ نهر العين يسير بين المشقر والصفا، فهذه الجملة من قول الدكتور، وهي ليست من الوثيقة التي لديه، كما قد يفهم من سياق نصّ كلامه، وإنما نهر العين الذي كان في السابق يجري بين المشقر والصفا هو نهر عين محلم، كما ورد ذلك في نصوص تاريخية عن أبي عبيدة والطبري ذكرتها بالتفصيل في كتابي.
زلة أتحداه عليها
وفي رفض تام لما قاله الدكتور (أما اختلاط الأمر على الجنبي بأن الفتحة التي في رأس القارة هي عين الخسيف، استناداً على الأهالي، فإن الأهالي كانوا يسمون العين الحكومية في ذلك الموقع بعين الخسيف، لأن نهر الخسيف، وهو من (طوائح الحقل) يتجه إلى تلك المنطقة، ويسقي النخيل التي تقع غرب رأس القارة) قال الجنبي: هي زلّةٌ كبيرة لا أرضاها للدكتور سعد، الذي يبدو أنه يتكلم عن موضع خارج الكرة الأرضية، وليس في الأحساء، التي تربى فيها وأحبها، وإذا كان قد قال لي بأنّ أهل الأحساء أدرى بالمشقر، فأنا أقول له (إنَّ أهل القارة أدرى بعيونها يا دكتور سعد)، وهم يؤكدون أنّ عين الخسيف هي هذه العين الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من جبل رأس القارة والمحفورة داخله، والتي يسقط فوقها مباشرة فتحة بئر محفورة من أعلى الجبل إليها، وليست عين صويدرة كما قلت، فعين صويدرة سُميت باسم المكان الذي تقع فيه أي الصويدرة، وأرى أنها (الصادر)، التي قال ياقوت في معجم البلدان أنها قرية بالبحرين لبني عامر من عبدالقيس، ولعلم الدكتور فبنو عامر هؤلاء هم بنو عامر بن الحارث العبقسيون، الذين كانت أهم قراهم في الأحساء وأجلها جبيلة وجواثى، وصويدرة (الصادر) تقع جنوب الأخيرة منهما، ثم من أين أتى الدكتور بنهر الخسيف، الذي قال أنه من طوائح الحقل، ويسقي النخيل التي تقع غرب رأس القارة؟! أنا أتحدى الدكتور سعد أنء يثبت لي صحة كلامه هذا، وهذا التحدي هدية مني للدكتور، ليثبت للقراء أنه أعلم مني بالأحساء وأنهارها، أما إذا لم يستطع ذلك فعليه سحب كلامه، والاعتذار عن هذا القول الخاطئ، لأنه لا يوجد في تلك الجهة التي ذكرها نهرٌ يُسمى بنهر الخسيف، يأتي من طوايح عين الحقل كما قال، ويبدو أن الدكتور سعد قد اشتبه عليه الأمر بثبر الخسيف الواقع للغرب من جبل الشبعاء (الشريدية) بنصف كيلومتر، وأين الشبعاء من رأس القارة؟
زلة أخرى.. وتحد آخر
وفي تحد آخر للرفض المكرر لدى الجنبي، أنكر على الدكتور قوله (أما المشقر فهو جبل القارة الكبير، واسم الشبعان صفة أطلقت عليه، وليست اسماً، وهناك في الجهة الشرقية منه شرق التهيمية منطقة تسمى الأشقرين، بها مقبرة قديمة) كرر الجنبي قوله: وهذا كلام لا أرضاه للدكتور أيضاً، فالشبعان هو الاسم القديم لهذا الجبل الكبير الشهير المعروف الآن باسم جبل القارة، نسبة إلى القرية الواقعة بالقرب من ركنه الشمالي الغربي، لأنها كانت أكبر القرى المحيطة به وأشهرها، وكانت تقوم فيها سوق رئيسية لكل القرى المحيطة بالجبل كل يوم أحد، كما هو المعروف عند أهالي المنطقة، وقد نصَّ الباحثون الأحسائيون على أنّ الشبعان هو الاسم القديم لهذا الجبل، ومنهم الشيخ محمد بن عبدالقادر في (تحفة المستفيد)، والشيخ عبد الرحمن الملا في (تاريخ هجر)، نقلا عن النصوص الكثيرة التي وردت لشعراء ومؤرخين وجغرافيين مسلمين كعدي بن زيد وياقوت والفيروزابادي، تجمع على أنّ الشبعان جبل في هجر مشهور ببرودة كهوفه، ولم يقل أحدٌ سوى الدكتور - أن الشبعان صفة لهذا الجبل، وليست اسماً، وهو خلاف الإجماع بدون دليل مسوّغ، وأما قوله أنّ اسم الجبل هو المشقر نفسه فهو غير صحيح جملةً وتفصيلاً، ومخالفٌ لنصٍّ شهير لأبي عبيدة، ذكره ابن الفقيه في كتابه البلدان قال فيه (وقصبة هجر الصفا والمشقر والشبعان)، فنحن نرى أنّ أبا عبيدة قد قرَّق بين المشقر والشبعان، وذكرهما على أنهما مسميان اثنان لقصبتين من قصبات هجر الثلاث، وأما كلامه عن منطقة الأشقرين، وقوله أنها تقع شرق جبل القارة الكبير وشرق قرية التيميّة، فالأشقرين ليست منطقة، وهي لا تقع شرق جبل القارة وشرق التيمية كما قال الدكتور، وإنما هو اسم منتصف الجزء الشرقي من جبل القارة الكبير، وهو بالمناسبة يقع شمال التيمية، وليس شرقها، ويمر بها الطريق المتجه منها إلى قرية التويثير، فأين أعلميتك بالأحساء أيها الدكتور؟!، ثم هل يريد الدكتور أن يخبرنا أنّ دليله على قوله أنّ المشقر هو جبل القارة الكبير هو تسمية هذا الجزء منه بالأشقرين؟!، وأنّ التشابه في اللفظتين هو ما أوحى له بهذا الرأي!! إذاً لماذا لم يقل أنّ الصفا هو الموضع المعروف باسم (الصُفَيّه) شمال قرية القارة، لأنّ اللفظين متشابهان أيضاً؟!، والتشابه في الألفاظ لا يعني بالضرورة اتحادهما، كما أنّ الفرق واضح بين المشقر، وهو مفرد، والأشقرين وهو مثنى.
تفسير التحلب
وفي مخالفة أخرى للتحديد خالف الجنبي قول الناجم حول نصّ ابن الأعرابي، الذي يقول فيه عن قارة عطالة (وفي أعلاها بئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض وتذهب في الأرض، وماء هجر يتحلّب إلى هذه البئر في زيادتها، وتحلّبها نقصانها)، فلم يلتفت الدكتور إلى قول ابن الأعرابي إنّ البئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض، وتذهب في الأرض، أيّ أنّ البئر حُفرت من أعلى القارة، إلى أن تصل أسفل الأرض الواقعة عليها القارة، ثم تذهب أيضاً أسفل هذه الأرض، حتى تصل إلى الماء المخزون في الأسفل، وبالتالي فلا داعي لكل ما تعلل به الدكتور من تفسيره للتحلب والنقصان في هذا النصّ، وقد قلت في كتابي أنّ نصّ ابن الأعرابي هذا يحتمل وقوع سقط فيه في جملة (وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر)، وأنّ صحة الجملة ربما تكون (وماء عين هجر يتحلب إلى هذه البئر).
شرق أم جنوب يا دكتور
أما ما قاله الدكتور عن انطباق وصف قارة عطالة على ما سماه بجبل عطالة، الواقع شرق شركة الإسمنت بالأحساء شرق العُيون، فهو من أغرب ما سمع الجنبي، الذي يبرر ذلك بالقول: لأنَّ نصّ ابن الأعرابي واضح وصريح في أنّ قارة عطالة تقع وسط مدينة المشقر، التي يؤمن الدكتور بأنها كانت في موضع قرية القارة الحالية، فما باله الآن يذهب بنا إلى شرق شركة الإسمنت؟!، ثم الذي نعرفه أنّ شركة الإسمنت تقع شمال العيون لا شرقها، وإن كان يقصد جبل عطالة فكيف يكون جبلٌ واحدٌ يقع شرق مكانين متواليين، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؟!، وأما قوله عن مدينة المشقر أنها تمتد في مساحة تشمل منطقة كبيرة في الأحساء، فهل يريد الدكتور أن يفهمنا أنّ هذه المدينة التي تخيلها تمتد من جبل القارة (الشبعان)، إلى أن تصل إلى شرق شركة الإسمنت، حيث جبل عطالة الذي يراه؟!! وهي مسافة يصل طولها إلى أكثر من 30 كيلومتراً، وهي مسافة أطول من واحة الأحساء الحالية.
تبني على الظنون
وأضاف عبدالخالق: إن قول الدكتور سعد (أما الأطيط فهو ماء لآل مرة، يبعد 100 كيلو متر، وربما حوله قارة صغيرة، قد تكون هي التي بناها العجم في الفلاة، وإن كان العجم هم الذين نحتوا رأس القارة، كما أشرنا سابقاً)... أقول للدكتور إنّ قولك عن الأطيط أنه ماء لآل مُرّة يبعد 100 كيلو متر، فيبعد 100 كيلو متر عن ماذا يا دكتور؟ وفي أي جهة يقع؟ وقولك ربما حوله قارة صغيرة، فربما هي من الظنّ، والظنّ لا يغني عن الحق شيئاً، ثم ما الذي يجعل العجم يبنون هذه القارة على هذه المسافة الطويلة جداً؟!، ثم أين أشرت إلى أنّ العجم هم الذين نحتوا رأس القارة الواقع في قرية القارة؟! أنت لم تذكر لنا المصدر، فإذا كنت قد أشرت بالفعل فلماذا لا تطبق أوصاف القارة التي ذكر هشام الكلبي أنّ العجم بنوها بالقفر والقير على جبل رأس القارة، التي تعترف أنّ العجم هم من نحتوا رأسه، كما ذكرت أنا في بحثي، واستدللت فيه بذلك وغيره .
إقليمية ضيقة
وفي رد صريح جداً قال الجنبي: قال الدكتور (ان أهل مكة أدرى بشعابها)، وقوله عني أنني (من سكان القطيف، بينما الدكتور من أبناء الأحساء، وأنّ أهل الأحساء يدركون تماماً منطقتهم، ومن خلال أسماء الأنهر القديمة يعرفون المواقع، ولا تحتاج اجتهادا أو تصحيفا، لتطابق نظرية لإثبات موقع، كما عسفت الحوسي لتكون الحوطة، وما شابه ذلك كثيراً). فأقول للدكتور: وأنا من أهل مكة العارفين بشعابها يا دكتور، فأنا قضيت ردحاً من الزمن في الأحساء، متنقلاً بين بساتينها وعيونها وجبالها، جامعاً العلم من أفواه أهلها الطيبين، الذين أكنُّ لهم كل الود والتقدير، وذلك عندما قمت بتحقيق المواضع التي وردت في شعر ابن المقرَّب وشرحه، والذي أخرجته مع زميلي الأستاذين علي البيك وعبدالغني العرفات، محققاً على أكثر من 20 نسخة مخطوطة، ذكرت فيه تحديداً لأغلب الأماكن الأحسائية وغيرها التي وردت فيه، ومنها أماكن أحسائية كثيرة لم يسبقني إلى تحديدها أحدٌ قبلي، مثل الآرة والجبل والجش والسلامية والبديع، وغيرها كثير مما ورد في شعر ابن المقرَّب. ثم إنّ الجميع يعرف أنّ الأحساء والقطيف تشكلان واحتين توءمتين، تربط بينهما وشائج اجتماعية قديمة جداً، وأنّ السكان في الواحتين يرجعون إلى أصول وأنساب واحدة، وأنّ عاداتهم وتقاليدهم واحدة، وأنا شخصياً تربطني بالكثير من أهالي الأحساء علاقات ود وصداقة قوية، ولأجلهم ولهم كان اهتمامي بالكتابة عن الأحساء، أما هذا الوتر الإقليمي الضيّق الذي يضرب عليه الدكتور فهو لن يفيده الآن، والدكتور نفسه قد أثنى في أول كلامه هذا وآخره على كتابي وجهودي الواضحة فيه، أفليس هذا تناقضا من الدكتور سعد حفظه الله؟!
لم أتعسف
ويضيف: أما قوله أنني عسفت الحوسي لتكون الحوطة، فأنا أولاً لم أعتسف في التوضيح للقراء أنّ كلمة الحوس أو الجوس، وليس الحوسي هي تحريف الحوطة، وإنما قلت أنّ الحوس أو الجوس هو تحريف الجونين، والباحث المنصف لا يرى تعسفاً في هذا القول، خصوصاً إذا كُتبت الجونين بدون نقط، كما في الكثير من الكتابات القديمة، وأما الحوطة فقد ذكر ابن الفقيه في كتابه البلدان أكثر من 20 قرية لبني محارب بن عمرو من عبدالقيس، ذكر منها الرميلة والزرائب والحوجر، وفي نسخ أخرى من الكتاب أشرت إليها في كتابي ورد الاسم الأخير تارةً باسم (الحوضى) وأخرى باسم (الحرصلة) وقد رأيت أنّ كل هذه المسميات قريبة من (الحوطة) في الرسم، وفهمت من قرينة قرنها مع الرميلة والزرائب المعروفتين بقرب الحوطة الآن أنّ هذه الكلمات محرفة عن الحوطة، فهل في هذا تعسف يا دكتور؟!
لم أسرقه.. بل سبقته
وعما أبداه الدكتور الناجم من تخوفه على معلوماته من السطو قال الجنبي: أول ما فيه أنّ معلوماته غير موثقة كما قال، لأنّ التوثيق يكون بنشرها في كتاب مطبوع، أو مجلة متخصصة، أو صحيفة رسمية على أقل تقدير، وهو ما لم يفعله الدكتور، فلماذا يغضب إذا رأى غيره قد نشر معلوماته الموثقة في كتاب مطبوع ويباع في الأسواق الآن، ثم ما هو قصده بالإشكال الذي وقع فيه معي، لعدم نشره بحثه الموثق، فأنا نشرت ما توصلت إليه من اكتشافات، وصلت إليها بمجهودي الشخصي، من دون أنء يكون للدكتور أو غيره أي فضل يذكر فيها، أما إذا كان يقصد أنّ تأخره في نشر بحثه قد فوت عليه فرصة السبق إلى نشر اكتشافاته فهذا ذنب الدكتور سعد، الذي لم ينشر بحوثه واكتشافاته، كما نصّ على ذلك الدكتور خالد الحليبي في كلامه، الذي طلب الاستشهاد به، وأما قوله أنني نسبت اكتشاف المشقر إلى نفسي، فمن الطبيعي أنء أفعل ذلك، لأنني لم أجد ولا باحثاً واحداً قبلي قد نشر كتاباً، أو حتى مقالاً ذكر فيه اكتشافه لحصن المشقر وتحديده بالصورة التي ذكرتها في كتابي، وبالتالي فمن حقي نشراً وقانوناً أن أنسب إلى نفسي اكتشاف هذا الحصن، وليس هذا الحصن فقط، بل وحصن الصفا ومدينة هجر وعين محلم ونهرها، والكثير من القرى والمواضع التي تناولتها في البحث في كتابي المذكور، فإذا كان باحثاً ما نشر قبلي بحثاً يحدد فيه مواقع هذه الأماكن أو أحدها، فليأت بدليله عليه، وسوف أكون أول المعتذرين له والمقرّين بسبقه وأفضليته.
الاستشهاد بالدكتور الحليبي
وعن قول الدكتور أنه يكفيه ذكره لموقع المشقر منذ عام 1412ه في صفحته الواحة، وإشارة كاتبها الدكتور خالد الحليبي إلى أنها في وسط قرية القارة، فالدكتور لم يوضح المقصود بصفحة الواحة، وهل ذكر فيها بحثاً له شخصياً حدد فيه موقع المشقر أم ماذا؟، ثمّ إنّ عام 1412ه فيه 364 يوماً -حسب علمي - ففي عدد أي يوم منها ذكر موقع المشقر، أرجو من الدكتور أنء يدلنا على الزمان والمصدر، وأما إنء كان الدكتور سعد - وهو ما أراه- يقصد مقالة الدكتور خالد الحليبي في صفحة الواحة عن المشقر، فقد طلبت من جريدة (اليوم) عبر محررها محمد الرويشد أن يرسل لي بالفاكس هذه المقالة، فلم أجد فيها ذكراً للدكتور سعد الناجم، وكل الذي كتب فوقها بالعنوان العريض (المشقر)، والذي ورد فيها مما يخص موضع بحثنا أنقله هنا بنصه مقتبساً عنه، وهو قوله: (المُشَقَّر) بهذا الضبط علمٌ بارز في تاريخنا العربي والإسلامي يعني عدداً من المواضع أشهرها: حصنٌ في البحرين، وعمم بعضهم فقال أنه يعني مدينة عظيمة في وسطها قلعة، ويؤكد بعض الباحثين بأنها في موضع قرية القارة حالياً) وكما يلاحظ القارئ فإنّ الدكتور خالد الحليبي لم يذكر اسم الدكتور سعد الناجم، بل قال (بعض الباحثين)، ثم إنّ الكلام كان عن مدينة المشقر أو قلعتها، وأنها حسب المقالة - كانت في موضع قرية القارة كلها، ولم يقل أنّ حصن المشقر كان فوق جبل رأس القارة كما قلت أنا، وعلى كل الأحوال فهذه المقالة لا تفيد الدكتور سعد، لأنه لم يتم ذكر اسمه فيها، فأيّ ذكر وأيّ توثيق هذا الذي يتحدث عنه الدكتور، أما كلام الدكتور الحليبي الذي استشهدت جريدة (اليوم) به، وقوله أنّ الدكتور سعد قدم ورقة بحثية تثبت اكتشافه للموقع، ولمواقع أخرى، فالدكتور الحليبي لم يذكر متى قدّم الدكتور سعد هذه الورقة؟ وأين قدمها؟ فإن كان يعني نفس أحدية المبارك التي تقدم القول أنها كانت عام 1421ه فهذه الورقة إذاً لا تعنينا؛ مع شكري للدكتور خالد على أمانته وصدقه، عندما قال إنّ الدكتور سعد الناجم لم ينشر بحوثه واكتشافاته في كتاب مطبوع.
تناقضات
وأضاف الجنبي: الدكتور سعد أشكل عليَّ بقوله (إنّ المشقر وعطالة موضعان، فكيف يكونان موضعاً واحداً في رأس القارة؟!)، وتأكيده بالقول أنهما موقعان مختلفان للجبل الشبعان والحصن رأس القارة، وهنا يقع الدكتور في تناقض صريح وواضح، فبينما هو ذكر رأيه قبل قليل في أنّ عطالة هو جبل يقع شرق شركة الإسمنت شرق العيون، هاهو يعود هنا فيقرر أنّ عطالة هو رأس القارة.
ونحن ننتظر عين محلم
وفي نهاية رده قال الجنبي: فإنّ ما قاله الدكتور في آخر كلامه عن عين محلم، وأنها في مكان آخر، وأنه يحتفظ بمعلوماته حتى ينشرها عنها وعن نهرها، فهو يعني أنه يخالفني فيما قررته أنا من أنّ عين محلم هي عين الحارّة الواقعة عند المبرز، وما دام الدكتور قد وعدنا بالنشر، فنحن في انتظار تحقيق وعده، الذي أرجو ألا يطول هذه المرّة، وأما أنا فقد نشرت بحثي عن هذه العين ونهرها في كتابي المذكور، وأرحب بكل نقد هادف يأتيني من كل باحث عن الحقيقة حول ما نشرته في كتابي.
توضيح أخير
بقي أن نشير إلى نقطة حدث فيها لبس غير مقصود، فالعبارة التي أوردناها في رد الدكتور الناجم، التي تقول (أن الشيخ جواد الرمضان أكد كلام الدكتور الناجم مائة بالمائة) كنا نقصد بها أنه أكد حضوره للمحاضرة، واستماعه لها، ولم يؤكد أن الدكتور هو من اكتشف المشقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.