في الوقت الذي رحبت به اللجنة العليا لمشروع خط الغاز العربي بانضمام العراق الى المجموعة يكون بذلك قد ارتفع عدد أعضائها إلى خمس دول عربية هي الأردن ومصر وسوريا ولبنان إضافة إلى العراق. ويعتبر انضمام العراق الى المجموعة خطوة باتجاه تدعيم مشروع خط الغاز العربي، الذي يمتد من مصر إلى الأردن وسيصل إلى سوريا ولبنان وفي وقت لاحق إلى تركيا وأوروبا. لقد وصف وزير البترول المصري مشروع خط الغاز العربي بأنه يمثل نواة للسوق العربية المشتركة كما يمثل استراتيجية اقتصادية لدعم البنية التحتية لصناعة الغاز بالمنطقة وبداية لشبكة موحدة للغاز الطبيعي في الوطن العربي. وأعرب عن أمله بهذا الصدد بحث الدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوروبى لمنظومة الطاقة والغاز فى شرق البحر المتوسط وقال ان الأوروبيين مهتمون كثيرا برؤية منظومة للغاز تضم الأردنوسوريا ومصر والعراق ولبنان بحيث تكون جزءا من تزويد أوروبا بالطاقة اللازمة وكذلك منظومة مماثلة للكهرباء فى هذه المنطقة. وفي إطار تنفيذ مراحل المشروع على ارض الواقع فقد أقرت اللجنة بان المرحلة الثانية من المشروع والتي تتضمن مد الخط شمالا من ميناء العقبة الأردني تسبق جدولها الزمني وستكتمل بحلول نهاية 2005 بدلا من منتصف 2006. حيث استعرض وزراء البترول ما تم فى تنفيذ المرحلة الثانية من خط الغاز فى الأردن الذى يمتد بطول 393 كيلومترا وبتكلفة 300 مليون دولار. والجديد الذي تناولته اللجنة هو البحث في سير عمل المرحلة الثالثة للمشروع داخل الأراضي السورية واللبنانية إضافة الى ما يتم من اجراءات لتزويد اوروبا بالغاز واجتماع اللجنة مع نائب رئيس المفوضية الاوروبية والمسئولة عن شؤون الطاقة والنقل لويولا دى بالاثيو ورئيس بنك الاستثمار الاوروبى فى مصر وكذلك البحث في ربط خط الغاز العربي مع مشروعات الغاز الرئيسية فى تركيا وأوربا. وقد تم خلال الاجتماع الموافقة على تنفيذ الدراسة الفنية الاقتصادية للمرحلة الثالثة من خط الغاز العربي داخل سوريا لنقل الغاز المعد للتصدير من الحدود الأردنية/السورية وحتى مدينة حمص وذلك وفق الخطط الزمنية المقترحة. ويكفل هذا المشروع نوعا من الازدهار للاقتصاد الأردني من خلال دوره في تنويع مصادر الطاقة فى الأردن و تزويد محطات توليد الكهرباء بالطاقة اللازمة لبناء محطات دورة مركبة التى تتسم بالتكلفة القليلة نسبيا والنظافة البيئية ونشوء صناعات أخرى تعتمد على الغاز. وتنبع أهمية مشروع خط الغاز العربي من كونه أول خط فعال فى المنطقة العربية وله قيمة اقتصادية واستراتيجية وباعتباره خطا نموذجيا لجذب مستهلكين جددا فى أوروبا مشيرين الى ان الخط يمثل نقلة نوعية فى أسلوب تحقيق التكامل الاقتصادي وتدعيم العلاقات الوثيقة بين الأشقاء.