بعد عشر سنوات من المجازر التي وقعت في رواندا عام 1994 بدأت محكمة الجزاء الدولية النظر في جرائم الحرب في هذا البلد امس الاثنين محاكمة القس الرواندي اتاناز سيرومبا بتهمة المشاركة في عمليات القتل في كنيسته. وهي اول محاكمة لمسؤول كاثوليكي امام محكمة الجزاء التي تعمل من اروشا (تنزانيا) وشكلتها الاممالمتحدة في نهاية 1994 لملاحقة ومحاكمة المسؤولين عن المجازر التي قتل فيها حوالى 800 الف من افراد اقلية التوتسي والهوتو المعتدلين. والكاهن سيرومبا الذي ينتمي الى الهوتو ويبلغ من العمر 21 عاما متهم بالاعداد والاشراف على قتل اكثر من الفين من اتباع الكنيسة التوتسي في كنيسته في نيانج غرب رواندا في بداية المجازر في 1994 ويفيد محضر الاتهام بانه امر حتى بتدمير الكنيسة بجرافة فانهارت على الذين لجأوا اليها هربا من التوتسي المتطرفين خلال المجازر. وقد اكد انه برىء من هذه التهمة. وسيحاول محامياه الفرد بونيون (بينين) وباتريس مونتي (الكاميرون) اثبات ان القس كان فعلا في المكان عند وقوع الهجوم الا انه لم يتمكن من التصدي للمقاتلين التوتسي. ولم تطلب الكنيسة الكاثوليكية في هذا البلد الصغير في وسط افريقيا الذي يضم ثمانية ملايين نسمة 60% منهم من الكاثوليك الصفح عن الممارسات التي ارتكبها بعض اعضائها خلال المجازر. وقد لجأ الاب سارومبا بعيد فراره من رواندا في 1994، الى فلورنسا في ايطاليا حيث اصبح كاهن قرية في توسكانا قبل ان يستسلم للقضاء في فبراير 2002 تحت ضغط دولي. وقد اصر باستمرار على براءته مستفيدا من عدم طرده من قبل السلطات الكاثوليكية العليا التي تقول انها لم تجد اي عنصر يثبت ادانته. وكان التوتسي نجوا من الموت في مجازر سابقة بلجوئهم الى كنائس. لكن في 1994 انتهك مرتكبو المجازر اماكن العبادة وشهدت الكنائس مجازر كبيرة. وتحولت عدة كنائس اليوم الى مراكز لاحياء ذكرى المجازر ابقيت فيها عظام بشرية وبقع الدماء وشظايا القنابل وآثار الرصاص على الجدران