يتوجب على الأمة الإسلامية في ظروفها الراهنة أن تتكاتف وتتعاون وتتآزر وتنسق فيما بين أقطارها لمعالجة قضاياها العالقة الملحة ، ولن يتأتى ذلك إلا كما قال قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله في كلمته الضافية أمام الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة يوم أمس الأول إلا بجمع الرأي إلى الرأي وضم الجهد إلى الجهد مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله الشريف : * وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان *ومصداقا لقول سيد الخلق وخاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة والسلام : * المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً *. فما أحوج الأمة الإسلامية في ظروفها الحالية الصعبة وقد تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب أن تجمع شتاتها وكلمتها وصفها للدفاع عن حقوقها المشروعة ودعم قضاياها العادلة لاسيما أن العالم يعيش في فترة تطورت فيها العلاقات الدولية وتعددت وسائل الاتصال وترابطت المصالح بما يحتم على المسلمين دعم سبل الحوار مع الآخرين وتأييد مختلف الجهود الرامية إلى تحقيق أفضل مستويات التعايش مع دول العالم. وقد سعت المملكة عبر كل القنوات للتعريف بالعقيدة الإسلامية وشرح سماحتها ووسطيتها واعتدالها وبراءتها مما ينسب إليها زوراً وبهتانا من أنها حاضنة لظاهرة الإرهاب وأن المنتمين إليها ليسوا إلا مجموعة من الإرهابيين. فتلك الظاهرة الشريرة هي بضاعة المفسدين في الأرض والضالين عن الصراط المستقيم والعقيدة الإسلامية بمبادئها وتشريعاتها وتعاليمها تحارب الفساد والظلم والجبروت وتدعم كل ما من شأنه نشر الفضائل بين البشر وإحلال العدل بين صفوفهم. فالأمة الإسلامية مطالبة في ظل الظروف الحالكة التي تمر بها بأن تزيد من مساحة تنسيقها وتعاونها للوصول إلى عمل إسلامي مشترك يحقق الرفعة والعزة للمسلمين ويجلب الخير لهم ويدعم قضاياهم العادلة وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني ودعم الوحدة الوطنية للشعب العراقي ، والعمل من أجل الدفاع عن المفاهيم الصحيحة للإسلام المتميز بالوسطية والاعتدال ، فالعنف والإرهاب ومختلف أشكال الجريمة ومسمياتها ليست من الإسلام في شيء وهذا ما ينبغي فهمه في كل أوساط الرأي العام في الغرب والشرق ، وهي مهمة شاقة تقتضي من شعوب الأمة الإسلامية التضافر لتحقيقها على أرض الواقع.