تعلم من الضفادع سمعت عبارة باللغة الانجليزية تقول (Liberty could be lost at the twinkling of an eye) وتعني ان (الحرية يمكن ان تفقد في لمح البصر) فذكرتني هذه العبارة بما نتناوله في احاديثنا عن (تلك القشة التي قصمت ظهر البعير) وكلنا يعلم ان القشة لا تقصم ظهر البعير, وانما تراكم الاوزان والاثقال الى الحد الاقصى الذي اوصل الامور الى مرحلة انه بزيادة قشة ينقصم ظهر البعير, وكذلك بالنسبة للحرية فهي لا تفقد في رمشة عين وانما بتراكم الممارسات والاحداث عبر فترة من الزمن قد تطول حتى تأتي اللحظة الحاسمة والخاطفة ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر), وبالمناسبة هذا الكلام ينطبق ايضا على سقوط الدكتاتوريات وانهيار الحضارات وما صدام عنا ببعيد. فالناس لا يرون التغيير البطيء الذي يحدث النتيجة ويعتقدون ان ما حدث كان ابن تلك اللحظة. وحول هذا المعنى اجريت تجربة علمية مثيرة حيث قام باحثون بوضع ضفادع في ماء حار جدا وكما هو متوقع قفزت الضفادع خارج الماء فور ملامستها اياه, فأعاد الباحثون التجربة ولكنهم هذه المرة وضعوا الضفادع في ماء فاتر وبطبيعة الحال لم تقفز الضفادع خارج الماء وانما بقيت فيه ثم قام الباحثون برفع درجة الحرارة رويدا رويدا وكانت النتائج ان الضفادع لم تقفز خارج الماء وانما بدأت تتأقلم وتتكيف مع الوضع.. في رأيك عزيزي القارئ.. الى اي مدى تعتقد ان الضفادع استمرت وتكيفت وتأقلمت مع الوضع؟ وما المستوى الذي بعده قفزت خارج الماء؟ ارجو التوقف عن القراءة هنا والتفكير في السؤالّ.. ما المستوى الذي بعده قفزت الضفادع خارج الماء؟ في الواقع ان الضفادع تكيفت وتأقلمت مع الوضع حتى ماتت.. نعم ماتت دون ان تشعر. العبرة في هذه التجربة اننا قد نتكيف مع الواقع الخاطئ بالتعود عليه واستمرائه كما تكيفت تلك الضفادع فنفقد الحرية ومعها الكرامة ومعها الآمال والاحلام والطموحات واخيرا نموت, وقد صدق المتنبي حين قال: ==1== من يهن يسهل الهوان عليه==0== ==0==ما لجرح بميت ايلام==2==