كانت الأمور تسير طبيعية على مجموعة الضفادع التي تتسابق بين أشجار الغابة، قبل أن تسقط ضفدعتان في حفرة ماء عميقة. تجمعت الضفادع لترى الضفدعتين المسكينتين، وما أن طالعتهما إلا وتأكدت من استحالة إنقاذهما، فالحفرة عميقة جدا. لذا طلبت الضفادع من الضفدعتين أن تستسلما للموت، فلن تجدي محاولاتهما لإنقاذ نفسيهما شيئا. لم تستمع الضفدعتان لكلام الضفادع وحاولتا أن تقفزا وتخرجا من هذه الحفرة السخيفة، لكن محاولاتهما باءت بالفشل. ومع تصاعد صياح الضفادع بأن يكفا عن المحاولات اليائسة والاستسلام، استسلمت بالفعل إحدى الضفدعتين، وماتت في صمت. وظلت الضفدعة الأخرى تمارس القفز مرة تلو المرة، وجمهور الضفادع يطالبها بالاستسلام، والموت بهدوء!. لكنها لم تصغ لها وظلت تقفز، إلى أن تحققت غايتها، ووصلت إلى الحافة، ونالت حريتها بعدما ظن الجميع أنها ستموت. التف جمهور الضفادع حول الضفدعة الناجية يسألونها في لهفة: ما أروع تصميمك، كيف صمدت رغم هتافنا بأن تستسلمي، وتتركي المحاولة؟ فأخبرتهم الضفدعة ببساطة أن لديها مشكلة في السمع، ولم تكن تستطيع سماعهم بشكل سليم وهي في الأسفل، لذا لم تصل إليها هتافاتهم المثبطة المحبطة، وبالتالي لم تتأثر بها، بل على العكس من ذلك لقد كانت تظن أن هتافهم وصراخهم كان تشجيعا لها، وتحذيراً من اليأس، واعترفت لهم أن هذا كان له بالغ الأثر في محاولاتها المستمرة المضنية لهذا صممت على النجاح ونجحت فعلاً! ** المغزى من القصة: لا تسمح لأحد أن يسمعك حديثاً سلبياً «كالنقد الجارح أو التقليل من شأنك ومن ذكائك» لأن هذا قد يؤثر على نفسيتك ويضعف ثقتك بنفسك ويصرفك عن طريق النجاح.. وبالوقت نفسه كنت أنت صاحب الصوت المشجع المتفائل لكل من تعرفه. كن أنت صاحب المواقف المشجعة، والكلمات الإيجابية المحفزة التي تتمنى النجاح والتوفيق لكل من حولك. اختاتها لكم/ هيام المفلح