عندما اعترضت ذات يوم على ما ذكره د. بسيم عبدالعظيم عن وجود اكثر من عشرين اديبة مبدعة في الاحساء، قامت قيامة بعضهن ولم تقعد، وهذه قضية اكتنفها سوء الفهم ولا مسوغ للعودة اليها، فكلنا نتمنى أن يوجد في الأحساء أضعاف هذا العدد من الأديبات المبدعات، لكن أين موقعهن على ساحتنا الثقافية؟ الكاتب احمد ابراهيم الديولي حاول الاجابة عن جزء من هذا السؤال عندما نشر مؤخرا كتابه (مع بهية بوسبيت في الصحافة والأدب) وهي غنية عن التعريف، لكنها بحاجة إلى مثل هذا الاصدار لإلقاء الاضواء على جوانب من حياتها الثقافية المتنوعة، فهل اضاف هذا الكتاب جديدا إلى الكاتبة بهية بوسبيت؟ بهية بوسبيت غنية عن التعريف، فقد عرفت في وقت مبكر باصرارها على مواصلة الكتابة لترسخ أقدامها في هذا الميدان، رغم الاحباطات التي قد تعترض من يحاول ولوج أبواب هذا العالم الجميل، وهو عالم يغري الكثيرين، لكن القلة هي التي تصمد في وجه التحديات الكثيرة التي لا تخفى على أحد، ولا يمكن تجاوزها بغير الاصرار والمثابرة، وكانت بهية بوسبيت عنيدة في إصرارها على التحدي بعد أن عشقت الكلمة المكتوبة، ودانت لها بالوفاء، وقد أحسن احمد الديولي صنعا بإصدار كتابه هذا عن واحدة من كاتباتنا، وهي التي وإن اختلف النقاد حول كتاباتها، لكنهم حتما سيذكرون لها هذا التواصل مع الحرف من خلال منتجها الثقافي المتنوع. هذه الخطوة أتمنى أن يحذو حذوها آخرون لابراز ما قد يكون مختفيا وراء حاجز التردد والخوف من النشر، فما من مبدعة إلا وتظل مبتدئة، مالم تنشر انتاجها، لتستفيد من النقد، وها هي الكاتبة بهية بوسبيت تشق طريقها بشجاعة لتمنح تعاطيها مع الكتابة أبعادا جديدة وآفاقا واسعة دفعت احمد ابراهيم الديولي الى تقديم هذا الكتاب عنها، وهي جديرة بأن تحظى بدراسات أكثر عمقا وشمولية، بعد أن حققت الريادة النسائية في كتابة القصة القصيرة في الاحساء، ونلمس تطورها الملحوظ أسلوبا وتقنية في قصتها (حب لا يموت) المنشورة في عدد رجب الماضي من مجلة الحرس الوطني. كنت أتمنى ان يشتمل هذا الكتاب على بيلوجرافيا شاملة لجميع او معظم ما كتبته بهية بوسبيت او كتب عنها، ومثل هذا الرصد سيفيد الباحثين في هذا المجال واعني ادب المرأة في الاحساء، وهو مجال يفتقر الى الدراسات الجادة لاكتشاف (الدرر الاحسائية) كما يسميها د. بسيم عبدالعظيم. مرة اخرى: هل أضاف هذا الكتاب جديدا إلى الكاتبة بهية بوسبيت؟ هذا ما يقرره القارىء بعد قراءة هذا الكتاب.