ما زالت مدينة تلعفر في شمال العراق حيث اوقعت عمليات القصف التي شنها الجيش الامريكي الخميس الماضي 45 قتيلا واكثر من 80 جريحا، مطوقة بشكل محكم نهار امس الجمعة من قبل القوات الامريكية لكن الهدوء يخيم عليها كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وقد حلقت طائرات على علو مرتفع في مهمات استطلاعية لكن لم تسجل اي عملية قصف لهذه المدينة التي تؤكد القوة المتعددة الجنسيات انها تريد تحريرها من الارهاب .وانتشرت عناصر الشرطة العراقية في الشوارع حيث لم يلاحظ اي وجود للمسلحين كما قال شرطي لوكالة فرانس برس. والخميس الماضي دارت اشتباكات بين الجنود الامريكيين وعناصر مسلحة في حي حسن كوي وحي سراي وسط هذه المدينة الواقعة على بعد 450 كلم شمال بغداد بحسب مراسل وكالة برس. وقد فرض الجيش الامريكي منذ الخميس الماضي اغلاقا محكما على مدينة تلعفر التي تعد 150 الف نسمة وطلب من السكان اخلاءها. وبعيد ذلك غادر بعض الاهالي خصوصا من النساء والاطفال المدينة. ومن المفترض ان يقيم الهلال الاحمر مخيما لايواء هذه العائلات كما صرح نائب المحافظ ابراهيم عرفات. والخميس وبعد 13 ساعة من القصف تمكنت المدينة من احصاء موتاها. واكد مدير مستشفى المدينة الطبيب فوزي احمد: نقلت الينا 45 جثة لاشخاص اصيبوا في انحاء مختلفة من اجسادهم، وهناك اكثر من 80 جريحا في المستشفى . واوضح قائد شرطة المدينة احمد محمد ان 13 شرطيا قتلوا او جرحوا ، ونقلوا الى مستشفيات الموصل التي تبعد 80 كلم. ولم يكن ممكنا معرفة ما اذا كان هؤلاء القتلى قد ادرجوا في الحصيلة التي وزعها المستشفى. وفي عداد الجرحى قائمقام المدينة محمد امين الذي اصيب في ظهره خلال القصف، ونقل الى مستشفى الموصل لكن حياته ليست في خطر، كما قال الطبيب يحيى شعيب. من جهته تحدث الجيش الامريكي عن مقتل 57 ارهابيا . واعلنت القوة المتعددة الجنسيات في بيان انها بدأت مع الحرس الوطني العراقي عملية في تلعفر لتحرير المدينة من الارهاب . واوضح البيان ان القوة المتعددة الجنسيات والقوات العراقية بدأت عملية لاحلال الامن في هذه المدينة وتمكين الحكومة الشرعية من التواجد فيها . وذكر البيان ان القوة المتعددة الجنسيات والقوات العراقية تعرضت مرارا في هذه المدينة لهجمات اسفرت عن كثير من الضحايا المدنيين وارغمت عددا كبيرا من سكانها على المغادرة. واكد البيان ايضا ان العمليات ستستمر حتى تحرير المدينة . وتبعد تلعفر مسافة 75 كلم عن الحدود السورية وقد شهدت العديد من الهجمات على الامريكيين مما دفع القوات الامريكية الى مغادرة المدينة لتتمركز في المطار.