منذ منتصف العقد الماضي وحجم الإقبال يتراجع بشكل ملحوظ على مهنة الزراعة في المناطق الريفية من المنطقة الشرقية، فمزارعو وفلاحو الأحساء والقطيف الذين كانوا أرباب هذه المهنة في المنطقة سابقا قد تخلوا عن بساتينهم ومزارعهم وأوكلوها إلى عمالة أجنبية لتديرها وتنتفع من خيراتها فيما هجرها أهلها بحثاً عن أعمال أخرى فيها حوافز مادية ودخل ثابت يساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة، فلاحو المنطقة يتركون مهنتهم للعمالة الوافدة تصوير إبراهيم اللويم وقد أشارت إحدى الدراسات المسحية والتي قام بها أحد المهندسين الزراعيين أن عدد العاملين السعوديين في الحقول الزراعية في المنطقة الشرقية حالياً لا يتجاوز 30%، وحول هذا الموضوع قال يوسف الأحمد مزارع :» هناك عوامل عدة تشترك في تراجع الإقبال على مهنة الزارعة في وقتنا الحالي، ومنها تدخل العامل الأجنبي، ظروف المعيشة الحالية التي أدت إلى جعل الكثير خاصة من الشباب يتجه للبحث عن الوظيفة، وبالتالي فلم يعد هناك أحد يهتم بممارسة هذه المهنة سواء بعد أن أصبح العمال الأجانب مسيطرين عليها، أو غير ذلك .. والدليل ما نراه يحصل من ملاك البساتين الذي فضل البعض منهم التخلي عن إنتاج محاصيل زراعية موسمية إلى الاستثمار بتحويل مزرعته إلى استراحة تجلب له المال على مدى العام»، ويتفق صالح العلي مزارع مع رأي الأحمد ويقول :» يكمن سبب هروب السعوديين من العمل في الحقول الزراعية في محدودية الدخل فضلا عن عدم وجود مردود مادي للعاملين في الفلاحة التي تخضع لتغيرات السوق اليومي، إضافة إلى العادات والتقاليد والنظرة الدونية للعاملين بهذه المهنة التي ساهمت في الابتعاد عن العمل الزراعي خاصة في المناطق الريفية والبحث عن فرص معيشة أخرى في المدن، ومهنة الزراعة لم يعد لها مستقبل وهذا جعل أعداد الفلاحين السعوديين يتراجع بعد أن فضل البعض منهم تركها للعامل الأجنبي بسبب عدم وجود مردود اقتصادي أو جدوى مالية تدخل عليه مالا وفيرا يؤمن قوت أسرته «.