البيئة من قمة الفضاء في منطقة الأوزون إلى عمق الآبار الارتوازية وما بينهما من مخلوقات تصرخ في وجوه الدول عامة مستغيثة مستنجدة لإنقاذها من خطر التلوث والفساد المنقض عليها من كل جانب.. من الطائرات وعوادمها ومن المصانع ونفائثها ومن الناقلات وفضلاتها ومن السيارات والمحركات ووو... لقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس فانحسرت تلك المساحات الخضراء في غالب أنحاء العالم تلك المساحات التي تعتبر رئة الكرة الأرضية غزاها التصحر من أسفل فأيبسها.. وغزتها الحرارة مع سوء الهواء وتلوثه من أعلى فجفت نداوتها وصارت هشيما تذروه الرياح في كل اتجاه. ولا تزال الحرب دائرة ضد البيئة ولم تضع الحرب أوزارها في كل مكان خاصة في الخليج والعراق حتى مات النخل ومات الزرع ومات السمك بل مات الزرع القابع تحت مياه الخليج ومن لم يمت عاش عليلا يحمل بين خلاياه المرض وأسباب الفناء لنفسه ولغيره. @ إن الخليج العربي يعيش حالة احتضار بيئي جراء ما يصيبه من تلوث خطير. @ البساط الأخضر من نخيل وأشجار ونباتات امسى في انحسار يتحسر عليه القلب ألما لقلة الماء وزيادة نسبة الحرارة الجوية والبساط الأصفر الرملي أضحى يغزو مواقع الخضرة والماء وبدأ يفرض وجوده جفافا وحرارة تصل الى حد السموم القاتلة. @ مياه الخليج تئن تحت وطأة مخلفات النفط وناقلاته وجو الخليج يصرخ حرقة واختناقا بسبب انتشار المدن الصناعية التي تنفث المرض والموت من مداخنها السامة وكثرة محارق مخلفات البيوت نفايات أغلبها بلاستيكية سامة. وأما ما تساهم به عوادم السيارات في التلوث الجوي في المنطقة فحدث ولا حرج. وحول ذلك يقول المهندس محمد غازي في تحقيق نشرته هذه الجريدة في عددها 11396: ان عملية احتراق البنزين أو الديزل التي تحدث في المحرك العادي تتسبب في انتاج عادم السيارة وتبخر الوقود الكربون، وان عدم نجاح عملية الاحتراق بشكل صحيح ينتج عنه خروج عادم مضر بالصحة والبيئة. لانه يكون ممزوجا بثاني اكسيد النيتروجين. وذكر د. علي المؤمن استشاري أنف وأذن وحنجرة أن الرقائق الملوثة للجو تؤدي إلى أمراض القلب والحساسية والربو والكحة الناشفة والصداع وتهيج العينين والأنف والحنجرة.. ناهيك عن السرطان.. البيئة في الخليج تقاوم أعداءها بمفردها.. وتناضل من أجل بقائها وبقائنا وحدها. وأنا وأنت ليس لنا حول ولا قوة في الدفاع عنها ذلك الدفاع الذي يعيد لها نضارتها وحيويتها.. انما ذلك من شأن المسؤولين عن البيئة في أجهزة الدولة في حكومتنا الرشيدة.. هي التي تستطيع التأثير على المصانع نفاثات المرض والدمار والموت بالتوعية والترغيب والترهيب. وأما دوري أنا وأنت أيها المواطن الكريم فإنه يجب علينا الوعي والتوعية والعمل بهما لنساهم في انقاذ بيئتنا الموبوءة بالتلوث وهذا لا يلغي دور اجهزة الاعلام والمدارس. يؤكد د. عبدالله الراشد أهمية الوعي البيئي والتوعية للمواطن والمقيم في الجانب البيئي وانه ينبغي جعل البيئة مادة رئيسية في المدارس خاصة في المراحل الأولى لزرع حب البيئة والمحافظة على مظاهر البيئة في شخصية الطفل الصغير منذ بداية تعلمه وبشكل عملي من خلال المشاركة الفعالة، ويشير الراشد إلى أن الدين الاسلامي اهتم كثيرا بالمحافظة على البيئة من خلال الاهتمام بالزراعة والاعتناء بالأرض والبحر، وتربية الحيوان، والعيش في مكان نظيف وآمن. وذلك حرصا على صحة وبقاء الانسان والحيوان والنبات والابتعاد عن كل ما فيه ضرر. أخي القارئ.. البيئة أمانة في أعناقنا بما فيها من جو وبحر وبر وشوارع وبيوت ومتنزهات. فهي الحضن الذي نولد فيه ونتربى ونعيش فيه فما أكبر مسؤوليتنا نحو هذا الحضن الطبيعي فيجب أن نكون على قدر هذه المسؤولية.