الأرض هي الكوكب الثالث من حيث قربها من الشمس، وهي أثقل الكواكب الصخرية، وأشدها كثافة، ويوفر لها مدارها الواقع على بعد (150 مليون كلم) عن الشمس حرارة مناسبة ليست محرقة ولا جليدية كما يخفف وجود الماء والهواء فيها الفرق بين درجات الحرارة القصوى ويجعل الحياة ممكنة عليها والأرض هي أكثر كواكب المجموعة الشمسية جمالًا وتألقًا ويعود هذا إلى وجود أكبر نسبة من المياه على سطحها.. ولكن هل تظل الأرض جوهرة جميلة في السنوات المقبلة؟.. إن هذا يعود إلى مشيئة الله تعالى ثم إلى عناية الإنسان بهذا الكوكب الجميل السابح في الفضاء فالإنسان يستطيع بالتخطيط والنظرة العميقة للمستقبل أن يحمي الأرض من أخطار التلوث الذي نعيشه حاليًا. لذا أصبحت مشكلة تلوث البيئة من الكوارث التي تهدد الجنس البشري بالزوال بل يهدد حياة الكائنات الحية والنباتات فبرزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان فيشمل تلوث البيئة كلًا من البر والبحر وطبقة الهواء وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) صدق الله العظيم (سورة الروم). فأصبحت الكرة الأرضية اليوم مشغولة بهمومها وأصبح كوكبنا مشوهًا، الدفء ألهب ظهورنا، وتغيرات المناخ تهدد جوها، والمبيدات أفسدت أرضها، والصناعات مزقت أوزانها، والقطع الجائر للأشجار نخر غاباتها وهدد حيواناتها، والسكان لوثوا مياهها.. وهكذا بات كوكبنا محتاج إلى كوكب آخر لكي نبدأ فيه وننشئ حضارة جديدة نظيفة. والإسلام يدعو إلى جمال الطبيعة بالمحافظة عليها فنهى عن التبول في الماء أو التبرز في الطريق العام وبدأ يتضح لنا أن الحرص على حياة الإنسان وسعادته هي أسمى مقاصد الشريعة فلماذا لا نحسن التخطيط حتى نحافظ على أنفسنا وحياتنا وصحتنا وقد منحنا الله عقلًا مفكرًا ومدبرًا والسؤال المهم الذي يجب أن نسأله هو هل سيزداد التلوث البيئي أكثر مما هو عليه الآن؟! إن علم ذلك عند الله، لكن الإنسان يمكن أن يسهم في التخفيف من هذا التلوث لكي تستمر علاقة الإنسان بالبيئة المحيطة به من نباتات وحيوانات وموارد وثروات وجعل هذه الأرض مكانًا جميلًا لنا وللأجيال القادمة. أوقفوا غاز ثاني أكسيد الكربون التي تقذفه مداخن المصانع والبيوت وعوادم السيارات وحرائق الغابات.. أوقفوا التلوث الضوضائي.. أوقفوا التلوث بالمبيدات الحشرية ومخلفاتها.. أوقفوا التلوث بالمواد المشعة.. أوقفوا التلوث بالأسمدة.. أوقفوا التلوث البيولوجي حفاظًا على سلامة الغلاف الجوي المحيط بالأرض. رائد/ جمعان دايس الغامدي - الباحة