أسئلة كثيرة تواجه الحركة الإسلامية الإرتيرية بطرفيها (الإصلاح، الخلاص) داخل إرتيريا ومن خارجها، ويحاول الكثيرون اسقاط أحداث خارجية عليها مع وضوح خطها وتميز برامجها منذ بروزها في منتصف الثمانينات ودخولها في تحالفات مع القوى الإرتيرية المعارضة بمختلف توجهاتها السياسية والفكرية وهذا ينفي عنها شبهة الإقصاء، كما أن محاولات النظام المستمرة لإلصاق صفة الإرهاب وقتل المدنيين بالحركة الإسلامية لم تجد من يعيرها أذنا صاغية حيث يقول الشيخ محمد أحمد صالح أبوسهيل أن الحركة لا تدعي أحداثاً قام بها غيرها في داخل إرتيريا ولو كانت مشروعة كما أنها لا تستهدف المدنيين ولا الأجانب، وإرتيريا منذ الاستقلال تعج بالأجانب في المدن والريف ولم يحدث أن استهدفت الحركة جهة من هذه الجهات لأن هذا يتنافى مع منهجها وبرنامجها وسياساتها، والحركة مشروعها قاصر على استهداف النظام فقط وهذا أمر فيه إجماع وطني من كل قوى الساحة الإرتيرية وهو أمر مشروع من أجل استرداد حقوق المسلمين. كما يؤكد أن استرداد حقوق المسلمين أمر مشروع دون أن يعني ذلك بالضرورة المصادمة مع حقوق الآخرين. ولإيضاح الكثير من التساؤلات حول الحركة الإسلامية الإرتيرية حاورنا الشيخ محمد أحمد صالح أبوسهيل الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الإرتيري.. فإلى نص الحوار: * ماذا عن دواعي قيام الحركة الإسلامية الإرتيرية (من وجهة نظر الإصلاح) وهل من بينها الظلم الواقع على المسلمين من قبل النظام الإرتيري، وإذا كان الأمر كذلك ما موقفكم من الظلم الذي وقع على المسيحيين خاصة بعد الحرب؟ في البداية.. الحركة الإسلامية حركة دعوية وجهادية دفاعية وهي أيضاً حقوقية سياسية، دعوية لأنها تدعو إلى المنهج الرباني وتسعى إلى إيجاد الفرد المسلم والمجتمع المسلم الذي يكون قاعدة صلبة لسلطة الدولة مستقبلاً، وحركة دفاعية جهادية لأنها قامت أصلاً من أجل الدفاع عن الهوية، هوية المسلمين وعن الثقافة واللغة والدين والعرض، وحركة حقوقية لأنها تسعى لاسترداد حقوق المسلمين المغتصبة، السياسية منها والثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وحركة سياسية لأنها تمتلك برنامجا سياسيا متكاملا يجيب عن كل التساؤلات عن الإنسان والكون والحياة بكل تفاصيلها، ومن ضمن دواعي قيام الحركة الظلم الذي وقع على المسلمين في إرتيريا وهو ظلم شامل لم يستثني أي خاصية من خصائصهم، والحركة ليست ضد اسياس أفورقي كفرد وإنما ضد مشروع اسياس أفورقي الذي يستهدف المسلمين استهدافاً كاملاً وجوداً وكرامة وأمناً وثقافة وديناً وأخلاقاً وشتان بين ظلم وظلم، صحيح أي ظلم مهما كان حجمه يعتبر ظلماً من حيث المسمى، لكن هناك بونا شاسعا بين الظلم الذي وقع على المسلمين وعلى المسيحيين والفرق بينهما كما بين السماء والأرض، حيث ان الاستهداف الذي وقع على المسلمين شامل لم يستثن أي خاصية من خصائصهم كما أسلفت بينما الظلم الذي وقع على المسيحيين جزئي قد يفسر بأنه إستبداد سياسي وقد يعتبر ظلم صفوة وجهات تتطلع إلى موقع الصدارة أو مواقع السلطة، أما الاستهداف الكامل من حيث الدين واللغة لم يحدث مع المسيحيين، ومع ذلك فطالما هناك ظلم أياً كان حجمه فنحن نقف مع المظلومين ونأخذ بأيديهم ونسعى لرفع الظلم عنهم بأنفسنا وبالتعاون مع غيرنا إن شاء الله. * تقييمكم للأوضاع الداخلية في إرتيريا في ظل توافر معلومات مفادها بأن النظام يعيش أوضاعاً متردية على كافة الأصعدة؟ الأوضاع تسير إلى الأسوأ فهناك عسكرة مستمرة الكل ملم بإنعكاساتها السالبة على معاش الناس وأوضاعهم وظروفهم المعيشية وغيرها، كما أن الخوف والرعب من الإعتقالات التعسفية يسيطران على كافة قطاعات الشعب، وهنالك غلاء في المعيشة وندرة في المواد الغذائية، والمناشط الحياتية كلها شبه متوقفة حتى حركة الاستيراد توقفت، ولم يكن لإرتيريا صادرات إلا الشئ اليسير وحتى هذا توقف مما انعكس على حياة المواطنين والأوضاع الاقتصادية المتدهورة والعملة التي ينخفض سعر صرفها يوماً بعد آخر وحجب دعم المجتمع الغربي بصفة عامة، واستطيع أن أقول بأن الوضع سيئ. * ما رؤيتكم للبديل المرتقب ؟ البديل عموماً ينبغي أن يكون من مجمل المعارضة سواء الموجود منها في التحالف أو خارجه، ويجب على شتات المعارضة أن يشكلوا جبهة واحدةً ويحتشدوا فيها، و إلا لو سقط النظام وهم في هذه الوضعية فربما تحدث حالة من (الصوملة) في إرتيريا، وحتى لا يحدث شيء مثل هذا لا بد أن تلملم المعارضة أطرافها وتتنازل لبعضها البعض وتشكل جبهة واحدة والتحالف يجب أن يستقطب بقية التنظيمات الموجودة خارجه ليشكل منها جبهة واحدة حتى تملأ الفراغ ويتم الإعتراف بهذه المعارضة بصورة فاعلة. * تصوركم أين سيكون برنامج الحد الأعلى للحركة؟ هدفنا الأساسي هو السعي لتمكين الدين، وأن يتجسد في واقع المجتمع وحياته العملية، ونعتقد بأنه متى ما وُجدت الظروف المناسبة والحريات الكاملة والمناخ الملائم فيمكن للإسلام أن ينتشر وينداح وسط المجتمع الإرتيري بطريقة سلمية فالإسلام له قابلية الانتشار التلقائي العفوي. * دور الحركة الإسلامية أفرادا وجماعات في مرحلة النضال الوطني ؟ لعب المسلمون دوراً كبيراً في مقاومة الإستعمار بدءاً من الحملة البرتغالية قبل 500 عام تقريباً ومعروف أن المسلمين الإرتيريين هم الذين قتلوا كريستوفر قائد الحملة البرتغالية في مصوع عام 1558م تقريباً، أيضاً كانت هنالك انتفاضات شعبية في العهد الإيطالي في أكثر من موقع وجهة، وكذلك دور الرابطة الإسلامية معروف ومشهود لدى كل الإرتيريين ولدى المنطقة بصفة عامة، كما أن تأسيس جبهة التحرير الإرتيرية يعتبر إمتداداً لجهود الرابطة الإسلامية ولمجاهدات المسلمين عبر التاريخ، والحركة الإسلامية الحالية هي إمتداد طبيعي لتلك المجاهدات وبالتالي نستطيع أن نقول أن المسلمين في إرتيريا لهم قصب السبق في تأسيس الكفاح المسلح ولهم القدح المعلى في البذل والعطاء والتضحية وتحملوا العبء الأكبر ودفعوا ضريبة باهظة نتيجة لهذا الكفاح والنضال حيث تعرضوا للجوء والتشرد وأصيبوا بعوامل الفقر والجهل وما إلى ذلك، وبالتالي فدور الحركة الإسلامية مشهود حتى داخل جبهة التحرير الإرتيرية كانت هنالك شخصيات إسلامية معروفة تعرضت للاعتقال والتعذيب عندما قاومت فكر حزب العمل ، هذه باختصار مجاهدات المسلمين في إرتيريا عبر التاريخ وما الحركة الإسلامية الموجودة الآن إلا إمتداد لتلك المجاهدات والنضالات عبر الحقب التاريخية. * هناك رأى يقول أن السبب الرئيس لحجب الدعم والتعاطف والتأييد الدولي للتحالف عموماً هو وجود الإسلاميين داخله ما رأيكم؟ هذه المقولة اعتقد بأنها غير صحيحة لأن الدول المعنية والمرجو منها الدعم لا أعتقد بأنها أباحت بشئ من هذا الكلام، الأمر الآخر يمكن أن نرجعه للتحالف نفسه فهو يعاني قصورا ذاتيا وحتى الآن لم يتحرك التحرك الدبلوماسي الفاعل بشكل جماعي لا عربياً ولا إفريقياً ولا دولياً.. و لم يبلور قضيته إعلامياً بشكل لافت للنظر ومقنع لجموع الشعب والدول المعنية بالشأن الإرتيري، وحتى الجماهير لم يتم تفعيلها بالصورة المطلوبة حتى تقوم بأدوار مساعدة للتحالف في الخارج، هذه الأشياء تمثل أهم جوانب القصور وهي سبب حجب الدعم عنه، ولكن لا أستبعد أن يكون للغرب استراتيجيته الخاصة في المنطقة وله إعتباراته الأمنية والسياسية، و أمريكا تحديداً لها ترتيبات في المنطقة ولم تكتمل حتى الآن وبالتالي لا ترى أن الوقت مناسب لسقوط النظام ورؤيتها لم تتشكل بصورة نهائية بشأن البديل المرتقب للنظام ولهذا فهي لا تستعجل في دعم التحالف وإسقاط النظام في الوقت الراهن. * هناك عدم قناعة بتمثيل المؤتمر الشعبي لحركة الإصلاح في التحالف الوطني الإرتيري، ما علاقة المؤتمر الشعبي بالحركة وهل هذا التمثيل مرض وكاف لكم ؟ المؤتمر الشعبي الإرتيري يعتبر عضوا مؤسسا لتجمع القوى الوطنية الإرتيرية سابقاً وللتحالف الوطني الإرتيري حالياً وموقع على ميثاقه وشارك في كل المراحل ولم يتخلف عن أي إجتماع من إجتماعات التحالف ولم يتقاعس عن أداء دور أوكل إليه أو واجب أنيط به وتقلد أيضاً العديد من المناصب والمواقع ويشغل الأمين العام للمؤتمر الشعبي حالياً نائب الأمين العام للتحالف، و بهذا المسمى والوصف قبل في التحالف عضواً مؤسساً و مشاركاً وقائماً بذاته وبأمينه العام دون النظر إلى إرتباطاته وخلفياته ومرجعياته لأن هذه الإسقاطات يمكن أن تنسحب على بقية التنظيمات الأخرى، والحركة تتمتع بعلاقات متميزة مع كل مكونات التحالف الوطني الإرتيري خاصة المؤتمر الشعبي. * ما موقفكم من قضايا المرأة. عملها مشاركتها.. في الحكم وتبوء المناصب؟ أولاً الإسلام كرم المرأة كإنسانه وكرمها أماً وأختاً وبنتاً وزوجة ، والتكاليف الإسلامية نزلت على الرجال والنساء على حد سواء والمرأة المسلمة عبر التاريخ كان لها إسهامات كبيرة جداً ، وكلنا يعلم أن أم المؤمنين خديجة هي أول من دخل الإسلام على الإطلاق وقال صلى الله عليه وسلم (إنما النساء شقائق الرجال) وكثير من الآيات تنحو هذا المنحى منها قوله تعالى (ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى آخر الآية) (فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى بعضكم من بعض ) هذا هو المفهوم للإسلام في هذا الجانب، والمرأة يمكن أن تسهم في الحياة العامة بأشياء كثيرة جداً فهي مربية الأجيال و المرأة عالمة ومفتية والمرأة معلمة وهي طبيبة والمرأة منتجة وعاملة لكن هذا تحكمه ضوابط شرعية معروفة في الفقه الإسلامي، الأمر الآخر لابد لأي عمل تقوم به المرأة أن يتناسب مع طبيعتها الجسمانية والنفسية والعقلية والعاطفية وما إلى ذلك، وكل شئ لا يتنافى مع مكوناتها الشخصية هو مباح ويمكن أن تقوم به المرأة بغض النظر الدخول في التفاصيل الأخرى.