The Fortune at the Bottom of the Pyramid: Eradicating Poverty Through Profits By: C.K. Prahalad 272 pp. - Wharton School Publishing سي كي براهالاد أستاذ مرموق من أساتذة الاقتصاد بجامعة ميتشيجان. ويقوم بتدريس مواد إدارة الأعمال واستراتيجيات الشركات والأعمال الدولية بها. وهو مستشار إداري عالمي، عمل بنجاح مع كثير من كبريات الشركات حول العالم. وقد فاز في عام 1998 بجائزة ماكينزي عن مقال "نهاية إمبريالية الشركات" المنشور بمجلة هارفارد بيزنس ريفيو. أما كتابه "التنافس على المستقبل" الذي ألفه بمشاركة كاتب إداري مرموق آخر هو جاري هامل، فتصدر قوائم البيع لفترات طويلة، كأفضل كتاب إداري. ويستحق كتابه الجديد "كنز عند سفح الهرم" للناشر دار نشر كلية وارتون في صفحاته (272) والذي نستعرضه هنا بالفعل وصف "كتاب صاحب رؤية جديدة". إذ يعتبر الكتاب أن أهم الأسواق اليوم يقع حيث لا تتوقعه بالمرة: عند سفح الهرم. ويرمز الهرم هنا للدول أصحاب الحضارات القديمة، التي جار عليها الزمان، فأصبحت دولا فقيرة تعد من دول العالم الثالث النامي. وسكان تلك الدول لديهم قدرات شرائية كبيرة، لم تستغل بعد. فإذا عرفت الشركات التجارية كيفية دخول هذه الأسواق وتقديم البضائع التي تمثل الطلب هناك، لكان الأمر أشبه بحصولها على كنز كبير. فالأمر ليس قابلا للتنفيذ فقط، بل للتنفيذ المربح جدا. ولن يعود فتح تلك الأسواق بالربح والفائدة على الدول الكبرى الصناعية فقط. بل أيضا على سكان الدول النامية، من خلال إيجاد فرص عمل ورواتب ثابتة للعمال، وفرص استثمارية لرجل الأعمال، وتحريك للاقتصاديات الراكدة لتلك الدول. ويوضح براهالاد - الذي يعد من أعظم الكتاب الإداريين في العالم- لماذا يعد تجاهل تلك الأسواق ضربا من الجنون. ولتقريب فكرته من الأذهان يستعرض براهالاد إحدى عشر حالة دراسية واقعية من كل من بيرو، والمكسيك، والبرازيل، وفنزويلا. فالهرم رمز فقط، ولا يشير إلى الدول العربية أو الأفريقية. بل هناك - كما يقول براهالاد - أهرامات في المكسيك، وأهرامات رمزية في بقية الدول الفقيرة اقتصاديا. وتتنوع نشاطات الشركات التي يستعرضها براهالاد من الملح إلى الصابون، والبنوك إلى الهواتف الجوالة، والإسكان إلى الخدمات الصحية. ويوضح المؤلف كيف يمكن للشركات متعددة الجنسيات أن تلعب دورا حيويا في إعادة اعمار وتنمية تلك الدول، وأن تحقق الرخاء لنفسها ولتلك الدول أيضا. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال إيجاد متطلبات شعوب تلك الدول، ومن خلال التعاون في مشروعات مشتركة مع حكوماتها أيضا. فتحقيق الربح للطرفين هو السبيل الوحيد لنمو متواصل وتواجد لا غنى عنه وأرباح مستمرة. أما الأسلوب الذي تتبعه الشركات متعددة الجنسيات اليوم من النظر إلى أرباحها ومصالحها فقط، ولو كان ذلك على حساب شعوب تلك الدول واقتصادياتها على المدى البعيد، فيؤدي إلى نتيجة حتمية نراها اليوم، وهي التواجد قصير المدى والمؤقت فيها وغير المرحب به على المستوى الشعبي. ويوضح المؤلف أيضا كم المعلومات الخاطئة عن أسواق "سفح الهرم" - كما يسميها - التي تنتشر في عالم الأعمال، وتجعل قادة الشركات يحجمون عن التعامل معها، أو يتعاملون معها في حدود ضيقة ومشروعات مؤقتة للغاية. ويؤكد أن دخول تلك الأسواق لن يمنح الشعوب هناك منتجات وسلعا فقط، بل أيضا كرامة وانتشالا من الفقر من خلال إتاحة فرص عمل وتعلم وتدريب للكثير من المواهب المدفونة تحت عناء الفقر هناك. ويعتبر المؤلف أن هذا هو الإسهام الحقيقي في التنمية ولعب دور أساسي فيها. وهكذا يقدم براهالاد منظورا جديدا وثوريا تماما لدور شركات القطاع الخاص في التنمية الدولية، والذي كان يعتقد قبل ذلك أنه حكر على الحكومات والهيئات الرسمية فقط. ويشجعها المؤلف على ذلك بإيضاح أن المساهمة في تنمية تلك الدول لا يتعارض بالمرة مع تحقيق مكاسب وأرباح مادية. وهكذا يمنح براهالاد كلمة "العولمة" معنى وبعدا جديدا، به كثير من المصالح المشتركة، وليس العمل على مصلحة طرف على حساب الآخر. ويتحدى براهالاد الشركات متعددة الجنسيات على المرور بتلك التجربة ثم تقييمها موضوعيا، ونشر نتائجها. وقد عودنا براهالاد دائما من قبل على نشر كل جديد مع كل كتاب من كتبه. لكنه في هذه المرة يتفوق على نفسه ويقدم منظورا آخر لدور شركات القطاع الخاص في تنمية الدول الفقيرة دون المساس بأرباحها، التي تمثل الهدف الرئيسي الذي تعمل من أجله تلك الشركات وكثيرا ما تدوس في سبيله قيما ومبادئ إنسانية سامية.