إذا نظرت إلى الرئيس الامريكي جورج بوش من خلال أعين الناخبين الامريكيين لبدا لك شخصا مصابا بازدواج في الشخصية. فبالنسبة لمؤيديه فإن جورج بوش هو رجل عادي مثلهم إلى جانب كونه زعيما قويا وحاسما لديه قناعات دينية وأيديولوجية ثابتة مكنته من إخراج بلاده من أزمة الحادي عشر من سبتمبر 2001 أكثر قوة وتصميما. وبعد أن قبل بوش مساء الخميس رسميا ترشيح حزبه الجمهوري له لخوض انتخابات الرئاسة لفترة ولاية ثانية خلال مؤتمر الحزب في نيويورك أعلن الرئيس الامريكي أن القيادة الحاسمة القوية هي منهجه. وقال بوش وسط تصفيق المؤيدين: أعتقد أن هذه الامة تحتاج إلى قيادة ثابتة ومتماسكة وذات مبادئ ولهذا وبمساعدتكم سنفوز بالانتخابات. ولكن بالنسبة لمعارضيه فإن بوش مجرد رجل غني لم يبذل جهدا مقابل ما حصل عليه في الحياة والان يجد نفسه يتولى أقوى منصب في العالم دون أن يتمتع بعقلية تحليلية أو حتى أغلبية الاصوات منذ الانتخابات الماضية. والحقيقة أن هوية جورج بوش تتحدد من خلال الناظر إليه سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا يمينيا أو يساريا من سكان المدن أو الريف ثري أو فقير متشدد أو معتدل عامل أو عاطل. ومن خلال الرؤى المختلفة لكل هؤلاء تشكلت المعتقدات السياسية هذا الصيف. وفي الوقت الذي ينظر إليه معارضوه على أنه ولد (عام 1946 في مدينة نيو هافن بولاية كونيتيكت) وفي فمه ملعقة من ذهب حيث كان جده عضوا في مجلس الشيوخ ووالده رئيسا للولايات المتحدة يفضل مؤيدوه أن ينظروا إلى نشأته في ولاية تكساس الصحراوية التي اكتسب منها قوة شخصيته ولهجته. وكما يرى مناصروه أن الرئيس الذي أعلن الحرب لديه خبرة عسكرية حيث خدم في الحرس الوطني في تكساس خلال حرب فيتنام وقاد طائرات مقاتلة يصر منتقدوه على أن التحاقه بقوات الدفاع المدني بدوام جزئي جنبه خوض الحرب بعكس منافسه جون كيري الذي تطوع خلال الحرب وحصل على عديد من أوسمة الشجاعة. ثم هناك الاسئلة التي مازالت تطرح بشأن متى وأين أو ما إذا كان بوش أدى واجبه العسكري. ويحدد الناخب أيضا ما إذا كانت خبرة بوش في مجال النفط والغاز تمنحه ميزة قيمة كزعيم لأكبر اقتصاد في العالم أو تجعله أكبر عدو للبيئة. رؤى كثيرة تحاول تحديد هوية جورج بوش... هل هو جريء وحاسم أم قليل الصبر ومتشدد. أسئلة لن يجيب عنها إلا الناخب الامريكي. (الألمانية)