المشكلة الثامنة هي عدم مشاركة الشباب في العمل الاجتماعي، حول الاسباب المحتملة لمشكلة عدم مشاركة الشباب في العمل الاجتماعي يبدو ان السبب الرئيسي المحتمل لهذه المشكلة يرجع الى عدم قناعة الشباب ببرامج العمل الاجتماعي. ولعل ما يفسر عدم قناعة الشباب ببرامج العمل الاجتماعي هو غيابهم عن المشاركة في هذه البرامج سواء من خلال التصميم أو التنفيذ أو حتى تقويم هذه البرامج، بل انهم قد لا يسألون ولا يجدون الفرصة المناسبة للمشاركة في هذه البرامج وقد تأتي برامج العمل الاجتماعي دون الحد الأدنى لما يطمحون اليه، ويعتقد الباحث انه في حال وجود برامج اجتماعية تلبى طموحات الشباب فبالتأكيد سيكون لهم الرغبة بالمشاركة في العمل الاجتماعي. نخلص بأن مشاركة المستفيد من البرامج تفعل من حجم المشاركة فيها. كما ترجع المشكلة الى عدم تشجيع الوالدين. ولعل السبب في ذلك يعود إلى عدم قناعة الوالدين بهذه البرامج كما هو حال لأبنائهم، إذا مشاركة الوالدين في الاعداد لهذه البرامج لا تقل أهمية عن مشاركة الشباب. أما السبب الخاص بعدم ثقة الشباب بالقائمين على تنفيذ هذه البرامج لعله يعود إلى عدم قناعة الشباب بهذه البرامج نظرا كما أسلفنا لعدم مشاركتهم فيها، من جانب آخر لعل المتابعة غائبة في تنفيذ هذه البرامج خاصة عند عمليات التقييم التي توضح مدى تحقيق أهداف مثل هذه البرامج والعمل على تطويرها والأخذ بها عند اعداد الخطط القادمة هي احد اسباب ذلك. وبالنظر إلى السبب الخاص بعدم وجود عائد من وراء مشاركة الشباب لهذه البرامج التي تنظمها الجهات المعنية هي في حقيقة الأمر اعمال تطوعية ويتفق الكاتب مع هذا الاتجاه إذ هي قد تكون أساس العمل الاجتماعي هو التطوع، ولكن بإمكان الجهات التي تعمل على تنظيم البرامج الاجتماعية بإيجاد موارد مالية لها وبالذات من البنوك التجارية وتخصيص جزء من ميزانياتها مكافآت للشباب من القائمين على تنفيذ هذه البرامج، إن من أهم الحوافز التي تساعد الشباب على التغلغل في المجتمع هي الحوافز المادية. اما المشكلة الاخيرة والتي يعتبرها الكاتب أم المشاكل بالنسبة للشباب فهي صعوبة حصول الشباب على وظائف. إن أهم أسباب هذه المشكلة تكمن في منافسة العمالة الأجنبية يرى الشباب أن منافسة العمالة الأجنبية تعتبر عائقا بدرجة كبيرة جدا في حصولهم على فرص وظيفية، وهذا ما تؤكده الإحصاءات المتعددة عن وجود عمالة وافده على مهن متعدده في سوق العمل إذ تشير بعض الاحصاءات إلى ان العمالة تتجاوز الأربعة ملايين وافد ممن يعملون في سوق العمل السعودي. بل ان بعضهم قد يعمل في مهن بإمكان الشباب السعودي العمل فيها بعد إخضاعهم لعمليات تأهيلية بسيطة وفقا لاحتياجات هذه الوظائف. ولكن هناك عراقيل كثيرة تعوق عملية الإحلال منها قبول العمالة الوافدة للأجر المنخفض وقبولهم للعمل ساعات أطول بالإضافة إلى قبولها للعمل في مواقع مختلفة دون النظر لعامل مكان الإقامة. عليه فإن الوضع يحتم ايجاد بدائل لاقناع ارباب العمل السعودي بالشباب السعودي ومعارفهم ومهاراتهم وقد يتطلب ذلك عمليات تأهيلية مهنية ووظيفية مكثفة للشباب السعودي ليتخطى الشباب السعودي بمهاراته ومعارفه عوائق التوطين الأخرى، وبالعودة إلى ما أشرنا اليه في الفقرة السابقة عن وجود اعداد كبيرة من الوافدين على مهن يقبل عليها الشباب السعودي ولا تحتاج الا إلى تأهيل بسيط على احتياجات هذه الوظائف إلا ان الشباب السعودي يواجه مشكلة غياب الآلية لعمليات الإحلال وايضا عدم اقتناع أرباب العمل بالشباب السعودي والذي يرى الشباب بأنها أحد أسباب صعوبة الحصول على وظائف. إذا لتحجيم هذه المشكلة ينبغي أن يوجد المجتمع مسارات تأهيلية تؤهل الشباب وخاصة من الراغبين الالتحاق بسوق العمل على احتياجات الوظائف المتاحة. وقد جاء إصرار أرباب العمل على توافر الخبرة لدى الشباب في المرتبة الثانية من حيث اسباب صعوبة حصول الشباب على وظيفة، وقد يكون أرباب العمل على حق في هذا الجانب ولكن يرى الباحث أنه ليست كل الوظائف المتاحة في سوق العمل الخاص تحتاج إلى خبرات للقيام بها كالوظائف البسيطة على سبيل المثال - المبيعات، الاستقبال، محصلو النقود، فنيو المهارات البسيطة، الاعمال المكتبية البسيطة، رجال الأمن وغيرها من المهن التي ليست بحاجة إلى خبرات بقدر ماهي بحاجة إلى دورات تأهيلية تبني على احتياجات الوظيفة لكي تؤهل الطالب القيام بها. أما بالنسبة للوظائف التي تحتاج إلى خبرات فيرى الباحث ان هناك ضرورة لتوظيف الشباب السعودي من أجل اكتساب الخبرة وتدريبه أثناء الخدمة. الا ان هناك عوائق كعدم الاستمرارية في الوظيفة بعد التدريب وهذا أمر في الواقع ينبغي على وزارة العمل ايجاد الحلول المناسبة له، ولكن في نفس الوقت ينبغي ان نعي حقيقة هامة هنا بأن تدريب الشباب السعودي وإكسابهم الخبرات من قبل ارباب العمل هو نوع من الالتزام الاجتماعي نحو المجتمع من قبل أرباب العمل إذ بانتقال الشاب السعودي بعد تدريبه إلى جهة غير التي تدرب فيها هي دفع لعجلة تنمية الموارد البشرية. وجاء في المرتبة الثالثة قلة الفرص الوظيفية المتاحة للشباب. كل هذه الأسباب هي عوائق لتوطين القوى العاملة. ولكن يظل ان هناك جهودا مستقلة تقوم بها المناطق بالمملكة تحاول من خلالها اقناع ارباب العمل بالنواتج السعودية ولعل التجارب القائمة خير شاهد على ذلك نأخذ منها على سبيل المثال برنامج الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي بالمنطقة الشرقية مثالا على ذلك إذ قام هذا البرنامج بتدريب وتوظيف لما يقارب 13000 شاب سعودي في فترة وجيزة ومن الصعب القول إنه لا توجد فرص وظيفية، بل للباحث راي هنا أنه يوجد في المملكة اكثر من أربعة ملايين وظيفة إذ طالما أن الوظائف مشغولة بوافدين فهي أساسا شواغر للمواطنين. وبالإمكان القول أن الحلقة المفقودة تكمن في عملية التوفيق بين طالب ورب العمل. ولكن ليس التوفيق أو التوظيف التقليدي من خلال التوجيه. أبدا فالمسألة بحاجة الى التوظيف الأكاديمي والذي يقوم على التوفيق بين المعارف والمهارات المكتسبة للشاب السعودي على احتياجات الوظيفة التي ستسند إليه بأسلوب علمي عصري بعيد عن التقليدية وسبق ان تطرقت له في مقالات عدة في هذه الجريدة وغيرها. وجاء السبب الرابع من أسباب صعوبة حصول الشباب على وظيفة ممثلا في (عدم توافر معلومات كافية عن الفرص التدريبية المتاحة) ويرى الكاتب أن هذا السبب يرتبط مع السبب الثالث وهو (قلة الفرص الوظيفية) حيث تشير الإحصاءات المتاحة أن هناك عددا كبيرا من الفرص الوظيفية ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم وجود جهات تقوم بالتنسيق بين مؤسسات سوق العمل باعتبارها جهات توظيف والمؤسسات التعليمية التي تقوم باعداد هؤلاء الخريجين للعمل. ومما يؤكد هذه الفرضية عدم وجود جهة تدريبية تعمل على التوفيق بين طالب العمل ورب العمل بصورة تتناسب مع متطلبات الوظيفة في عصر العولمة او الوظيفة المتعولمة وقد يرى العديد من الشباب رغبتهم الصادقة في وجود جهة تعمل على التوفيق بين ما يكتسبونه من مهارات ومعارف وبين احتياجات الوظائف بل أن الحاجة ملحة كما يرى هؤلاء الشباب بوجود جهة تتابع مؤسسات العمل في تدريبهم واستمرارية توظيفهم. ويعتقد الكاتب بان هناك جهودا فردية في ايجاد قواعد معلوماتية للباحثين عن عمل وايضا الفرص الوظيفية المتاحة ولدى وزارة العمل مشروع مماثل على مستوى المملكة. ولكن في ظل الظروف الراهنة فان وجود هذه القاعدة المعلوماتية أمر هام للغاية. ولقد جاءت رغبات الشباب لتؤكد أن العمل في القطاع الحكومي يمثل مركز جذب للشباب الراغب في التوظيف.. وترجع رغبة الشباب في العمل بالقطاع الحكومي لعدة أسباب من أهمها ضمان الاستقرار الوظيفي، حيث يعتبر الأمن الوظيفي من أهم العوامل المؤثرة على استمرارية العمالة السعودية في منشآت القطاع الخاص، ولهذا السبب يفضل الشباب الوظائف الحكومية، حيث هناك بالإضافة الى ذلك مزايا تتعلق بالراتب وساعات الدوام. ويعتقد الكاتب أن هذا الاتجاه واقعي اذ يؤكد عدد من الشباب ذلك بل وأكدوا على مسألة الأمن الوظيفي وايضا المكانة الاجتماعية للوظيفة الحكومية. ولكن يواصل بعضهم بأنه في الوقت الراهن لا يرون غضاضة في وظائف القطاع الخاص متى ما كانت الأجور معقولة. وبالنظر إلى باقي الأسباب المحتملة لصعوبة حصول الشباب على وظيفة من واقع الممارسة والادبيات ذات العلاقة يتبين أن السبب المتعلق ب(معظم الشباب غير مؤهل للعمل) لا يندرج ضمن اسباب هذه المشكلة، يعتقد الكاتب بأن الطلاب من خريجي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بأنهم مؤهلون للقيام بالوظائف وان الفترة الدراسية التي أمضوها في مؤسسات التعلم كافية لذلك ويرى الكاتب في المقابل بأن خريجي الثانوية العامة وهم الاغلبية من الباحثين عن عمل لا يمتلكون المعارف والمهارات التي تؤهلهم للانخراط في الوظائف المتاحة في سوق العمل.. إد إن التأهيل المهني أو التوظيف أمر تفرضه حاجة سوق العمل بالنسبة لطلبة الثانوية العامة. إذا الوضع هنا يحتم وجود جهة تعمل على التوفيق بين المعارف والمهارات المكتسبة للخريج الشاب مع احتياجات الوظائف المتاحة في سوق العمل.