هناك الكثير من البشر لا يأبهون لمشاعر الآخرين بل انهم يجنون المال والثروة كلما زادت معاناة الآخرين. والأمثلة على ذلك كثيرة تتصدرها الأوضاع الصعبة في فلسطين والعراق. فبعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى انتشرت في الأسواق الإسرائيلية لعبة اسمها "دعنا نصطد الفلسطينيين" حيث يقوم في اللعبة الشبان الفلسطينيون بإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين ويقوم اللاعب بلعب دور الجندي الصهيوني مطلقا النار على المتظاهرين، ويفوز المتسابق عند قتله أكبر عدد من الفلسطينيين. جدير بالذكر أن لعبة جديدة ظهرت بعد الانتفاضة الثانية. ولكن يبدو أن الاسرائيليين ليسوا هم الوحيدين ممن يستعملون في مثل هذه الألعاب . فمؤخرا ظهرت في مدينة وايلدوود وهي مدينة في ولاية نيو جرسي الأمريكية لعبة اسمها Wack the Iraq (أي اقتلوا العراقيين). وتسببت هذه اللعبة التي تلعب في الهواء الطلق عن طريق اطلاق المتنافسين كرات من الطلاء على أناس يرتدون ثيابا مثل العرب ( مثل صدام حسين وأسامة بن لادن) في اثارة غضب جماعات عربية أمريكية. وتنظم شركة خاصة اللعبة بترخيص خاص من المدينة. مفوض الشؤون العامة بمدينة وايلدوود وهي منتجع ساحلي يعج بالمصيفين جنوب نيوجيرسي قال : أن اللعبة ستستمر حتى نهاية موسم إجازات الصيف الحالي على أن يتم تغيير الاسم العام المقبل. واضاف في مقابلة صحفية : لم نحب الاسم لأننا تلقينا شكاوى كثيرة بهذا الشأن. وأعربت جماعات عربية عن سخطها على الاسم واللعبة التي تدور حول قتل العرب للاستمتاع بالوقت وطلبوا من سلطات المدينة حظر تلك اللعبة فورا. ولكن تم التوصل الى حل وسط بأن يتم تغيير الاسم في الصيف المقبل. وقال عارف عساف رئيس فرع اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ان اللعبة موجهة للشباب وتقول لهم ان يقتلوا العرب وان هذا أمر قانوني ويمكن للمرء ان يستمتع به. ومن ناحيته قال إيرني تروينا رئيس بلدية وايلد وود : ليس لنا شأن بهذه اللعبة التي لا طعم لها، ولكن ليس بوسعنا أن نفعل شيئا لمنعها أو إغلاق المكان الذي تقام فيه بسبب حرية التعبير عن الرأي الذي هو من البنود الأساسية في الدستور الأمريكي. والسؤال الذي لا بد منه : لماذا لم نسمع أي استنكار عربي لهذه اللعبة ؟ وماذا كان يحدث لو ان أحد العرب قام بإيجاد لعبة سماها : اقتلوا الأمريكيين؟