في شقه صغيرة بأحد أحياء الدمام تقطنها أسرة بسيطة مكونة من 5 بنات و ولد واحد - الأب بحريني الجنسية والأم سعودية - يعيشون بالمملكة منذ سنوات تتجسد مأساة هذه الأسرة وترسم ملامحها بظلال ثقيلة فهذه الأسرة لا تطلب من الدنيا الا الستر والعافية. مأساة توضح مدى حماقة بعض العقول ... وغلظة القلوب ... ونترك الأم تحكي وهي تحتضن ابنها نايف ثمرة زوجها الذي قهره الظلم وفي قلبها حرقة وعيناها دمعة حائرة فهل تبكي حالها ونصيبها أم زوجها أو ابنها الضائع أخذت نفسا عميقا وبدأت تروي : لقد ارتبطت وأنا في سن التاسعة عشرة من عمري بشاب سعودي يكبرني بعامين هذا الشاب من اسرة مقتدرة فهو يعتبر (ابن ذوات) إلا أن أسرته عارضت زواج ابنها وبشدة وكانت حجتهم ان من أراد الارتباط بها خلقها الله ببشرة سمراء اللون وهذا مالا نرضاه ... أي ان كل مشكلة هذه الفتاة أنها سمراء البشرة (سوداء) قالت أم نايف : وهل بيدي ان أكون سوداء أو بيضاء ... إن أهل زوجي يحاسبونني على لون بشرتي ... على خلقتي. قالت: الشاب تردد كثيرا على والدي طالبا الزواج مني المرة الأولى رفض الوالد حتى يحضر اهله ويباركوا هذا النسب الا انه أكد أن اسرتة ستأتي فيما بعد وكان رد الاب في المرة الثانية كما في الأولى وأصر الشاب في المرة الثالثة فوافق الوالد وذهب الثلاثة الوالد وانا والخاطب الى مملكة البحرين لعقد القران حسب ما طلب الشاب على اساس ان الزواج هناك اسرع خاصة ان الفتاه تحمل الجنسية البحرينية وما ان جف حبر ورقة عقد الزواج حتى بدأت المأساة والمشاكل تعصف بحياتهم بعد مرور أربعه أيام فقط من الزواج. ترصد أقارب الزوج (ابن الذوات) عند بوابة عمارة الشقة التي تقطنها (ام نايف) واسرتها في ساعة متأخرة من الليل حتى غدت الساعة فوق السادسة صباحا وهم ينتظرون خروج ابنهم في هذه الأثناء خرج الشاب وزوجته من العمارة وكانت ترافقهما شقيقتا (ام نايف) أحداهما كانت حامل وما أن رأوه حتى حملوه بالقوة وادخلوه السيارة معهم حاولت الفتيات مساعدة الزوج المغلوب على أمره فنلن الضرب والإهانة. وتم إبلاغ الشرطة بما حدث ووصل أمر البلاغ إلى أسرة الزوج (ابن الذوات) والتي ترفض أسرته مباركة زواجه من فتاة سمراء أو كما تنعتها أسرة زوجها (السوداء)..!!! وبررت الأسرة فعلتها بان أبنها سرق مجوهرات من والدته أرادوا تسليمه للسلطات وما أن مرت 4 أيام على حبسه خلف قضبان السجن بسبب اتهام أهله له بالسرقة حتى أخرجته أسرة الزوجة المغلوبة على أمرها بكفالة إلا ان والد الشاب (ابن الذوات) أعاد سجنه بنفس التهمة لمدة أيام وأخرجه ليسجنه داخل بيتهم واقفلوا الأبواب عنه وقالوا انه مسحور وحاول الهرب في كل مرة يسجنه اهله في منزلهم مرة من سطح المنزل والمرة الاخرى من نافذة دورة المياه ليعود لزوجته.. وتضيف (ام نايف) لقد كانوا يقدمون المال لأي شخص يمسك لهم زوجي ويجلبه لهم . وهنا تتنهد (أم نايف) المجروحة قائلة: عندما يئسوا من محاولات الكر والفر والمطاردة توجهوا للشرطة فصار كل يوم يأتي عسكري يطالب بزوجي فهو متهم بالسرقه من قبل اهله وتحديدا والده الذي كان زعيما لكل عملية ضدنا صار وجود العسكر ي شيئا عاديا في حياتنا وتعودنا عليه . وهكذا استمر ت زيارة العسكري حتى امسكوا به ليسجن وهذه المرة فقد الشاب وظيفته في مؤسسة التحلية، وتستكمل حديثها والعبرة تخنقها ودموعها تسبق كلماتها :كان العساكر في السجن يتصلون بي أثناء وجود زوجي بالسجن يطالبونني بالحضور مع كفيل ليتم طلاقي إلا أنني لم استجب لهم وكذلك زوجي الذي كان مصرا على استمرار زواجنا .. بعد خروج زوجها من السجن تقول (ام نايف) : كنا في الرياض ولدى عودتنا فوجئنا بوالد زوجي وهو يتهم زوجي في مركز الشرطة بأنه اعتدى عليه بالضرب ويطالب بسجنه. تقول أم نايف : أرسلت خطابات كثيرة للمسئولين لإنقاذنا من بطش هذا الرجل القاسي والد زوجي الذي لا يحمل ذرة للعطف والرحمة علينا بسبب لون بشرتي ، وللأسف كنا نجد كل مرة يدا خفية تمنع وصول الخطابات والشكاوى للمسئولين. تصمت (ام نايف) قليلا لتتابع سرد قصتها المأساوية : لقد عشنا المشاكل من والد زوجي لمد تزيد على 7 اشهر تقريبا لنتنفس قليلا فقد كانت المشاكل تكتم أنفاسنا عشت مع زوجي سنتين وخلال 4 أشهر من الاستقرار بدأ ابني (نايف) يحيا بأحشائي عمل زوجي موظف أمن بعد أن فقد وظيفته في (التحلية) بعدها بدأ خلاف بسيط بيني وبينه بعد إنجاب ابني الذي اخترنا له اسم (نايف ) كما انه احتاج إلى المال فذهب لاهله علهم يقرضونه مالا لشراء سيارة وما أن ذهب حتى اختفى لمدة 7 ايام ، كانت اسرته خلال هذه الايام تضغط عليه ليطلقني بعد مرور الايام السبعة التي مرت علي عشتها بقلق على مصير زوجي حتى فوجئت بورقة طلاقي التي حررت في المحكمة بتاريخ 30/6/1425ه . تقول ام نايف : بعد الصفعة التي تلقيتها من خلال ورقة طلاقي التي لم تصلني الا بعد ايام من تحريرها فوجئت بصفعة اقوى فقد جاءني والد زوجي وهو ينعتني (بالسوداء) حاملا ورقة طلاقي من ابنه ويتهمني بتحريض ابنه الذي نفوه وأبعدوه خارج المملكة الى دولة الإمارات بسرقة مجوهرات قيمتها 25 الف ريال وتكسير سيارته وأنني سرقت من سيارتهم شيكا بقيمة 10 آلاف ريال معه ورقة فيها بصمات لا اعرف من اين اتى بها ادعى انها بصماتي وزوجي الذي هو ابنهم. تابعت (ام نايف) الشابة السمراء سرد معاناتها وهي تجهش بالبكاء: لقد قذفوني بالباطل أمام كل الناس في الشارع الذي نقطنه.. واضافت: زوجي لم يسجل ابني ولم يخر ج له شهادة ميلاد أي ان ابني الآن بلا هوية او اثبات نسب ..!!! لقد كانت ولادته بمستشفى الولادة بالدمام ووالد زوجي اخذ كل الأوراق الثبوتية والمستشفى يرفض استخراج ورقة ولادة الا بحضور زوجي والد ابني الذي هربه اهله الآن للامارات ولا اعلم ما مصير ابني الآن الذي لم تستخرج هويته واثبات نسبه حتى استطيع ان اتابع مراجعاته بالمستشفى وليس لدي ما أنفقه على حياتنا ولم أستلم مهري ولا حتى مؤخر صداقي بعد طلاقي.. تناشد ام نايف وقلبها ينزف دما أهل الخير مساعدتها وإعادة الثقة في نفسها قائلة :لقد ابعدوا زوجي وطلقوني منه رغما عنه وأنكروا نسب ابني. ام نايف لا تبحث عن صدقة من أحد ولكنها تناشد أهل الخير مساعدتها في العثور على وظيفة مناسبة وان يجدوا لها عملا تجني منه قوتها وقوت ابنها عملا تستر به نفسها وتعفها عن مذلة مد يدها للناس بعد أن تنكر لها أقرب الناس... وتحميها من غدر الايام. نايف ينتظر والده