جمهورية الشيشان الروسية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي هي بلا منازع أكثر مناطق روسيا اضطرابا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وحولت الحرب المستمرة منذ عشر سنوات بين الانفصاليين في الشيشان والحكومة الروسية والتي لا تلوح نهاية لها في الأفق الكثير من البنى التحتية في الجمهورية إلى أنقاض. ولم تنعم الجمهورية الغنية بالنفط الواقعة في منطقة القوقاز جنوبي روسيا بالسلام إلا لفترات قصيرة على مدار المائتي عام الماضية.. وانتهى الصراع الدموي الذي استمر سنوات بين المقاتلين الإسلاميين بقيادة الأمام شامل والقوات القيصرية بانتصار الروس عام 1858.. وحصلت الشيشان على الاستقلال لفترة قصيرة في أعقاب الاضطرابات المواكبة لثورة أكتوبر عام 1918 لكن روسيا سرعان ما استعادت السيطرة عليها. وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعلنت جمهورية الشيشان مجددا انفصالها عن موسكو وتبنت دستورا في العام التالي ينص على أن الشيشان دولة مستقلة.. وأمر الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين الجيش الروسي بدخول الشيشان عام 1994 لتندلع حرب استمرت عامين تقريبا وقتل فيها الآلاف مما أثار انتقادات دولية حادة لموسكو.. وأدى تصاعد التوتر بين جروزني وموسكو في عهد الرئيس الحالي فلاديمير بوتين إلى دفع روسيا بقوة عسكرية كبيرة إلى الجمهورية الانفصالية عام 1999، ولم تنته رسميا بعد الحرب التي اندلعت جراء ذلك وأدت إلى تدمير جانب كبير من العاصمة الشيشانية جروزني. ويقطن جمهورية الشيشان التي تزيد مساحتها قليلا على 700ر15 كيلومتر مربع حوالي مليون نسمة يعتمد معظمهم في معيشتهم على الزراعة أو إنتاج النفط. ويقال إن التجارة غير القانونية في النفط أو السلاح مزدهرة في الشيشان محققة ثروات كبيرة للكثير من المتمردين وللمجرمين في الجمهورية وكذلك للجنود الروس هناك وللمسئولين الشيشانيين الموالين لموسكو.. ومازال نحو 000ر75 جندي روسي منتشرين في الشيشان وهم يشتبكون من آن لآخر مع ما يقدر بنحو 000ر1 إلى 500ر1 مقاتل انفصالي يشنون حملة أشبه بحرب العصابات انطلاقا من قواعد في سفوح تلال القوقاز كثيفة الأشجار وكثيرا ما يجدون ملجأ في منازل القرويين. واكتسبت القوات الروسية في الشيشان أيضا سمعة بأنها لا تتوانى عن اللجوء إلى العنف مما يغذي المقاومة ضد روسيا هناك ويساعد في إطالة أمد الصراع في ذلك الجزء من العالم الذي لا يبدو أنه لم يشهد في تاريخه سوى الصراع.