@@ لا ادري منذ متى والشيخ مختار على هذه الحال.. انه رجل صابر ومثابر.. وبالغ الحرص على تربية الكلاب والحمير الضالة.. وقد عرفني عليه الفنان الراحل طلال مداح. قال طلال رحمه الله: (هذا الرجل الضخم رئيس جمعية الرفق بالحيوان وهو يهتم بالكلاب اكثر من اهتمامه بنفسه.. وقد اختار حوشا مهجورا في الكيلو عشرة الى جوار منزلي في مدينة جدة.. ولكن ازعاج الكلاب ونباحها.. قد سلبنا النوم.. واضاع مني الهدوء والراحة وكلاب الشيخ مختار وحميره.. لا يحلو لها النباح والنهيق الا عندما أبدأ في التلحين او الغناء هل لديك طريقة لكي تخلصني منه)؟ قلت: يا طلال دعنا نسأل في البدء عن صاحب الحوش الذي سمح بأن يكون مأوى وبيتا للشيخ مختار وكلابه.. وبعدها نتصرف، وعلمنا ان الحوش لرجل كبير ومعروف وقد انتقل الى رحمة الله منذ اعوام.. وأبناؤه في سويسرا وفرنسا وامريكا.. وهم يملكون قصورا واملاكا في كل انحاء العالم.. وهذا الحوش من المهملات والاراضي الكثيرة التي يملكونها.. ولا يهمهم ان يكون منزلا لمختار ورفاقه من بني الحيوان. @@ المهم قابلنا العم مختار.. الذي افترش امام باب الحوش بساطا وترك لرعيته من الجروة والكلاب تمرح وتركض وتعض بعضها أمامه.. قلت: يا عم مختار.. جماعتك هؤلاء يزعجون فناننا الكبير طلال مداح.. وانت رجل تقدر ظروف الناس.. وهذه الكلاب لاتكف عن النباح والصياح طوال الليل. قال وهو مسبل جفنيه وكأنه لا يرانا.. ان من حق الكلاب ان تحتج!! قلت: وقد تملكتنا الدهشة والضحك معا.. تحتج على ماذا كلابك ياعمنا.. قال وقد فتح عينيه: على اصواتكم بعد منتصف الليل وعلى تلك الكلمات الركيكة التي ترددونها في اغنياتكم هذه الايام.. قال طلال هامسا: أما راجل ما يستحي.. حتى الكلاب يقول انها تحتج.. قلت: يا طلال الرجل حر وهذا رأيه ورأي كلابه.. @@ حدث هذا قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاما.. ترى كم من البشر والحيوان تحتج على غناء هذه الأيام.. فهل كلاب الأمس (على حق). اسمعوا الغناء في هذا الزمن وستعرفون لماذا الانسان.. والحيوان (حتى طوب الارض) يحتجون.. ولا أزيد.