في ظل اهتمام الحضارة المعاصرة بالناحية المادية من شخصية الانسان وبسبب ضغط الواقع المادي والذي يعاني منه الكثير من الناس وضعف الوازع الديني انتشرت ظاهرة غريبة بين الناس وهي الملل, والتي من المفترض الا يكون لها وجود بين المسلمين وذلك لانتمائهم الى الدين الحنيف, وقد كثرت هذه الظاهرة بشكل تصاعدي اي انها قابلة للكثرة او القلة لدى كل من الكبير والصغير ذكرا وانثى فكل منهم يعبر بطريقته الخاصة عن مظاهر هذه الآفة واذا تأملنا بعض التصرفات والسلوكيات سوف تتبلور لنا اسباب التعلق بهذه الظاهرة والادمان على بعضها مما يعيشه بعضهم من آثار تلك الظاهرة الغريبة فمثلا: ممارسة عادة التدخين, والتفحيط والتسكع في الشوارع والاسواق ومشاهدة بعض القنوات الفضائية اللاأخلاقية والادمان عليها وسماع الاغاني, وكذلك الهروب دائما الى الاستراحات والمنتزهات, وكثرة النوم وحب الراحة والكسل, وكثرة الاسفار والرحلات للترفيه البريء وغير البريء, والانصراف عن العمل الجاد المثمر بأي اسلوب وطريقة وغير ذلك من العلامات التي تدل على وجود تلك الظاهرة.. مما يؤدي الى خمول الجسم ووقف النشاط العقلي وافتقاد الحيوية والنشاط. يتساهل البعض بامر هذه الآفة ويرى انها امر لا مناص من الانفكاك عنه ولا علاج لها وانه ليس لها ذلك الاثر الذي يدعو للحديث عنها ولكن لو بحث احدهم لوجد الكثير من اثارها السلبية في عدد من جوانب حياته ونذكر من اثارها: ضياع الكثير من اعمال الخير والطاعة والاعمال النافعة في الدنيا والآخرة وفي تنظيم الحياة والمستقبل, وضعف الوازع الديني. حدوث الفشل في تحقيق الآمال والطموحات حيث ان هذه الآفة تصرف الكثير من الجد والاهتمام والمتابعة لتحقيق الكثير من الطموحات العالية فمثلا ان كان طالبا اخذ يهمل في دروسه وان كان موظفا اهمل في عمله وان كانت زوجة اهملت في حق زوجها واولادها. خسارة العمل والمال فبسبب هذه الآفة يلجأ الكثير للسفر والرحلات غير الهادفة وايضا الى شراء اي شيء غير مفيد والكثير منا قد يمسك سماعة التلفون للثرثرة او للاساءة للآخرين. ولعلاج هذه المشكلة لابد من تحديد الهدف والقيام بالواجبات المطلوبة اولا بأول وتحديث وقت من اليوم للتقرب من الخالق لكي تروي الروح عطشها من عنبر التسبيح وملء الوقت بما يفيد من الاعمال والقراءة وممارسة الرياضة المفيدة وزيارة الاقرباء والمكتبات وحضور الندوات والعيش في بيئة صالحة والصبر والشجاعة ومواجهة الاقدار والترويح الهادف. @@ سكينة صالح