تحت عنوان الصحافة الالكترونية والورقية.. صراع ام تكامل شاركت الكاتبة الصحفية السعودية هداية درويش في فعاليات هذا المؤتمر لترسم فيه تجربة جريدتها الالكترونية والتحديات التي واجهتها... (اليوم) التقت معها بالقاهرة وحاورتها حول المنافسة الضارية بين الصحف المطبوعة والالكترونية ومشكلة تمويل تلك الصحف في ظل تواضع اعداد المستخدمين العرب للانترنت. السطور التالية ترصد التجربة ومراحل نجاحها @ الكاتبة الصحفية هداية درويش.. البعض لا يعلم الكثير عنك؟ * انا حاصلة على بكالوريوس الاداب في الخدمة الاجتماعية من جامعة الملك سعود عام 1406ه ودخلت عالم الصحافة عبر بوابة الكتابة الادبية حيث كانت البداية عام 1404ه من خلال مقالات غير منتظمة كانت تنشر في مجلة (اليمامة) ثم جريدة (الرياض) وبعد تخرجي التحقت بالمكتب النسائي لجريدة (الرياض) حين عملت كمحررة لسنوات انجزت خلالها العديد من الاعمال ثم انتقلت للعمل في جريدة (عكاظ) ثم مجلة (اليمامة)، كما صدر لي مجموعة قصصية بعنوان (اغتيال) وبعض الاعمال الاخرى. @ كيف بدأت تجربة (هداية نت) وما التحديات والصعوبات التي واجهتك؟ * تجربتي مع الصحافة كما رويتها سابقا وتوقفت عن النشر الالكتروني نظرا لعالم الانترنت السريع فأردت التغيير من الصحافة الورقية الى الالكترونية بعد 20 عاما من الكتابة الورقية لاجد متنفسا لي ولغيري من الصحفيين عبر هذه التقنية الجديدة واردت ككاتبة سعودية استثمار خبرات ال20 عاما الماضية واضيفها في الصورة الرقمية عبر الانترنت الا ان البداية كانت غير واضحة وهوية التواجد لم تحدد ملامحها بعد وبدأت بموقع شخصي مثلي مثل بقية الزملاء الاعلاميين ومن خلال هذا الموقع بدأت التعريف بنفسي ككاتبة وصحفية سعودية ونشرت فيه اعدادا مختارة من انتاجي الاعلامي والادبي ومن خلال هذا الموقع اطلقت صفحة بعنوان (قضية تحت المجهر) كنت اطرح فيها قضية تهم المجتمع السعودي واشرك فيها المهتمين حسب نوع القضية وبعد مرور عام ونصف العام بدأت اشعر بضرورة التغيير وعدم الحديث فقط عن المرأة السعودية واردت تحقيق هدفي من خلال تكثيف التواجد على الشبكة العنكبوتية وكانت الخطوة التالية هي اصدار مجلة نصف شهرية الكترونية فرغم الجهد واعمال المتابعة والجهد المبذول شعرت بأنني مجمدة في مساحة زمنية اسبوعين وعلى مدار الساعة هناك سيل من الاخبار والمعلومات وتدفق معلوماتي بالصوت والصورة ولذلك شعرت بالجمود. @ وماذا كانت الخطوة التالية لإصدار (هداية نت؟) * كما تعلم ويعلم الجميع انه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 شعرت بكم الهجمة الشرسة التي تعرضنا لها كمجتمع سعودي وهي هجمة استهدفت ديننا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا وكذلك حكامنا العرب وكأفراد ومواطنين عرب ومن هنا شعرت بأهمية المكان والتواجد الدوري على الانترنت ليكون اكثر فاعلية واكثر حضورا فكان من الضروري ان اعي دوري واتجه نحو دور اكثر فاعلية احمل من خلاله رسالة للعالم كله وهي اننا كنساء سعوديات عندنا القدرة والامكانية على التواجد على احدث التقنيات وهي الانترنت وهذا ما تم من خلال جريدتي (هداية نت) وهي اول اصدار الكتروني يومي لكاتبة وصحفية سعودية والتي تحدث على مدار اليوم لتنقل المتصفح الى الحدث اينما كان. @ عادة ماتنظر الجرائد الالكترونية الى المحلية فكيف وازنتم بين المحلية والعربية والعالمية من خلال شبكة محرريكم؟ * نعم.. لدينا فريق عمل متكامل لديه اخلاقيات مهنية على المستوى المهني والاخلاقي فلدينا ثلاثة مكاتب بين القاهرة وفلسطين وبيروت بالاضافة لشبكة مراسلينا في الدول العربية والاوروبية الا ان التحدي الحقيقي الذي مازال يعوق عملنا هو التمويل فما زالت الجريدة تعتمد في تمويلها على التمويل الذاتي واتجهت الى هذا العمل كجزء من رد الجميل للوطن فانا كامرأة سعودية قد اخذت الكثير من المملكة وحان وقت رد الجميل. @ كما ذكرت ان التمويل يعد العقبة الرئيسية.. فماذا عن باقي العقبات؟ * العقبات الباقية كلها يسيرة من بينها غياب التخطيط ودراسات الجدوى كما ان هناك ندرة الصحافي والمحرر الالكتروني المدرب علاوة على شح الاعلانات وعدم ثقة المعلن العربي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة على الاقبال على الانترنت كوسيلة دعائية نتيجة لتواضع اعداد مستخدمي الشبكة من العالم العربي والذي يصل عددهم الى 14 مليون مستخدم، فكرت في وجود راع للجريدة الا ان اي مؤسسة لاتلجا الى تدعيم اي مشروع الا اذا ثبت نجاحه مثل القيام بعمل ناجح يتوقف عنده الكثير من داخل المملكة وخارجها فكل يوم اتلقى رسائل من اشقائنا العرب في الخارج يشيدون بالجهد المبذول في هذه الجريدة واعتبارها نافذة للعرب على العالم الخارجي ومازالت هناك رهبة وحالة من عدم الثقة بين المواطن العربي وتلك الآلة الحديثة (الكمبيوتر) ويجب علينا توعية المجتع العربي بضرورة اللحاق بركب التقدم والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة. @ خضت التجربتين الورقية ثم الالكترونية من وجهة نظرك من سيفوز في النهاية؟ * انا الآن اقطف ثمار 20 عاما من الخبرة والعمل في مجال الصحافة الورقية لا نقلها الى الالكترونية وما يمكن ان اقوله هو ان الصحافة الورقية والالكترونية تعيشان حالة حب وليس هناك صراع بينهما بل ما يحكم العلاقة بين الوسيلة القديمة والحديثة هو التكامل ورغم سعادتي بنجاح (هداية نت) الا ان الصحافة الالكترونية لا تشكل اي تنافس للورقية فنحن نعمل على اثراء الصحافة الورقية بما يدور في الالكترونية فنجد على الانترنت الصورة والخبر والمعلومة والبحث والدراسات وكلها تشكل مرتكزات للعمل الصحفي المتكامل فهذا لا يلغي الكلمة المكتوبة بوجه عام ولكل منهما ثقافته المختلفة وكذلك جمهوره المميز فحينما بدأت الاذاعة تخوف الجميع من سحب البساط من الصحافة وكذلك حين ظهر التليفزيون والفضائيات واخيرا الانترنت وكل يوم تثبت كل وسيلة تفردها في جانب من جوانب المناولة والنقاش فلا توجد وسيلة اعلامية لغت الوسيلة الاقدم فمنذ 14 عاما بدأت الصحافة الالكترونية في الدول المتقدمة ولم نسمع عن اندثار صحف ورقية ومع ذلك تزداد دور العرض ومعارض الكتب والمطبوعات فميزة الصحافة الالكترونية انها تصدر مع كل خبر جديد ولكن الصحافة الورقية تطبع يوميا فآليات العمل الصحفي الالكتروني اسهل. @ كيف يمكن ضمان الحرية والحيادية في الموضوعات الصحفية وعدم خدمتها لاغراض شخصية؟ * نحن نضع نصب اعيننا كل ما ذكرته فلدينا مساحة من الحرية الملتزمة والتي من خلالها تتواجد خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بأي حال من الاحوال الا ان حرية الصحافة على الانترنت لا توجد تشريعات او قوانين تحكمها فنحن لدينا رقابة ذاتية في ظل غياب رقابة الانترنت فتعمل من خلال الصحافة علم ومفهوم واخلاقيات واذا اختل احداها اختل العمل الصحفي وارفض هذا تماما لانني في النهاية احمل اسم بلدي. @ وماذا عن عدد زوار موقعكم؟ * نحن في خمسة شهور فقط وصل عدد زوارنا 5 ملايين و 700 الف شخص سواء من داخل العالم العربي او من خارجه. @ يرفع البعض شعارات بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في المملكة؟ * المرأة السعودية تخرج للعمل منذ سنين وبالنسبة للمساواة مع الرجل فنحن لا نبحث عن ذلك ووجود الرجل والمرأة في المجتمع مكمل للآخر، فلا توجد صعوبة للخروج للعمل فانا ارفض المساواة مع الرجل او التنازل عن انوثتي وامومتي وارى ان نجاح المرأة بشكل عام لابد ان يبدأ من المنزل لان المرأة اذا ما نجحت داخل المنزل فانها ستنجح خارجه. هداية درويش في امسية حول الصحافة الالكترونية في القاهرة