لاتزال المخططات العقارية اكبر من طاقة السوق, واكثر من الحاجة لها, اذ لافائدة تذكر من مخطط عقاري بمساحات واسعة لم يتحول الى مجمع سكني, فالمشكلة في الوقت الحاضر ليست في توافر الاراضي وليست في قلة المخططات, وانما تكمن في ان هذه المخططات بحاجة الى اعمار. واذا لم يتم اعمارها فإن الصورة لم تكتمل بعد, وان الوضع لا يسير بشكل صحيح, وان الدائرة العقارية غير كاملة الحلقات, بالتالي اين هدف العقار وفائدته للمجتمع؟ الأمر الآخر اذا كانت المخططات العقارية تبدو على الورق زاهية الالوان ملفتة للنظر, مشجعة على الشراء, فإنها على الارض بعيدة المنال, بل هي الى الخيال اقرب من الواقع. ولا تظهر هذه الصورة الا اذا تم تطوير المخطط عمرانيا, وتم تعمير البنى الفوقية لكل مخطط. مواكبة التطورات العمرانية قال محمد آل مسبل - رئيس شركة اتاس العقارية للتنمية والتطوير: ان اعمار المخططات الجديدة لابد ان يأخذ مجرى جديدا بحيث تواكب التطورات العمرانية في طريقة اعمار المباني السكنية والمشاريع التجارية, كما هو معمول بها في الدول الاخرى, واكد المسبل ان هذه الطريقة تعود الى الأمانات في كل منطقة من حيث مطالبتهم بكيفية الاشكال الجمالية وخلافه من الطرازات المتمثلة في الاشكال الخارجية, واعتبر المسبل ان هناك العديد من المخططات ذات الطابع المميز والخاص وما تم طرحه لهو الامر المرغوب والمفترض وجوده حيث ان هناك زوارا يفدون الى المنطقة الشرقية نظرا لما تتمتع به من موقع استراتيجي, كذلك تكاد تكون شبه محاطة بالشواطىء البحرية, كل هذه عوامل تساعد في تساوي المباني بالاشكال الهندسية الملفتة للنظر بحيث لا تكون هناك تكاليف مادية باهظة, الا ان عملية اختيار النوعية فيما يتعلق بالعمران, لابد ان تكون شيقة وان كانت اقل في الثمن, ووزارة التخطيط اعتقد ان لها دورا في هذا الموضوع كذلك البلديات في كل مدينتها, وطريقة الفن في البناء تعتبر عاملا من العوامل الجذابة لكثير من الزوار والسياح في اي منطقة او دولة, واكد المسبل ان مراعاة مثل هذا الامر يؤكد علو كعب البناء العمراني, شريطة ان تكون هذه المخططات مكتملة من نواحي الخدمات من سفلتة وإنارة, وهاتف, اضافة الى تواجد المحلات التجارية, والمرافق الحكومية, وبهذا نكون قد انجزنا مخططا نموذجيا, يكون محل نظر جميع زوار المنطقة الشرقية, واشار إلى ان الاعداد السكانية في المنطقة الشرقية تزداد يوما بعد يوم, مما يجعلنا نبحث عن مخططات سكنية لإعمارها بطرق متتاسقة, مشيرا ان هذا سيكون له الأثر الايجابي على سوق العقار, في جميع مناطق المملكة والشرقية بصفة خاصة, ولا يمنع ان تكون هناك خيارات لمن يرغب في البناء في عدة اشكال هندسية تختص بالبناء من الخارج, اما في عملية الاعمار من الداخل بالنسبة للمقاسات واختيار الأماكن ومواقعها فهي بلاشك تعود الى حرية المالك, عدا الشكل الخارجي للبناية من حيث اللون, او اختيار الاشكال الحجرية, او الرخامية للسور وكذلك للعمارة. المخططات الحالية تفتقد الكثير وقال عادل سالم الدوسري - عضو اللجنة العقارية بغرفة الشرقية: ان اعمار المخططات الجديدة في المنطقة لا يكون بعصا سحرية, ولكن لو بحثنا عن الحقيقة لوجدنا بعض المخططات يفتقد الاشياء الحيوية من خدمات عامة, وغيرها من بناء مراكز هامة وضرورية في تلك المخططات, كذلك المرافق الحكومية, والمستشفيات وغيرها من الاشياء الذي يحتاجها الانسان الساكن. واكد الدوسري ان تلك المخططات تخطط وتسوق ومن ثم تباع, دون العمل على إعمارها والسبب يعود الى المشتري الذي يأخذ في الاطالة في جمع المال ومن ثم اعمارها بعد مضي عامين او اكثر, اضافة الى ان سعر الارض تم شراؤها بقيمة عالية, وهذه تحد من سرعة البناء, كل هذه عوامل غير مؤهلة في عملية البناء, واشار إلى ان هذا ايضا يعود الى شركات التقسيط التي لابد ان يكون لها دور اساسي وبارز في مساعدة الراغبين في البناء. واقترح الدوسري ان يكون هناك دور يشارك فيه جميع الجهات المختصة للوقوف على احتياجات تلك المخططات, وتوفير ما يحتاجه كل حسب تخصصه, وطالب اصحاب تلك المساهمات ببناء فلل سكنية راقية, مع مشاركة شركات التقسيط بحيث يتم بيعها على الراغبين في الشراء بطريقة التقسيط الشهري, وهذا يسهل على المواطنين الذين ليست لديهم السيولة بناء الاراضي او شرائها. واعتبر الدوسري ان دور الأمانة في اعمار المخططات الجديدة امر ضروري, ودورها حيوي وذلك من خلال تسهيل وتذليل الصعوبات التي تواجه المواطنين ان كانت موجوده, مضيفا ان دور الأمانة يتركز على تحويل الشوارع داخل الاحياء السكنية الى شوارع تجارية, الامر الذي يرغب الكثير في مثل هذا الامر, وتكون هناك اشكال هندسية ذات طابع جمالي مميز لكل مخطط, وبهذا نكون قد وصلنا الى الهدف المنشود وهو مواكبة الحضارة العمرانية في الاشكال الجمالية لكل مخطط, بحيث يكون كل مخطط مغايرا للمخطط الآخر, وهذا هو المطلوب حاليا مع نمو العقار في المملكة بشكل كبير. ومن جانبه قال حسين النمر - عضو اللجنة العقارية بغرفة الشرقية ان اعمار المخططات الجديدة لابد ان تكون مترتبا عليه من جهاز الدولة متمثلة في الأمانات, وان هناك بعض المخططات محتاجة الى توسع في طريقة معينة بحيث تواكب التطور العمراني فعلى سبيل المثال نجد مدينة الدمام فيها مخططات كثيرة تحتاج تلك الى اعمار. ويرى النمر ان يكون هناك مقارنة بين احتياجات البلد من المخططات والمخططات المتوافرة بحيث يعمل لها دراسة مستفيضة.. بالاضافة ان الدولة لها دور اساسي في طبيعة الامر من خلال تسهيل وتدليل القروض للمواطنين لأن المواطنين في طبيعة الحال منهم من هو غير قادر على الشراء والبناء بحيث تساعد تلك القروض المواطنين في اعمار تلك المخططات وذلك يأتي بشكل سريع. واضاف النمر: انه يجب على الجهات المعنية ان تبادر إلى الموافقة في تطوير المشاريع الحيوية والسياحية لأنها تحتاج الى مساحة واسعة. واكد ان الأمانة لها دور قوي في اعمار تلك المخططات وذلك من خلال تذليل الصعوبات لدى المواطنين وايضا عمل احصائيات للمواطنين الذين يرغبون في البناء ونحوها.