الاخت حكيمة: (ماتت زوجتي وتركت لي ابنتين وولدا والكبرى لم يتجاوز عمرها سبع سنوات وافكر طبعا من الزواج ثانية ولكن تعلقي باطفالي شديد يصل الى حد الوسوسة، فانا اترك عملي اكثر من ثلاث مرات احيانا فقط كي اطل عليهم مع انهم تحت عناية والدتي ومربية خاصة، والذي يؤرقني في موضوع الزواج مرة اخرى هو هذه الصورة المعروفة عن زوجة الاب، واخاف ان تكون شرا على اولادي.. ماذا تنصحين بعمله) @ مبارك.. اخي مبارك: لاشك ان الاطفال يكونون اكثر التصاقا بامهاتهم، وتتأثر الفتيات بفقدان احد الوالدين اكثر من الاولاد لأن الجوانب العاطفية عندهم اكثر وضوحا لذا اذا حدث زواج ثان والاطفال صغار فقد يرتبطون بالأم الجديدة ويعتبرونها بديلا عن امهم الراحلة متى ما احسنت معاملتهم. وفي رأيي ان الزواج بعد الترمل مسألة حتمية للتناسق الاجتماعي والأسري، وهو آلية تجعل الأمور سوية وطبيعية. ان الحاجات العاطفية ضرورة للأسرة كلها، لك أنت، ولأولادك، وللزوجة القادمة أيضا والمعاملة الطيبة للأبناء من قبل زوجة الأب يعتمد اولا على تمسكها الديني، وعلى احساسها الانساني، وعلى تفهمهما العاقل والمدرك وبالطبع على تربيتها الأسرية. لذا فإنه من طبيعة الأمور انه يجب ان تدقق في اختيار الثانية كثيرا انطلاقا من تلك المعايير، وهذا يتطلب عناية وحرصا اكثر من اختيار الزوجة الأولى. وتعلم ان هناك دورا تربويا وعاطفيا تقوم به المرأة لا يمكن ان يقوم به الرجل، او المدرسة لذا فإن الحاجة للمرأة لتربية الصغار هي مسألة تتعلق بالكينونة الحياتية والنمو المرحلي الطبيعي للفرد. وهنا يجب ان أشير أن للاعلام دورا خطيرا في تشويه دور وصفات زوجة الأب، فنحن نعرف كثيرا زوجات آباء وحتى ضرر على أمهات موجودات يتعلقن بأولاد ازواجهن ويتعلقن بهن الابناء بحيث من الصعب ان تصدق انهن لم يلدن اولئك الابناء من بطونهن. والأمثلة كثيرة.. اتكل على الله ثم أحسن الاختيار. @ حكيمة..