شهدت العاصمة الأردنيةعمان مطلع الاسبوع الجاري ورشة عمل جمعت 72 خبيرا وممثلا لشركات نفطية عقدت تحت عنوان "النفط والغاز في العراق" انتقد من خلالها المشاركون بطء عمليات إعادة تأهيل القطاع النفطي الذي تتولاه شركات أمريكية وفق عقود، في اشارة واضحة الى ان هذه الشركات لم تنجز الكثير حتى الان، فضلا عن البحث في واقع الصناعة النفطية العراقية التي تواجه ظروفا أمنية صعبة، بالإضافة الى الإجماع على ضرورة تحويل ورشة العمل هذه الى خطوة تحضيرية لمؤتمر دولي يعقد في نوفمبر المقبل في عمان للبحث في إعادة اعمار العراق. وضمن مشاركته في أعمال الورشة أشار طارق عبد المحسن المسئول في شركة نفط الجنوب التي تتعرض انابيب النفط الخام التابعة لها لهجمات مستمرة، ان عملية تأهيل المرافق النفطية التي عهدت الى شركة (كي بي ار الأمريكية) "لا تشمل عموم المرافق الانتاجية بل المنشآت التي تضررت بفعل العمليات العسكرية" خلال الحرب على العراق. وأشار الى عدم وجود "اي بحث لعقود مع شركات أوروبية او غيرها خارج اطار العقد مع شركة كي بي ار" مضيفا ان العقد مع الشركة الأمريكية "لم ير النور بعد عمليا لان الشركة لم تقم حتى الان بواجباتها حيال إعادة تأهيل شركة نفط وغاز الجنوب". كما أكد خالد جاسم المسئول في وزارة النفط العراقية ضمن مداخلة له على ان الوزارة لا تملك ميزانية خاصة لتنفيذ مشاريع تتعلق باعادة تأهيل المرافق النفطية، خارج اطار المنحة الأمريكية بقيمة 800 مليون دولار والتي عهد بها الى شركة كي بي ار. مبينا ان الشركة الأمريكية "لم تنفذ حتى الان الطلبيات التي قدمتها الوزارة رغم اعطائها التفاصيل والمواصفات" مشيرا الى ان "كل ما نفذ حتى الان هو حوالى عشرة بالمائة من المشاريع تقتصر على عقدين فقط للغاز بقيمة 300 الف دولار". وقال المسئول العراقي: "وضعنا كل الشركات المسجلة لدينا في قطاع النفط واعطينا القائمة لشركة (كي بي ار) لتوجيه الدعوات الا انه حتى الان لم تمنح اي عقود جديدة". مبينا ان "الاولوية الان هي لاعادة اعمار المنشآت المتضررة خلال الحرب ولا اموال مرصودة لمشاريع اخرى" في القطاع النفطي. وقد باتت انابيب النفط الخام الهدف المفضل للعمليات التخريبية التي تؤدي عادة الى توقف الضخ لايام الى حين اصلاح المرافق النفطية المتضررة، مما يسفر عن خسارة يومية نتيجة عدم الضخ تقدر بحدود 80 مليون دولار يوميا، بحسب الخبراء. الأردن يغذي غرب العراق بالكهرباء وعلى صعيد آخر أعلن الاردن عن جاهزيته لتزويد غرب العراق بالطاقة الكهربائية، حيت أكد مدير عام شركة الكهرباء الوطنية الدكتور احمد حياصات انه تم انهاء كافة الدراسات الفنية اللازمة لمشروع تزويد المناطق الغربية من العراق بالطاقة الكهربائية، مشيرا الى ان البدء بالمشروع مرهون بجاهزية الشركة العراقية المستثمرة . وقال ان وزارة الكهرباء العراقية والشركة العراقية المستثمرة اعربتا عن رغبتهما في ان تكون شركة الكهرباء الوطنية المستشار لهذا المشروع بحيث تتولى اعداد المواصفات الفنية والمساعدة في اعمال الاشراف والتركيب، مؤكدا ان الكوادر الاردنية جاهزة لاعادة بناء النظام الكهربائي العراقي ليعمل بكل كفاءة وفاعلية . واوضح حياصات ان المشروع يهدف الى تغذية المناطق الغربية من العراق بالكهرباء من مصر مرورا بالشبكة الكهربائية الاردنية، اضافة الى التزويد المباشر من الشبكة الاردنية وذلك من خلال بناء خط نقل يمتد من محطة الريشة الاردنية على الحدود العراقية الى اقرب نقطة مناسبة كهربائيا داخل الاراضي العراقية. وحسب مدير عام شركة الكهرباء الوطنية فان الاردن سيتقاضى رسوم عبور في حال نقل الطاقة الكهربائية المصرية داخل الاراضي العراقية عبر الشبكة الاردنية بالاضافة الى الاستفادة من بيع الطاقة الكهربائية الاردنية مباشرة الى العراق، وسيزود هذا الخط الجانب العراقي بحوالي 70 الى 100 ميجاواط من الطاقة الكهربائية في اطار خطة اعادة بناء النظام الكهربائي. والفاتورة النفطية تقفز 57% ومن جانب آخر قال وزير المالية الأردنى الدكتور محمد ابوحمور إن فاتورة النفط فى الأردن ارتفعت بنسبة 57 بالمائة بسبب زيادة الأسعار حيث اقترب سعر نفط نيويورك (نايمكس) من 50 دولارا. واوضح الوزير الاردني أن واردات بلاده من النفط الخام ومشتقاته فى النصف الاول من العام الحالى بلغت 660 مليون دولار مقارنة مع 420 مليونا للنصف الاول من العام الماضي، مشيرا إلى ان تكلفة فاتورة النفط تأثرت بصورة واضحة باستمرار تصاعد الاسعار العالمية. يذكر ان الأردن يستورد كل احتياجاته النفطية وكان يعتمد على النفط العراقى بالكامل والذى توقف مع الاحتلال الأمريكي للعراق حيث قامت بعض الدول العربية مثل المملكة والامارات والكويت بتقديم منح نفطية لتعويض النقص الذي أحدثه انقطاع النفط العراقي . ويعاني الاقتصاد الاردني الكثير من الضغوط حيث لجأت الحكومة الى رفع أسعار مشتقات النفط عدة مرات مؤخرا الأمر الذى جعلها من أعلى الأسعار فى المنطقة.