قال مسؤول بارز في مجال مكافحة الجراد بالامم المتحدة الخميس ان اسراب الجراد التي تجتاح الكثير من مناطق غرب افريقيا يمكن ان تصل الى السعودية او حتى الهند اعتمادا على مدى توطنها في السودان. ودمرت اسراب الجراد الصحراوي الريف في موريتانيا ومالي والنيجر. ولكن الوصول الى منطقة شمال غرب السودان ربما يعطيها مكانا للتوالد ونشوء اجيال جديدة تتحرك ابعد باتجاه الشرق. وقال كلايف اليوت وهو مسؤول بارز مكلف بقيادة مجموعة مكافحة الجراد في منظمة الاغذية والزراعة (فاو) التابعة للامم المتحدة هناك الكثير من الاحتمالات القائمة..ولكن اذا وصلت الاسراب الى السودان الذي يتمتع بمساحات واسعة من الريف مناسبة لتكاثر الجراد الصحراوي بأعداد كبيرة فهناك احتمال ان ينتشر عبر البحر الاحمر الى السعودية . وقال لرويترز هذا يحدث في العادة في تشرين الاول (اكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) ومن هناك يمكن ان يتحرك الى التوزيع الكامل على الحدود الهندية الباكستانية. وقال اليوت انه جرى رصد ثلاثة اسراب بالفعل في تشاد المجاورة على بعد 400 كيلومتر من الحدود السودانية. ويؤدي مرور الجراد الى تدمير الريف حيث تلتهم كل جرادة ما يعادل وزنها يوميا مدمرة المحاصيل الاساسية مثل الذرة السكرية والدخن وتلك التي تغل اموالا مثل البطيخ. ويمكن ان تختفي حقول من المحاصيل بأكملها في دقائق. وقال اليوت ان الجراد يجب تدميره قبل ان تتاح له فرصة التكاثر في السودان. ولكن ذلك قد يصبح صعبا اذا وصلت اعداد كبيرة من الاسراب الى دارفور حيث خلفت الاشتباكات بين الميليشيات العربية والمتمردين اكثر من مليون نازح ودخول المنطمات الدولية الى المنطقة محدود. وقال اليوت ان العاصمة السودانية ستستضيف اجتماعا طارئا تشارك فيه منظمة الاغذية والزراعة وممثلون من السودان والسعودية واليمن واريتريا. وتعد االسلطات في دارفور مهابط طائرات في حالة الحاجة الى طائرات لرش الجراد. ووفر سقوط الامطار الغزيرة في غرب وشمال غرب افريقيا من تموز (يوليو) في العام الماضي ظروف تكاثر مثالية للجراد مما اوجد اول وباء منذ الوباء الذي استمر ثلاث سنوات بدءا من عام 1986. وقال اليوت انه من السابق لاوانه تحديد خطورة وباء الجراد الا ان عمالا على الارض ذكروا رؤية المزيد من اسراب الجراد في الوقت الحالي من العام يفوق ماشهدوه في نفس الفترة من عام 1988 الذي كان عام الذروة اثناء الوباء الاخير. ولم تتمكن منظمة الاغذية والزراعة من تقييم حجم الاضرار التي سببها الجراد وتأثير ذلك على السكان، رغم ان اليوت قال فيما يشبه الدعابة ان المزارعين تخلوا فيما يبدو عن الزراعة لان المحاصيل لن تنجو من هجمات الجراد. وليس هناك دليل على ان الوباء سينتهي هذا العام. وكل الاوبئة المسجلة في القرن العشرين استمرت اكثر من عامين كما استمر طولها من 1949 الى 1963 وفقا لبيانات منظمة الاغذية والزراعة. وقال اليوت يمكن ان يستمر لعدة سنوات اعتمادا على العوامل البيئية والتنبؤ بذلك امر صعب..فانت لا تعرف اي شيء الا قبلها باسابيع.