قصف الطيران الأمريكي محيط مرقد الإمام علي بن أبي طالب في البلدة القديمة من النجف مساء أمس، حيث سمع دوي قصف مكثف وسقوط قذائف المدفعية من مقبرة وادي السلام المجاورة.وقال مراسلون ان مقاتلات اميركية حلقت على مستوى منخفض بينما كانت النار مشتعلة في المدينة القديمة حيث ارتفع عمود اسود من الدخان في مكان غير بعيد عن الصحن الحيدري، حيث يتحصن عدد كبير من مقاتلي جيش المهدي بإمرة الزعيم الجنوبي مقتدى الصدر.وقال مراسل فرانس برس ان عمليات القصف هي الاعنف في المدينة القديمة منذ اندلاع المواجهات قبل حوالى اسبوعين.ونقل عن مسؤول عراقي ان القصف جزء من استراتيجية هدفها تخويف المسلحين في إطار استراتيجية الصدمة، قبل بدء العملية العسكرية في الأيام القادمة. وأضاف، في الواقع ان العملية بدأت لكن بحدة أقل قبل ايام ولا خيار لدينا الا انهاء هذه المعركة وفي وقت قريب. وقد وجه رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي في وقت سابق امس دعوة لمقتدى الصدر وميليشياته لنزع اسلحتهم واخلاء البلدة القديمة، قائلا، لن نسمح بوجود اي ميليشيا مسلحة. ان هذه هي الدعوة الاخيرة لاخلاء الصحن الحيدري والاندماج في العمل السياسي والمساهمة في توحيد صفوف الشعب العراقي. في هذه الأثناء، طلب مقتدى الصدر من انصاره تسليم مفاتيح مرقد الخليفة الراشد الرابع، بأسرع وقت ممكن الى المرجعية، لتجنيب الموقع أن تطأه القوات المهاجمة، كما جاء في رسالة وجهها اليهم. وقال في رسالته، ان هذا الامر عرضته عليكم ورفضتموه قبل الاحداث، ان ارادت المرجعية ان تتدخل في مسالة جيش المهدي فانا في الخدمة .. لكن مثلي لا يطول له بقاء. واكد الصدر لم ولن اشارك في اي امر سياسي ما دام الاحتلال باقيا وسأسعى طيلة حياتي الى بناء العراق وحريته واستقلاله وتحريره. وأكد الصدر أنه يرفض حل جيش المهدي لأنه ليس له حق في ذلك، بل هو جيش من ينضم اليه، قال مجددا، أدعو المرجعية مرة اخرى الى استلام الحرم حتى لا تتسلمه يد الغدر والخيانة. وقد غادر المرجع الديني علي السيستاني (73 عاما) امس الأربعاء المستشفى الذي كان يعالج فيه في لندن من مشكلة في القلب، حسب ما اعلن الناطق باسمه فاضل بحر العلوم. وقال ان السيستاني غادر المستشفى صباح امس وهو بصحة جيدة ولكنه سيبقى تحت مراقبة الاطباء الذين يريدون معاينته مجددا خلال الايام المقبلة. وكان قد أدخل الى مستشفى كرامويل في السادس من آب أغسطس. ردا على سؤال حول المدة التي سيمضيها في لندن، قال المتحدث فعلا لا اعلم كم من الوقت سيبقى ايضا في لندن. واضاف حتى الان، لم يسمح له الاطباء بالسفر. واكد ان سماحته يريد الذهاب فورا ولكن الاطباء لا يسمحون له بذلك بسبب حالته الصحية. وسقط بعد ظهر أمس ثمانية قتلى عندما تفجرت أربع قذائف زرعت في مقر شرطة النجف. حيث سقطت ثلاث منها في محيط المبنى واصابت الرابعة مكيفا للهواء في الطبقة الاولى ووقعت المذبحة. وروى صلاح الحناوي (33 عاما) ما حدث لمراسل فرانس برس قائلا، كنت ضمن مجموعة من عناصر جدد في الشرطة ولم نحصل حتى بعد على البزة الرسمية. قصدنا المقر للتأكد من قبول التحاقنا بجهاز الشرطة. واضاف كنا في الطبقة الاولى من المبنى عندما سمعنا انفجارا قويا، تدافعنا للهرب الا ان اخرين اكثر خبرة منا نصحونا بالاحتماء في هذه الغرفة، لسوء حظنا، القذيفة الثانية كانت من نصيبنا، ستة من رفاقنا قضوا او جرحوا وانا الناجي الوحيد. وفي المبنى، غطت بقع الدماء الارض في كل مكان اذ ان القتلى الثمانية والجرحى الثلاثين تولى رفاقهم سحبهم او نقلهم الى الطابق السفلي، الى ان وصلت اخيرا سيارات الاسعاف ونقلتهم الى المستشفى. ولا يخفي قائد الشرطة غضبه. وقال اللواء غالب الجزائري كانت الساعة حوالى 1.30 وكنت برفقة بعض ضباط المارينز عندما وقعت الانفجارات. ووصف منفذي العملية بأنهم خارجون عن القانون. من أثار التفجير في مقر شرطة النجف