تتعدد انواع الحقد, وتشويه حقيقة الاسلام الحنيف ولها مظاهر عديدة منها المظاهر السلوكية والمظاهر الجسدية والفكرية والباطنية, ولم تكن التفجيرات والعدوان الآثم على بلدنا الا مظهرا واحدا من بين هذه المظاهر التي تنم عن حقد للامن والسلام وراحة البال والطمأنينة التي يعيشها الناس في ظل دولة قامت بنيتها واساسها على توحيد لا اله إلا الله محمد رسول الله, واقامة العدل بين الناس واتباع كتاب الله وسنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - دون غلو او مغالاة او محاباة او ظلم او جور على كل من يقطن هذه الارض الطيبة والمباركة, وبين آونة واخرى يطل علينا اناس ونشاهد مظاهرهم السلوكية التي تتنافى مع روح الاسلام وتعاليمه السمحاء, يدعون الكمال في دينهم ونقصان دين غيرهم من المسلمين المعتدلين متناسين قوله تعالى في كتابه الحكيم: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم).. (البقرة: 143) وفي المقابل ورغم مظهره السلوكي المتنافي مع الدين الصحيح, يطلب مني الخضوع له واحترام رأيه وتأييد فكره, فكيف يكون ذلك وانت ايها الغليظ تلكمني بغلاظة القول؟ كيف تطلب مني طاعتك والاذعان لمطالبك وافكارك اذا لم تكلمني انا كانسان مثلي مثلك؟ وادين بنفس دينك! وهذا حالك معي انا المسلم, فكيف هو الحال مع غيري من اطياف واديان اخرى؟ ألم يكن الرسول يتعامل مع الذمي والنصارى واليهود والمسلمين من الانصار والمهاجرين؟ ام انت لك غيرة على الدين اكثر من سيد البشرية محمد بن عبدالله - صلوات الله عليه وسلم - والذي خاطبه رب العزة والجلالة (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين). (آل عمران: 159) فهذا هو خلق النبي فأين انت منه؟ واين انت من امتثال الناس بخلقه الكريم وبسلوكه الطيب النبيل؟ اخي ايها المغطرس ويا من تدعي بانك كامل وغيرك ناقص دينه, اتق الله في ديننا ولا تجعل الناس ينفرون منه او يفهمون هذا الدين فهما خاطئا جراء سلوكك الفظ, فأين التسامح الديني؟ واين التفاهم؟ واين المحبة التي علمنا اياها الاسلام الحنيف؟ اخي يا ابن ملتي وابن ديني ايها المسلم انت من خلال سلوكك تعطي انطباعا عن الدين كله, وانت محسوب على هذا الدين, فلا تكن جلفا ولا تكن غليظا ولا حقودا او انانيا وابتعد عن التعصب الاعمى!! فقد تكون انت على صواب ولكن قد يكون الآخر هو ايضا على صواب اكثر منك, اقترب مني وانا بدوري كذلك, لنتلاقى على الصواب, ونبتعد عن الاخطاء والموبقات والمتشابهات, ولنكن قوة واحدة نبني الوطن, فهل لك ان تبادرني بالحديث وتكسب ودي لجانبك؟ ام انها عنجهية عمياء وتعصب احمق؟ فاذا لم اكن مثلك تماما في الغلو والمغالاة والحقد والغلاظة في القول والفعل والسلوك, فهل هذا يعني لك انني على خطأ وانت على صواب, فما هو مقياس الخطأ والصواب الذي تعتمده للحكم علي وعلى غيري بالخطأ والحكم على نفسك ومن على شاكلتك بالصواب؟ وهل تريد ان تكون مثل من قال (من لم يكن معنا فهو ضدنا)؟ فسارعنا وانتقدناه وقلنا ان هذا يتنافى مع الديمقراطية التي ينادون بها, فمثلما رفضنا قولهم بان نكون معهم او نحن ضدهم, اوجه كلامي لك اخي المسلم بانني اذا لم اكن متطرفا او متشنجا مثلك فهذا لايعطيك الحق بتخطئتي وتكفيري او الكيد والحقد وتبنى المقاطعة والفساد والانتقام, اخي ايها المسلم انا مثلك وانت مثلي لنا دين واحد فلا تعطي لنفسك حقا وتحرم غيرك, فان كنت تحب دينك فلا تجعل الآخرين يفرون منه ويفهمونه خطأ, فهذا خطؤك انت وليس خطأ في الدين, فانت من خلال سلوكك هذا تنفر الناس من الدين الصحيح ولا تقربهم منه, وان كنت غير قابل للتفاهم او التسامح فكن على الاقل غير مسيء للدين, واحتفظ بسلوكك لنفسك ولا تنشر القبح والنفور, ويروي لي احدهم انه يعمل مع مجموعة من امثال هؤلاء الذين يدعون بكمال دينهم عن غيرهم وانهم من ذوي اصحاب تكفير الناس بكل سهولة وببساطة, فيقول عندما يصادفهم فيبادرهم برد التحية والسلام بقوله (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولكنهم لا يردون بالمثل, وتكرر ذلك مرات عديدة وقد ظن بهم ظنا حسنا كأنهم لا يسمعون او لم يسمعوا او انهم لا يتكلمون او انهم لا يحبون الثرثرة والكلام, ولكنه تفاجأ عندما سمعهم ولاحظهم يردون على شاكلتهم ويكثرون من الثرثرة والنميمة والغيبة فيما بينهم, وقال في نفسه ساستمر في الرد عليهم بالسلام ظنا منه بانه سيكسب صدقة او اجرا في ذلك, وحاول النزول الى مداركهم فارسل احدهم ممن لديه الغلو اقل بدرجات ليسألهم لماذا لا يردون السلام عليه, ومضت فترة طويلة ولم يعرف السبب ولم يصله الجواب؟ وللمعلومية لازال صاحبي هذا يرد عليهم السلام وهم يصدونه ولا يردون بالمثل, ولكنه في كل مرة يضحك ملء فمه ويقول انهم جاهلون لا يعلمون يسيئون للدين من حيث لا يدرون ويدعو لهم ويقول في كل مرة: اللهم اهدهم فهم جاهلون (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). (الفرقان: 63) هذا حال صديقي وهو مسلم وبين ظهرانيهم, فما بالك بغيره والامثلة كثيرة لا مجال لحصرها وعدها او ذكرها؟ واخاطبك في الله واقول لك اخي المسلم نسيت انك انسان ونحن مثلك, ولنا رب واحد ودين واحد, اثبت لي انك على صواب من خلال حسن سلوكك وتعاملك معي, كيف تريدني ان اسير معك واتقبلك وانت تخاطبني بتكشيرة وعبوس؟ فالسلام لله, ويجوز السلام على غير المسلم فما بالك باخيك المسلم, لذا فلا تلمني بعد اليوم ان عارضتك ولم اهتم بما تقول وجفوتك, لان سلوكك ينفرني منك ولن آبه بك بعد الآن وبعد يومي هذا لن اصدق قولك ولن اتبع فكرك وسأعمل جاهدا لان اعري جهلك ولن ادعك تسيء الى الدين باسم التعصب الاعمى وبالفهم المغلوط للاسلام, وليعلم كل من يشكو ويتذمر من هؤلاء الذين ينفرون الناس من الدين بسلوكهم الغليظ وبافعالهم المريبة, ان الدين لله وان الوطن للجميع وان الغلو مرفوض ومسيء للدين, ودعوة الى هذا الذي يدعي بالكمال الديني وغيره ناقص دينه, حاججني لاثبت انك جاهل في امور الدين الصحيح وانك على خطأ, وان عبوسك لا يعني لي شيئا فالدين للجميع والدين دين محبة وسلام ووئام وليس دين فرد دون غيره ولن تقرر انت او شاكلتك من يدخل الجنة ومن يدخل النار, ونصيحة اسلامية ان تتحلى بالصفات والشمائل النبوية التي اتصف بها الرسول الكريم ولن تكون انت اكثر حرصا من الرسول على الدين, ولكن مزج الحقد بالسلوك المنافي والادعاء بالكبر مكروه فلا تنتقص حق مسلم واعلم - هداك الله - اننا مسلمون لنا حق العيش الكريم الآمن في الارض الطهور وفي دولة تحمي الضعيف وتحقق الطمأنينة للجميع, وقبل ختام كلامي اذكرك بما جاء في القرآن الكريم لعلك غفلتها او لم تطلع عليها لتكون لك نبراسا في التعامل مع الآخرين وفهم الدين على اصوله الصحيحة دون مزايدة او مكابرة او ادعاء باطل تتستر وتخفي وراءه الشر والاثم والعدوان ومثل هذا السلوك لم يعد ينطلي على احد, وابدأ بذكر اسم الله واقول بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا) النساء. (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) المائدة 16. (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) الانعام: 127. (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) يونس: 25. (والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا) مريم: 33. (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى) طه: 47. (هو الله الذي لا إله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) الحشر: 23. (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين) المائدة: 83. (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن اكون من الجاهلين) البقرة: 67. (وإن كان كبر عليك اعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) الانعام: 35. (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) الاعراف: 199. (قال رب السجن احب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن اصب إليهن وأكن من الجاهلين) يوسف: 33. (وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين) القصص: 55. هذه آية من القرآن الكريم لعلها تذكر وتنفع المؤمنين (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات: 55. @ ابراهيم بن سد الضويان [email protected]