بينما جاءت تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في العاصمة التشيكية دعوة للوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية واعدا ببدء التخفيض الأميركي لترسانتها النووية، وبينما تحدث فقط عن مصدرين للخطر النووي في العالم هما الخطر الكوري والإيراني فقط وتجاهل الخطر النووي الإسرائيلي الذي تشكله 200 قنبلة نووية على الشرق الأوسط، دعت مصر على لسان وزير خارجيتها إلى أن تكون هذه التصريحات «بمثابة صافرة البداية لجهود حقيقية وخطوات عملية لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية». فيما ترددت أنباء أثارت القلق في الأوساط المصرية عن اعتزام إسرائيل بناء مفاعل نووي جديد في منطقة «شفطة» الحدودية المصرية الإسرائيلية على بعد 20 كيلومتر فقط من الحدود المصرية الإسرائيلية، دعا النائب البرلماني المصري صابر عبد المقصود إلى مطالبة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بإجراء الاتصالات اللازمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث لا ضمان بعدم تحويل إنتاج المحطة الإسرائيلية الجديدة إلى الأغراض العسكرية، محذراً من خطورة الإجراءات التي تتخذها إسرائيل لإنشاء المفاعل النووي، ومطالبا بإخضاع هذا المفاعل في صحراء النقب قريبا من مفاعل «ديمونة» المتهالك والذي يهدد بأخطار تسرب إشعاعاته، لنظام الضمانات الدولية لتأكيد أن هذا المفاعل لن يؤثر على أمن مصر وسلامتها البيئية. خاصة وأنه يمثل تهديدا مباشرا للأمن المصري في ظل النوايا الإسرائيلية لوضع مصر تحت الضغط النووي وللسيطرة النووية على المنطقة كلها. وفي حين جاء رد وزير الخارجية على السؤال حول الخطر النووي الإسرائيلي الذي لا يهدد مصر فقط، وإنما المنطقة العربية كلها قائلا: «لا مفر من انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بإخضاع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا دعوة مصر إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية، والتعامل مع الوضع النووي في المنطقة دون استثناءات». فقد استدعت تلك القضية المثارة عن الخطر النووي العسكري الإسرائيلي إعلان الموقف المصري مما يثار حول البرنامج النووي السلمي الإيراني فأكد مساندة مصر حق كافة الدول أطراف معاهدة منع الانتشار النووي -وبينها إيران- في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. في إطار القواعد المنصوص عليها في المعاهدة وأبرزها أن احترام تلك الضوابط يضمن زوال أي تهديد نووي محتمل، وكذلك دعمها للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية الملف النووي الإيراني في إطار ما تقوم به مجموعة الدول الست الكبرى من دعوة إيران للحوار، طالما كانت مبنية على مبدأ عدم تجزئة الأمن الإقليمي والتعامل مع جميع دول المنطقة بنفس المعايير. في ظل هذه الأجواء تحدثت الأوساط الصحافية المصرية عن اعتراف إسرائيلي خطير عن سرقتها للفوسفات المصري في سيناء واستخدامه لاستخلاص اليورانيوم في مفاعل ديمونة لصنع القنابل النووية وذلك أثناء احتلالها لسيناء، ونشرت صحيفة «المصري اليوم» أن كتابا صدر بالعبرية بعنوان «بقوة العلم»، كشف عن سرقة إسرائيل لليورانيوم المصري من صحراء سيناء، واستخدامه في تشغيل المفاعل النووي الشهير في ديمونة. وإنتاج القنبلة النووية الإسرائيلية. كما كشف عن استخدام علماء صهاينة الأراضي المصرية في سيناء تسللا في العام 49 منتحلين صفة فريق جيولوجي ألماني لإجراء أبحاث على الفوسفات المصري الذي يحتوي على كميات لا بأس بها من اليورانيوم. وانتهت الأبحاث بصدور قرار إسرائيلي ب«الاعتماد» على هذا اليورانيوم المصري لإنتاج القنبلة النووية الإسرائيلية التي تهدد بها الآن مصر والعرب، لتبقى إسرائيل هي مصدر الخطر. البيان الإماراتية