تواجه مصداقية رئيس وزراء استراليا جون هوارد اختبارا صعبا وسط اتهامات بأنه ضلل الناخبين بشأن قضية حاسمة تتعلق بالهجرة قبيل اعادة انتخابه عام 2001 . وكانت حكومة هوارد قد فازت بفترة ولاية ثالثة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2001 بعد أن تبنت موقفا صارما ازاء المهاجرين غير الشرعيين في اطار تشديد اجراءات الامن على الحدود مبررة موقفها هذا بمزاعم بأن مهاجرين ألقوا أطفالا من على قاربهم سعيا للحصول على حق اللجوء. وامس الاثنين قال مستشار دفاعي سابق لرئيس الوزراء انه أبلغ هوارد قبل ثلاثة أيام من اعادة انتخابه بأنه ليس هناك دليل على القاء أطفال من على قوارب ومع هذا استمر هوارد في ترديد هذا الامر خلال حملته الانتخابية. وقال مايك سكرافتون مستشار هوارد الدفاعي السابق لصحيفة ذي أستراليان انطباعي لما حدث هو أن... الدليل الذي كان لديهم تم استغلاله على نحو مضلل. وقالت أحزاب معارضة ان مزاعم سكرافتون تشكك في مصداقية هوارد قبل أسابيع فقط من الموعد المتوقع أن يدعو فيه لاجراء انتخابات في أكتوبر تشرين الاول أو نوفمبر تشرين الثاني. ومن المنتظر أن تكون قضايا الامن والحرب بالعراق أهم القضايا المطروحة في الحملة الانتخابية.وقال مارك لاثام زعيم حزب العمال المعارض ان رسالة سكرافتون لصحيفة ذي أستراليان والتي يتحدث فيها تفصيلا عن ثلاث مكالمات هاتفية مع هوارد تطلق صفارة الانذار بشأن عدم أمانة هوارد. وأضاف للصحفيين هذا مثال سافر لسياسة التضليل والخداع التي يتبعها رئيس الوزراء مع الشعب الاسترالي. ويصر هوارد الذي تحتدم المنافسة بينه وبين حزب العمال في استطلاعات الرأي على أنه لم يتم ابلاغه قط بأن المزاعم كاذبة. وقال امس الاثنين انني أصر على تصريحاتي السابقة في هذا الصدد. وقال متحدث باسم هاوارد في وقت سابق امس ان كل ما ذكره سكرافتون لرئيس الوزراء هو أن شريط فيديو صورته البحرية للواقعة التي حدثت قبالة الساحل الشمالي الغربي لاستراليا في أكتوبر عام 2001 لم يكن حاسما. ويرى المحللون أن مزاعم القاء أطفال من على قوارب اللاجئين قد تطارد هوارد في وقت يسعى فيه للفوز بفترة ولاية رابعة. وقال جون وورهرست المحلل السياسي بالجامعة الوطنية الأسترالية أعتقد أن هذا قد يحدث اختلافا جوهريا. أعتقد أن الموقف سيتفجر خلال الأيام القليلة القادمة. وكان تقريران رسميان فيما يتعلق بمزاعم إلقاء أطفال من على قوارب اللاجئين قد خلصا الى أنه لم يحدث القاء أطفال في البحر وأن وزير الدفاع آنذاك خدع الشعب فيما يتعلق بهذا الزعم.وخلص التقريران إلى أن مهاجرين قفزوا في المياه من قاربهم الذي كان يغرق وأن دورية بحرية أسترالية أنقذتهم.