أحاطتني أجواء من الكآبة حين طالعت خبرا محليا مطعما بصورة مسئول الخطوط الجوية السعودية تشق البسمة وجهه وهو يستلم من موقع ياهو جائزة أفضل معلن، وأفضل لديهم تعني الأكثر دفعا للمال. تساءلت بمرارة وبلاهة، كيف تسوق خطوطنا نفسها دوليا والأجنبي لا يرتادها؟ إعلاناتها الياهوية هذه تريد بها الوصول لأكبر عدد من المستهلكين، لكن السؤال الأهم هل خطوطنا مهيأة لمردود إعلاناتها لو تقاطر المسافرون عليها وتهافتت الشركات السياحية على مقاعدها؟ جولة واحدة في مطاراتنا تنبئكم بالرد، واتصال واحد بمكاتب الحجز تترك فيه جهاز الهاتف مفتوحا على مكبر الصوت لمدة ثلث ساعة وأكثر على رد آلي يحبطك وهو يردد بلا كلل وملل: "عفوا نرجو الانتظار، موظف الحجز في خدمة راكب آخر". وصلتني إشارة قارئ أحزنتني كثيرا حول مقالنا السابق عن تأخر رحلة الخطوط الهولندية KLM، الحزن سببه إشارته لأن المقال لن تلتفت إليه خطوطنا السعودية مالم تتم ترجمته ونشره في الصحف الصادرة باللغة الانجليزية. فهل خطوطنا مريضة لهذا الحد بعقدة الأجنبي؟ وهل الأجنبي يحفل بهذه الخطوط؟. حتى وإن عمل الأجنبي في خطوطنا فلن يحفل بنا، هل رأيتم حال المُضِيفات غير المُضَيفات على طائراتنا، إنهن يدفعننا لسؤال مراقبيهن:" هل شعار خطوطكم هو نعتز بخدمتكم أم نشمئز من خدمتكم؟". قد يتهمني بعضكم بأنني متخلفة لو قلت إنني كلما رأيت مضيفة تحسرت على وظيفة رجالنا أحوج بها، وكلما رأيت ماكياجهن وعيونهن غير المستقرة على مقاعد شباب الدرجة الأولى، أعدت النظر في الشعار المطبوع على مقدمة الطائرة لأتأكد من موقعي إن كنت في دولة غير الدولة. أتراكم تعلمون أن المضيفات يسخرن منا ومن حجابنا، حدث لي موقف مع مضيفة لم تعلم أني أتحدث اللغة الإنجليزية وهي تخاطب مسؤولها مبررة بسخرية سبب تأخرها في خدمة بعض الراكبات بأنهن جميعا نفس الشكل بالعباءة السوداء (بلاك أبايا)، لا تستطيع حفظ أماكنهن ولا طلباتهن. صمت المسئول عن ردها دفعني لمداخلة تحولت مع مرارتي منها لمحاضرة وطنية، فعليها أن تعرف تقاليد البلد قبل أن تعمل به، وعليها أن تحفظ أرقام المقاعد لا وجوه الركاب، وكاد الأمر يتحول لشكوى أتقدم بها في حق انتهاك وطنيتنا لولا اعتذارها المبطن بغيظ، قبلته لعلمي انها ستعد للعشرة قبل أن تتفاخر بألوان وجهها على سواد عباءتنا. إصرار خطوطنا على وجود المضيفات هو نفسه سبب إعلاناتها الياهوية، أنها صورتها الخارجية التي لا تأتي لها بثمار ترجى. فهل لوجود المضيفات على طائراتنا سبب مقنع؟!