لا يخفى على كل من لديه علم وبصيرة ان الدعوة الى الله تعالى هي سبيل الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وقد خاطب الله سبحانه خاتم انبيائه ورسله وخليله محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل (قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين) وبقوله سبحانه (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) ولا يخفى ايضا ان الدعوة الى الله تعالى من فروض الكفاية الواجبة على مجموع الأمة امتثالا لقول الله عز وجل (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) ومن هذا المنطلق جاء انشاء وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للقيام بهذا الأمر الجليل بدعم من ولاة الأمر - حفظهم الله - واعز بهم دينه فأولت الدولة الدعوة الى الله عناية فائقة منذ عهد الدولة السعودية الاولى عهد الامام محمد بن سعود وشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله رحمة واسعة - ولا تزال هذه الدولة بفضل الله تقدم الكثير حاملة على عاتقها هذه المهمة التي هي مهمة الانبياء والمرسلين, نسأل الله ان يزيدهم من خيري الدنيا والآخرة, واوكلت هذا الامر الى وزارة الشؤون الاسلامية ولا غرو فان من يرأسها هو معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفيد مجدد الدعوة السلفية - الذي لم يأل جهدا في سبيل دعم العمل الدعوي وتطويره. ومركز الدعوة والارشاد بالرياض احد مراكز الدعوة المنتشرة في مناطق المملكة.ومهام المركز الموكلة اليه الاسهام في الدعوة الى الله بالوعظ والارشاد والتوجيه والنصح المستمد من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح, والدعوة الاسلامية تقوم على الأصلين العظيمين من تحقيق التوحيد ونصرة السنة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم, والمركز يقوم بهذا العمل الجليل في مدينة الرياض فيما يختص به من الاشراف على الاعمال الدعوية وتنظيمها ومتابعتها بالتعاون مع المكاتب التعاونية للدعوة والارشاد بمدينة الرياض البالغ عددها سبعة عشر مكتبا ويقوم المركز بالاشراف على اعمال هذه المكاتب الدعوية ومن ابرز تلك الاعمال تنظيم الدروس والدورات العلمية والمحاضرات والكلمات الارشادية في جوامع ومساجد احياء مدينة الرياض يشارك فيها اصحاب الفضيلة - العلماء حفظهم الله ونفع بعلمهم الاسلام والمسلمين - كما يشارك في ذلك طلاب العلم المعروفون جزى الله الجميع خيرا, حيث لا يكاد يمر يوم الا ويقام فيه درس علمي او محاضرة او كلمة فالحمد لله على ذلك, وان ثمار هذه الدعوة نراها ظاهرة في مجتمعنا فصفاء العقيدة وبعدها عما يناقضها في الجملة صفة يتصف بها عموم المسلمين في هذه البلاد من تحقيق للتوحيد ومعرفة حقيقة الاخلاص, والمركز يتبع له دعاة رسميون في مدينة الرياض عددهم خمسون داعية ينظم لهم المركز برامج دعوية في الدوائر الحكومية والقطاعات العسكرية والسجون ومدارس البنين والبنات والمستشفيات على مدار العام فكان من ثمرة التعاون بين الوزارة والقطاعات الاخرى تلك البرامج التي نفع الله بها نفعا عظيما, كما ان للمركز ودعاته مشاركات اعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية, كما يقوم - بحمد الله - بتوزيع الكتب والاشرطة والرسائل العلمية, كما كان للمركز دور حيوي وبارز في ايضاح المنهج الشرعي الاصيل الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم تجاه الاحداث الاخيرة وما يجب على الجميع فعله تجاه الافكار المنحرفة ومكافحة الغلو وفضح تلك الاعمال الاجرامية ومرتكبيها من الفئة الضالة. وفيما يلي بيان الاعمال الدعوية التي قام بها المركز ودعاته والمكاتب التعاونية حول الاحداث الاخيرة كالآتي: 1- توزيع الكتب والأشرطة بلغت 1741847 ما بين كتاب وشريط. 2- تنظيم واقامة مجموعة من المحاضرات والندوات والكلمات بما يقارب 600 عمل دعوي, ولا يزال المركز ودعاته والمكاتب التعاونية يواصلون تلك الاعمال بتوفيق من الله وفضل. وختاما اود ان ازجي الشكر بعد شكر الله لولاة الامر في هذه البلاد - حرسها الله - فلهم منا الدعاء والثناء والشكر, والشكر موصول لمعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ/صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ - حفظه الله - على دعمه واهتمامه للدعوة عموما وللمركز خصوصا والشكر كذلك لاصحاب الفضيلة العلماء - حفظهم الله - وطلاب العلم - وفقهم الله - على ما لمسناه منهم من تعاون وعلى حرصهم على نفع الناس وتعليمهم امور دينهم ودنياهم. والله اسأل ان يحفظ لهذه البلاد دينها, وولاة امرها وعلماءها وان يحفظ لها امنها وان يدحر كيد الاشرار والفجار وان يكفينا شر المفسدين وان يرد كيدهم وشرهم في نحورهم, انه على كل شيء قدير, وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. @@ عبدالله بن ناصر الصالح مدير مركز الدعوة والارشاد بالرياض