اختتمت مؤخرا جميع انشطة المراكز الصيفية التي نظمت بالمدارس في عدد من المدن والقرى ولهذه المراكز ايجابيات وسلبيات، وهناك من يؤيدها ومن يعارضها، ومن يطالب بدعمها ، غير ان هناك من يطالب بإلغائها. الكثير من الآراء حول هذه المراكز التي تقام كل عام، كما ان أولياء الامور لهم رأي حيال ذلك. نجحت بشهادة الآباء أيد الدكتور ابراهيم الحواس عميد شئون الطلاب بجامعة الملك فيصل المراكز الصيفية، وقال عن المركز الذي تقيمه عمادة شئون الطلاب بالجامعة انه حقق نجاحا كبيرا خلال الموسمين اللذين اقيما بالجامعة وتكفي شهادة اولياء الامور، الذين اشادوا وامتدحوا كثيرا المركز الذي نظمته عمادة شئون الطلاب. واضاف الدكتور الحواس: قدم مركز الجامعة الصيفي الكثير من البرامج المتنوعة المفيدة، وهناك برامج اخرى مفيدة، ستضاف اعتبارا من الموسم القادم، لتكون اضافة جديدة للنجاح، ونحن بدورنا نسعى دائما لتقديم كل ما هو مفيد لابنائنا خلال فترة الصيف التي هي بحاجة ماسة لانشطة تقام لابنائنا. ويوضح الدكتور ماهر محمد العرفج رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الملك فيصل ان المراكز الصيفية محتضن تستغل من خلاله الطاقات الهائلة الموجودة لدى الشباب، وهي بمثابة توجيه وحفظ الاوقات خلال الاجازة الصيفية الطويلة، واستثمار وقت الشباب وطاقاته، بدلا من السقوط في هاوية الفراغ، وما يتبعه ذلك من انحرافات سلوكية واخلاقية ولا يعيب المراكز ان القائمين عليها متطوعون، بل هذا جهد يشكرون عليه. لكن الامر لا يخلو من ضرورة الاشراف والمتابعة، لما للمراكز من اهمية في غرس القيم الاجتماعية والوطنية ويتم الاشراف بعد تحديد اهداف المركز ورسالته، تحديدا دقيقا موضوعيا يمكن متابعته وقياسه، وحصر المفاهيم والاتجاهات والقيم التي ينبغي ان يتعلمها الطالب في المركز واعداد قائمة بها. ويضيف العرفج : برامج المراكز الصيفية تشتمل على جزء من البرامج الترفيهية، واتمنى ان تكثف عوامل الجذب والتشويق, لتكون هذه المراكز محط استراحة ومتنفس للطالب بعد عناء عام دراسي كامل, وان يتوافر فيها ما يرضي فضول واهتمامات الطلاب. ولو نظرنا الى بعض دول الخليج نجد الى جانب تعدد انشطتها ايضا تؤسس لمفهوم الثقافة السياحية وتضع ضمن انشطتها الصيفية السفر داخل البلاد وخارجها, لكن تعدد الانشطة وتنوعها يعتمد على الامكانيات المتاحة, اما المراكز الحالية فامكانياتها محدودة وانشطتها معدودة, لذا ارى ضرورةان تدعم ماديا ومعنويا اكثر. مسئوليات وتحديات ويقول فؤاد احمد المعيد بجامعة الملك فيصل ان المراكز الصيفية بدأت قبل اكثر من 25 عاما, وهي الآن كما هي عليه سابقا, على الرغم مما اثير حولها, فهل القائمون على المراكز الصيفية ادركوا عظم المسؤوليات والتحديات امامهم عند وضعهم الخطط والبرامج الصيفية لابنائنا الشباب المتطلعين لمستقبل افضل؟ ويؤكد فؤاد على ان الاحداث التي عصفت بالمملكة خلال العامين الماضيين, والمشكلات والتحديات الكبيرة الداخلية والخارجية على بلادنا الغالية تفرض تعبئة اجتماعية ضد كل ما هو تطرف وانحراف وتتطلب تغييرا في السلوك الاجتماعي وفي النظرة للمستقبل. فللمراكز الصيفية دور في رفع مستوى الوعي الجماعي بمشكلات الأمن الوطني, وان تشارك في هذه المراكز كافة الاطياف الفكرية والاجتماعية, والا تكون ذات صبغة محددة, لتحقيق مستوى معقول من توافق الآراء, ولاننا لسنا اصحاب ثقافة منغلقة. اما مسألة الخوف من اندساس مجموعة متطرفة في المراكز فاعتقد ان الارهابيين خفافيش ظلام, لايعملون في وضح النهار, والمراكز التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم والجامعات معلنة وواضحة الاهداف, ويتم الاشراف عليها ومتابعتها. ويرى فؤاد ان الدعوة لاغلاق المراكز تقدم خدمة للارهابيين, حين لا يجد هؤلاء الشباب فرصة لاستغلال طاقتهم الاستغلال الامثل, خاصة من يحمل سيماء الصالحين والقلوب المؤمنة, فربما يغرر بهم في جنح الظلام بتصويرات سلبية عن مجتعها.. مضيفا ان هذه المراكز تقوم بدور ايجابي كبير تعتمد على تربية الشباب على مبادئ الاسلام واخلاقه السمحة. كما تدعو الى انتماء الطلاب لقادة المملكة الكرام, والتذكير بتاريخ المملكة العريق وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) وتنمية الحس الوطني المتجدد, والتوجيه والارشاد في العديد من الموضوعات الاخلاقية والاجتماعية كالدعوة للمحافظة على نظافة البيئة, والمحافظة على الصحة. غير انها يجب ان تشتمل في برامجها على نشاطات ترفيهية ورياضية.. تبذل جهدا فكريا وتنظيميا كبيرا للارتقاء بمستواها, لتكون عامل جذب وتشويق للطلاب بدلا من ارتشاف الشباب الارصفة والبراري, وان يغلب على برامجها الطابع العلمي بادراج برامج استخدام الحاسب الآلي, تصفح الانترنت, برامج تعليم اللغة الانكليزية. اجراء تجارب علمية مفيدة. ولتوجيه الشباب وصقل مهاراته ادراج مسابقات فنية وادبية وتوزيع الجوائز على الفائزين والمبدعين. وتكوين اتجاهات ايجابية نحو العمل المهني وتعريف الطلاب وتدريبهم على مهن مختلفة وان تكون رسالة المراكز الصيفية وغاية ما تهدف اليه في انشطتها المتعددة تكوين اتجاهات ايجابية نحو الذات وتنمية مواهبها, ونحو المجتمع والتعامل والتعايش معه. برامج للبنين والبنات واكد مدير وحدة الاعلام التربوي والعلاقات العامة بالادارة العامة لتربية وتعليم البنات بالاحساء عبدالله عبدالعزيز الملحم ان المراكز الصيفية الثقافية تحقق الكثير من الاهداف التربوية, اهمها القضاء على الفراغ, بما يعود بالمنفعة على الشباب. وفيما يخص البنات قال: شارك الكثير من الطالبات بالاحساء في المراكز الصيفية الثلاثة الموزعة على المحافظة, وتقام بينهن مسابقات خلقت روح التنافس الشريف وهي في القرآن الكريم والاربعين حديثا ومسابقة ثقافية بين الامهات ومسابقة المرسم الحر وهذا حقق اهدافا كثيرة. كذلك الحال للشباب فهناك استفادة واضحة وملموسة من المراكز الصيفية, التي فتحت ابوابها للجميع, وكل هذا من اجل هدف واحد, هو الاستفادة من البرامج المقدمة التي كانت مفيدة للجميع. السبق أفضل ويرى علي عبدالرحمن الغوينم غير ذلك, فقد اكد ان المراكز الصيفية الحالية ليست مفيدة كالسابق.. مؤكدا ان المراكز الصيفية في السابق كانت تحوي مجالات متعددة, اما الآن فليس لها اي دور, ففي السابق يجد الشباب جميع هواياتهم بالمراكز وتبدل الحال الآن, فالذين تجدهم بالشوارع هم اكثر من المشاركين بالمراكز.. مؤكدا على ان يكون المكان خلية نحل, ففي السابق وجد الشباب كل ما يحبونه ويهوونه في المراكز الصيفية, اما الآن فتبدل الحال, والملل عنوان المراكز الحالية, ولايوجد بها اي تطوير لكسب الشباب اكثر فالبرامج مكررة وبعيدة عن الابداع وربط الطالب بالمجتمع, كما ان المراكز في السابق جيدة, لان لمشرفين عليها معتدلون فكريا, بالاضافة لافتقاد المراكز التوزيع الجغرافي العادل في الاحساء, فتجد في الخالدية وشارع الجامعة 5 مراكز, بينما احياء كالمزرع والفاضلية والتعاون وغيرها لايوجد بها الا مركز واحد ويتساءل الغوينم ما السبب؟ زيادة النشاطات فيما اشاد عبدالله حمد المطلق بما يقدم في المراكز الصيفية من برامج مفيدة، حيث اكد ان هناك الكثير من الطلاب أبدوا ارتياحا من البرامج المقدمة، وهذا يدل على النجاح الذي تحققه هذه المراكز. وتمنى المطلق في الوقت نفسه زيادة نشاطات هذه المراكز، لتزداد الفائدة. برامج مفيدة اما من جانب الطلاب فأكد الطالب حيدر العبدالله انه استمتع بالانشطة المفيدة المقدمة، حيث شملت منافسات ومسابقات. وقال العبدالله على الذين فاتتهم المشاركة في الاعوام الماضية عدم التفريط في القادم من السنين، لانهم سوف يستفيدون استفادة كبيرة من المشاركة. واكد الطالب حسين الحيز ان المراكز تخدم الجميع من الشباب، فهي فتحت ابوابها للاستفادة، والمسئولون يسعون ويبذلون قصارى جهدهم، من اجل خدمة الشباب، وهناك من ينتقد، وهو بعيد كل البعد عن هذه المراكز. وطالب الحيز الآباء بنصح ابنائهم بالانضمام لهذه المراكز للاستفادة مما يقدم فيها من برامج مفيدة. دعم رجال الاعمال وتطرق بعض اولياء الامور الى نقطة دعم رجال الاعمال هذه المراكز, حتى يتم توافر ما تتطلبه المراكز لتقدم المراكز المزيد والمزيد للابناء. ففي البداية اكد محمد العقيلي ان هذه المراكز جيدة, وفيها فائدة كبيرة حيث يقضي الابناء او قاتا مفيدة, بدلا من التسكع بالشوارع, فالطالب يستفيد من هذه المراكز, ولي ملاحظة على اولياء الامور وهي ان هناك غالبية منهم لايتابعون ابناءهم في هذه المراكز, رغم تأييدهم لها, والمتابعة سترفع معنويات الابناء وتزيدهم اصرارا على الالتحاق بها كل سنة. اما عدنان الصقر فدعا ايضا رجال الاعمال اللوقوف بجانب هذه المراكز ودعمها, لانها مفيدة لابنائنا وقال: ان استمرار المراكز امر ملح.. مؤكدا ان دعم هذه المراكز سيزيد الامكانات, وستعم الفائدة اكثر. ودعا الصقر اولياء الامور لتشجيع ابنائهم على الانضمام للمراكز لما لها من اهمية بالغة في اشباع رغباتهم في جميع الانشطة المقدمة, فهناك تنوع في البرامج, كما ان الوقت مناسب. اهتمام بالمواهب واكد حبيب بوداحس ان هناك اهتماما من المشرفين على المراكز بمواهب الشباب, وتوجيههم من خلال مايملكونه من خبرات في المجال. وقدم بود احسن نصيحة للشباب بضرورة الانضمام للمراكز كما تمنى من اصحاب المال الوقوف بجانب المراكز ودعمها من اجل هؤلاء الشباب. ورفضت مجموعة كبيرة - تحدثنا - معهم تحويل المراكز الى مؤسسات اهلية وارجع هؤلاء اعتماد هذه المؤسسات على المربين الاجانب, في حين تعتمد وزارة التربية والتعليم بجميع مناطق ومحافظات المملكة على معلمين اكفاء, لهم باع طويل في المراكز الصيفية يعرفون كيفية التعامل مع هؤلاء الشباب. البرامج تسعى للابتعاد عن التكرار والملل اختيار العناصر المناسبة يعمل على انجاح اهداف المراكز