من رأسه الى اخمص قدميه يعفر غبار رمادي دونالد مايز بعد ان يمضي ساعات وهو يحفر التراب والصخور في يوم صيفي حار تصل فيه الحرارة الى 38 درجة مئوية. منذ أكثر من ربع قرن وهو يعود عدة مرات سنويا الى هذه الفوهة البركانية القديمة في تلال اركنساه الجنوبية الغربية ويستعمل برميلا وعدة مناخل وغرابيل للبحث في الوحول الرسوبية عن قطع من الماس بحجم رأس عود الثقاب. وهو يعثر على حوالي عشر قطع كل سنة. ويأخذ مايز علبة من كيسه ويخرج منها مناديل ورقية لف بها عدة حاويات بلاستيكية صغيرة تحتوي على قطع من الماس البراق من مختلف الأحجام. ويقول مايز وهو يشير باصبعه الى احدى القطع: هذه القطعة قيمتها حوالي سبعة الاف دولار. لدي حجر آخر يقول البنك ان قيمته 40 الف دولار. مايز، البالغ من العمر (67) عاما قام بأول رحلة له الى فوهة دياموند ستيت بارك بعد ان اشترت زوجته حجرا من الكورتز خلال رحلة الى برانسون في ميسوري. وكانت العلبة تحمل اسم (ماسة أركنساه). ويقول مايز انه قال لزوجته آنذاك انه سيأتي الى الفوهة ويعثر لها على ماسة اركنساه حقيقية وليست قطعة كوارتز. ولا يبيع مايز قطع الماس التي يعثر عليها بل يحولها الى مجوهرات لزوجته التي تحتفظ بها غير مقطعة او مصقولة. وهي تقول مازحة انها ستبتلع كل هذه الحجارة الكريمة قبل ان تموت. يستأجر مايز وآخرون من الذين يأتون الى الفوهة بانتظام قطع ارض مسيجة في حقل ماسي مقابل 27 دولارا في الشهر ويعلقون على السياج لافتات تحمل عبارات، مثل (خاص) و(ممنوع الدخول). تعتبر كريتر دياموند القابعة على قمة منفذ بركاني، ثامن اكثر مكمن ماسي في العالم، واحد منجمين ناشطين للماس في الولاياتالمتحدة، والموقع الوحيد الذي يسمح للناس بالذهاب والبحث فيه عن الاحجار الكريمة. والمنجم الاخر للماس موجود في لاريمر كاونتي في كولورادو. والشخص الذي يعثر على الماس يحق له الاحتفاظ به. ويدفع الشخص البالغ خمسة دولارات أجرة دخول الى المنجم والصغار 5ر2 دولار. ويحرث الحقل البالغ مساحته الاجمالية 15 هكتارا بصورة منتظمة لزيادة احتمالات العثور على الماس. في تسعينات القرن الماضي دخلت حكومة الولايات في شراكة مع إحدى الشركات في هيوستن من اجل القيام باعمال الحفر والتنقيب. وقد تابعت الشركة جهودها رغم ان دراسة اجريت في العام 1997 استنتجت ان الفوهة لا تحتوي على ماس بكميات تجارية. جيمس ارتشر (77 سنة) وهو من قدماء الباحثين عثر على اكثر من 000ر2 ماسة بينها واحدة بحجم 25ر5 قيراط، خلال عمله طيلة 33 سنة في المنجم. وقبل سنة عثر على حبة من عيار 42ر2 قيراط بحجم حبة الفول السوداني. ويقول ارتشر، وهو نجار متقاعد انه يمارس البحث عن الماس لأنه هواية جميلة. وهو لا يتحدث عن لقياه خوفا من السرقة. كما انه، مثل مايز يعطي الماس الذي يعثر عليه لزوجته، ويقول انها تملك الآن كثيرا من الماس. في العام 1990 عثرت شيلي سترون، وهي من سكان المنطقة على ماسة بحجم 03ر3 قيراط صافية وخالية من العيوب. وقام أحد صاغة نيويورك بقطع وصقل الماسة وحولها الى قطعة عيار 09ر1 قيراط ورصع به خاتما. وفي العام 1999 باعت سترون الخاتم بمبلغ 700ر34 دولار، وهو معروض الان في مركز زوار الحديقة. وقد اطلقت سترون على الماسة اسم (ماسة سترون - واغنر) تكريما لذكرى جدها الأكبر لي واغنر الذي عمل في منجم الماس قبل عشرات السنين. وبلغ حجم اكبر ماسة عثر عليها في الفوهة 23ر40 قيراطا، وذلك في العام 1927. وفي حفل تنصيب بيل كلينتون حاكما لولاية اركنساه في العام 1985، وضعت زوجته هيلاري كلينتون في اصبعها ماسة (كاهن كاناري) وهي ماسة صفراء عثر عليها في الحديقة في العام 1977.