جهود دعوية وإنسانية لتوعية الجاليات وتخفيف معاناة الشتاء    أمير الرياض ونائبه يعزيان في وفاة الحماد    أمير الرياض يستقبل سفير فرنسا    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض    انخفاض معدلات الجريمة بالمملكة.. والثقة في الأمن 99.77 %    رغم ارتفاع الاحتياطي.. الجنيه المصري يتراجع لمستويات غير مسبوقة    إيداع مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر ديسمبر    العمل الحر.. يعزِّز الاقتصاد الوطني ويحفّز نمو سوق العمل    نائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة    NHC تنفذ عقود بيع ب 82 % في وجهة خيالا بجدة    العمل الحرّ.. يعزز الاقتصاد الوطني ويحفّز نمو سوق العمل    الاحتلال يكثّف هجماته على مستشفيات شمال غزة    تهديد بالقنابل لتأجيل الامتحانات في الهند    إطلاق ChatGPT في تطبيق واتساب    هل هز «سناب شات» عرش شعبية «X» ؟    المملكة تدعم أمن واستقرار سورية    "أطباء بلا حدود": الوضع في السودان صعب للغاية    حرب غزة:77 مدرسة دمرت بشكل كامل واستشهاد 619 معلماً    السعودية واليمن.. «الفوز ولا غيره»    إعلان استضافة السعودية «خليجي 27».. غداً    رينارد: سنتجاوز الأيام الصعبة    اتركوا النقد وادعموا المنتخب    أخضر رفع الأثقال يواصل تألقه في البطولة الآسيوية    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    غارسيا: العصبية سبب خسارتنا    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    رئيس بلدية خميس مشيط: نقوم بصيانة ومعالجة أي ملاحظات على «جسر النعمان» بشكل فوري    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير تعليم الطائف ويدشن المتطوع الصغير    وافق على الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة.. مجلس الوزراء: تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    مجلس الوزراء يقر الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة العامة    الراجحي يدشّن «تمكين» الشرقية    تقنية الواقع الافتراضي تجذب زوار جناح الإمارة في معرض وزارة الداخلية    لغتنا الجميلة وتحديات المستقبل    أترك مسافة كافية بينك وبين البشر    مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة    عبد العزيز بن سعود يكرّم الفائزين بجوائز مهرجان الملك عبد العزيز للصقور    تزامناً مع دخول فصل الشتاء.. «عكاظ» ترصد صناعة الخيام    وزير الداخلية يكرم الفائزين بجوائز مهرجان الصقور 2024م    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    زوجان من البوسنة يُبشَّران بزيارة الحرمين    القهوة والشاي يقللان خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق    القراءة للجنين    5 علامات تشير إلى «ارتباط قلق» لدى طفلك    طريقة عمل سنو مان كوكيز    الموافقة على نشر البيانات في الصحة    جامعة ريادة الأعمال.. وسوق العمل!    نقاط على طرق السماء    الدوري قاهرهم    «عزوة» الحي !    أخطاء ألمانيا في مواجهة الإرهاب اليميني    المدينة المنورة: القبض على مقيم لترويجه مادة الميثامفيتامين المخدر (الشبو)    استعراض خطط رفع الجاهزية والخطط التشغيلية لحج 1446    عبد المطلب    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    سيكلوجية السماح    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غير المتفوقين هل هم قنبلة موقوتة؟
نشر في اليوم يوم 13 - 08 - 2004

يحتفل الجميع (ومن حقهم) بنهاية العام الدراسي.. يحدث هذا في كل عام, فالمتفوقون والمتميزون يحصدون سنويا الاعجاب.. والشعوب المتقدمة تختفي وتكرم المبدعين والمتميزين سواء في
المدارس او في اماكن العمل, حيث يعتبر التكريم جزءا من التحفيز على العطاء
بشكل اكبر. ولكن ماذا وراء هذا التميز والتفوق؟ الا يوجد صورة اخرى في المجتمع بقيت في الظل لا احد يحاول النبش لاستجلاء معانيها والحصول على فكرة اخرى ربما تكون خطيرة وربما تكون اشبه
بنار تحت الرماد؟ تلك هي صورة غير المتفوقين او غير المتميزين ما شعورهم وما احاسيسهم
تجاه غيرهم من المتفوقين؟ من الذي يواسيهم ومن يطفئ النار التي استعرت بداخلهم خاصة في ظل احتفاء طاغ واجماع اجتماعي شبه مهيمن في كل مكان احتفاء بالمتفوقين (جوائز - اطراء - ترغيب - محفزات..) وغير المتفوقين لا شيء سوى الخيبة وانتظار ما لا يأتي.
واذا قلنا: إن المكملين يتحملون جزءا من اهمالهم او عدم انضباطهم كون الكثير يقضي جل اوقاته في اللهو واللعب ولا يفتح كتابا سوى في نهاية العام فما بال الذي حصل على جيد جدا او حتى جيد, واخوته على سبيل المثال حصلوا على امتياز, كيف نتعامل مع ابنائنا في هذه الحالة هل نميز المتميزين ونتناسى اولئك الذين حصلوا على مراكز اقل حتى وان نججوا؟
سؤال قد نكون غير مقدرين اهمية الجواب عليه, لكنه قد يخبئ تحت جوانحه امورا اكثر خطورة مما نتوقع,
ولا نريد ان نستبق الاحداث ونخمن بعض التخمينات التي قد لا يرضى عنها الكثير من الناس, ولكن لنكن اكثر صراحة ومواجهة لما يتعلق بأمورنا الاجتماعية الاخلاقية في تربيتنا لابنائنا وفي تعاطينا لكثير من الامور التي تتعلق بالتربية المدرسية والمنزلية وامور اخرى كثيرة ؟
الترغيب والتشجيع
يقول حسين الصيرفي (تربوي): اسلوب الترغيب والتشجيع يعتبر امرا تربويا لابد منه والاعلام بمختلف وسائله المتنوعة اعطى هذا الجانب حقه ويعتبره المتفوقون حقا مكتسبا لهم نتيجة لمثابرتهم, ولكنني اعتبر هذا الامر في الاعلام انسياقا لجانب واحد.. أي تحصل فيه هفوات في احتواء الجانب الآخر (الاخذ بيد الذين لم يحالفهم التفوق) نظرا للقدرة العقلية او البيئة الاجتماعية او غيرها.
ويرى الصيرفي ان من حق المتفوق الاحتفاء به وتكريمه, وبنات القدر يعتقد ان من السلبيات الاجتماعية اننا نكرم المتفوق دون الاخذ بعين الاعتبار شعور غير المتفوق او الطالب المكمل وهذا يساهم في انتكاسته اكثر بدلا من الاخذ بيده والارتقاء به.
ويضيف قائلا: ان الفروق الفردية بين الطلاب امر وارد نتيجة عدة عوامل تربوية وعلمية واقتصادية وبيئة وغيرها. واننا كتربويين نضع سلما من التقديرات هي: الممتاز - الجيد جدا - الجيد - المقبول - الضعيف. ونجد ان الطالب الممتاز والجيد جدا غالبا ينجح في الدور الاول للاختبارات وينجح في الدور الثاني بعض من الطلبة المتوسطين ويرسب الضعيف وهنا لابد من ابراز دور المرشد الطلابي الذي عليه معول كبير في معالجة الضعف الدراسي عند الطلاب من خلال البرامج التربوية العلاجية التي تسهم في تغيير مسار الطلاب من المستوى المتدني الى المستوى الافضل.
ويقترح برنامجا لمعالجة الضعف او التأخر الدراسي ففي الوقت لذي يوضع برنامج لاستقبال الطلاب الجدد في المرحلة الدراسية, يجب ان يوضع برنامج للطلاب المعيدين, وآخر للطلاب الناجحين في الدور الثاني وذلك مع بداية العام الدراسي لمساعدة هؤلاء الطلاب والارتقاء بمستواهم التحصيلي.
التشجيع
من جهة اخرى يرى الصيرفي اهمية التوازن والاعتدال فهما امران مطلوبان في كل الامور وهنا نقول بانه بقدر ما يعطي المتفوقون من رعاية واهتمام وحفاوة يستحقونها يجب في الجانب الآخر - وان كان في موسم آخر غير موسم التفوق - يعطي غير المتفوقين رعاية واهتماما كالتشجيع على المثابرة واستثمار الفرص القادمة ومحاولة التغلب على الصعوبات التي تواجه الطلاب من خلال الارشادات التربوية واللقاءات الصحفية لرفع معنوياتهم. فكم طالب تحول من مقبول في مستواه الدراسي الى متفوق بعد تشجيعه, وكم طالب تحول من متفوق الى ضعيف في مستواه بعد تركه دون رعاية متواصلة واهتمام مستمر.
ويتساءل الصيرفي قائلا هل من المعقول ان يتساوى من يقلل من النوم ويسهر من اجل المذاكرة ويثابر من اجل الحصاد بمن يترك المذاكرة لحين ايام الاختبارات فقط؟!.. ومن جانب آخر فان تكريم غير المتفوق لا تكون مادية لكي لا يتساوى المتفوق مع غير المتفوق في التكريم المادي, ولكي لا يعتبر التحفيز لا معنى له, بل يجب في الطرف المقابل مراعاة شعور غير المتفوقين بالاخذ بأيديهم معنويا للنهوض بمستواهم الدراسي وتخطي الصعوبات التي تواجههم.
ولتجاوز هذه المعضلة يرى الصيرفي اهمية قيام الاسرة بواجبها في هذا المجال ويقول على الاسرة ان تضع معايير ومحفزات تشجيعية لابنائها الطلاب, وحيث يتطلب هذا الجانب مراعاة الابناء ومتابعتهم وحثهم طوال العام الدراسي بوضع ترتيبات ملائمة للاخذ بهم نحو مسار التفوق.. وفي نهاية العام الدراسي من يحصد التفوق والتميز يكرم بمستوى اعلى ممن يحصد المستوى الاقل وكلا بمعيار متفق عليه مسبقا.
من جهة اخرى يجب ان يكون هناك تعاون بين البيت والمدرسة فاساس التربية من البيت والمدرسة تكمل هذا الدور والتعليم اساسا من المدرسة والبيت يكمل هذا الدور فكلاهما يكمل الآخر من اجل مصلحة الطالب.
مقاييس خاطئة
نجاة الشافعي مدرسة لغة انجليزية وتحاول ممارسة هذه المهنة بطريقة مختلفة تمزج بين التعليم والتربية بين الاهتمام بالمتفوق وتنمية مواهبه وبين العناية بالطالب ضعيف المستوى ومحاولة الرفع من مستواه دون ان يشعر بانه اقل من غيره.
وهي بالاضافة الى كونها مدرسة فهي ام ايضا ولديها بنات يشعرن بعض الاحيان بالاحباط جراء تعامل المدرسات في بعض الاحياه, فكيف يجتاز غير المتفوق ازمته؟
تقول نجاة الشافعي: اننا نتعامل بمقاييس خاطئة في حياتنا العملية, ففي المجال الدراسي تتعامل مع الطالب حسب درجاته وكمية المواد التي يخفظها في حين ان هذه احدى المهارات فقط وهناك مهارات اخرى يجب التعامل معها بالتساوي فقد يكون طالب ما قد حصل على درجات منخفضة في الاختيار بينما لديه مهارات اخرى قد يكون مفكرا او مبدعا في جانب يكون المدرس غافلا عنه.
وتتحدث الشافعي عن الطرق الحديثة في التدريس وتقول: يسود الآن التركيز على الانسان بذاته والبحث عن كوامنه الابداعية بما هو كل متكامل ومحاولة استثارة تلك الابداعات لديه حتى يستطيع رفع الحواجز النفسية التي قد تقف حائلا دون تطوير خبراته وكفاءاته.
وتتحدث الشافعي عن جوائز التقدير التي تحدث عند كل نهاية عام دراسي وتقول: انها تصرفات جزافية غير مدروسة قد تكون لها اهداف تربوية الا انها مؤقتة وعلى حساب اطراف اخرى, لاننا عندما نغدق الهدايا والمكافآت على المتفوقين ظاهريا فاننا بنفس القدر ندفن مواهب قد تكون في طريقها للنمو لو اننا التفتنا اليها بشيء من التخطيط والحنكة.
وعن سلبيات هذا الامر غير المحسوب تقول الشافعي يشعر قطاع كبير من الطلبة غير المحظوظين انهم صنف آخر مغضوب عليه ومهمشون مما قد يجر الويلات الاجتماعية غير المحمودة.
تحديد المهارات
وعن كيفية التعامل مع هذه الفئة ترى الشافعي اهمية العناية بتحديد المهارات ومحاولة كشفها لدى كل فرد بحيث نتعرف على مهارات اخرى قد تكون في جوانب عديدة من شخصيته, وان لا نضع الدرجات كمقياس رئيسي وعند اكتشاف أي مهارة قد تكون مدفونة علينا ان نبرزها ونعمل على تنميتها وذلك من اجل ردم الهوة التي سبق تشخيصها على انها (تصنيف) بين الطلاب.
ماذا قدمنا من برامج في هذا المجال؟ تقول الشافعي ردا على هذا التساؤل: هناك بعض البرامج القليلة التي تحتاج الى دعم وتكثيف منها برنامج الامير محمد بن فهد الصيفي والذي يستقطب جميع المستويات دون التفضيل بين متفوق وغيره وبذلك نكون قد احتوينا جميع طبقات الطلاب فالمتفوق الظاهري ننمي تفوقه ونستثمره وغير المتفوق نبحث له عن منافذ اخرى لتفجير طاقاته التي قد تكون اكثر فائدة ونفعا للطالب نفسه وللمجتمع من بعض الطلبة المتفوقين بالدرجات.
وتقترح الشافعي على الجمعيات بان تقوم بدور مشابه وتوسيع برامجها في هذا المجال بحيث تركز على جميع الفئات.
مسؤولية الإعلام
وعن نسب الوعي في المجتمع في هذا الموضوع تقول ان الاعلام مسؤول بدرجة كبيرة عن غفلة الناس بكيفية التعامل مع غير المتفوقين وتضيف, على وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ان تكثف التوعية في هذا الجانب من خلال الاستطلاعات ووضع البرامج الهادفة واستضافة تربويين واصحاب كفاءات وطلبة من جميع المستويات لتصل الرسالة للجميع, على ان تكون هذه التوعية مستمرة ولا تقتصر على موسم معين.
وقالت يجب ان لا ننظر الى الانسان كشخص مصنف (معلومات ودرجات) مشيرة الى انه ليس هناك غضاضة من تكريم هذه المواهب فان ذلك يحض على تعزيز الثقة بالنفس ولكن علينا ان لا نهمل الآخر الذي لم يحظ بدرجات عالية وان تكتشف مواهبة لتعزيز بنفسه بذات القدر ايضا.
وتختم الشافعي مداخلتها بالمطالبة بالعناية الخاصة بهذه الفئة من خلال تبني المواهب المدفونة بعد اكتشافها, مشيرة الى اهمية الدعم المادي والمعنوي, فان العناية بهم تعني المزيد من الطاقات والكفاءات ستصب في الطريق الصحيح لتولد مجتمعا معافى.
الاهداف التجارية
جعفر العيد (تربوي) يتحدث عن زاوية اخرى ويقول: المؤسسات الاعلامية والتجارية والسياحية والصناعية عندما تبدأ بالاعلان عن شيء, فانها تخدم اهدافها المرسومة, وهي بشكل او بآخر تعكس رأي المجتمع ورأى ابنائه, ومثلها مثل أي شخص في المجتمع يمكن ان نلفت نظرها الى التوازن في الاهتمام بشرائح الطلاب, ولايمكن ان نفرض عليها سياسة معينة, فلو قررت شركة معينة الاهتمام باصحاب مهنة كالحدادين فلا يمكن ان نلومها لانها تنطلق من اهداف معينة, وبشكل عام فأنا ارى ان المؤسسات مقصرة جدا في جانب رعاية المبدعين او الموهوبين والمتفوقين فما هي الاشياء المقدمة اليهم شخصيا لم ار أي رعاية تذكرني بهذا الجانب للاسف الشديد ان الذي يسود هو عملية سيادة الفوضى وغلبة الواسطات والمحسوبيات, وفي بعض الاحيان تعمل مؤسسات تربوية على احباط المتفوقين, هذا على صعيد المتفوقين فكيف على صعيد غير المتفوقين يجيب العيد بقوله هناك لابد من ذكر بعض الامور المتعلقة بجانب التربية والتعليم وهو ان السياسة تغيرت وسارت الامور الى كثرة الناجحين وقلة في المكملين, السلبيات العامة السائدة هو اطلاق كلمة (الساقط), (الفاشل), (الراسب) على الطالب المكمل, هنا على صعيد مجتمعنا قلت هذه الظاهرة في التعامل مع الاولاد, ولكنها لا تزال موجودة بنسبة قد تكون ضئيلة ان الطالب المكمل او الذي اخفق في نيل المستوى المطلوب يحتاج الى رفع المعنويات لتخطي العقبة, وليس التجزئة كما هو حاصل.
ويمعن العيد في وصف هذه الظاهرة قائلا مؤسساتنا قاصرة عن تقديم البرامج للمتميزين وصفر لغير المتميزين يشار في هذا الصدد الى ان المراكز التربوية في المناطق غير قادرة على تلبية احتياجات شرائح الطلاب, فهي خطوة جيدة, ولكن يحتاج الى اعادة نظر.. وربما كان لزاما علينا السماح للمؤسسات الاخرى بممارسة هذا الدور كما كان معمولا به سابقا في الجمعيات الخيرية وغيرها.
التوازن
وفيما اذا كان التوازن مطلوبا في التعامل مع المتفوقين وغيرهم يوافق العيد على ما ذهبت اليه التربوية نجاة الشافعي من ان الطالبة له مجموعة جوانب قد يبرز في جانب ويخفق في جانب آخر, وهناك طلاب متعددو المواهب التفوق الدراسي ليس كل شيء وحتى على الصعيد الدراسي قد يكون هناك نبوغ من جانب معين كأن يكون في مادة الرياضيات مع ضعف في جانب الادب واللغة ولنتذكر ان كثيرا من المخترعين والمبدعين في العالم لم يكونوا مميزين دراسيا.
ويضيف قائلا: ان التكريم يجب ان يكون في الجانب الذي ينمو فيه الطالب حتى وان كان في الرسم او الرياضة.. اما العقاب فهو غير مطروح, نعم من المفترض تحسيس المهمل باهماله, وبعد ذلك تحفيزه للتفوق والنجاح.
وخلص الى القول يجب التكريم على الجانب المميز عند الطالب وبنفس القدر عدم اهمال ويعطي العيد للاسرة بعض العذر في لانها تجهل التعامل الجيد مع مثل هذه الحالات اذ انه من المفترض ان تحفز اولادنا على انجاز شيء في حياته وهناك فروق فردية في القدرات بين الابناء وهنا على الاهل الالتفات الى هذه الفروقات فالتكريم يكون بمقدار الانجاز ضمن الطاقات والقدرات التي يحملها هذا الابن.
تجاهل في مقابل التكريم
صادق السالم يصف تعامل بعض الاهالي مع المتفوقين بالتطرف اذا ان البعض قد يكرم المتفوقين من ابنائه ويغدق عليهم الهدايا وكلمات الاطراء في الوقت الذي يتجاهل الابناء الآخرين الغير متفوقين.
ويضرب السالم مثلا على ذلك باحدى الفتيات التي وصلت الى مرحلة التفكير في الانتحار نظرا لتجاهل اسرتها المتعمد حين عرفت ان درجاتها لم تكن ممتازة
ويتساءل السالم من المسؤول عن تنامي مثل هذه الثقافة؟ ويجيب قائلا مما لاشك فيه ان الجيع يتحمل المسؤولية الا انه يركز على ان طغيان الاعلام المرئي والمكتوب المحفز على تشجيع التعامل بهذه الطريقة له الدور الابرز في ذلك وبنفس الدرجة فنحن مسؤولون عن الانجراف خلف الاعلام.
ثقافة التجاهل
ويضيف السالم قائلا اننا نتداول الكلام حول هذا الامر كلما قرأنا اعلانا او سمعنا عن جهة تتبنى توزيع جوائز, ونحن بهذا التصرف انما نعطي عقولنا فرصة لتلقي هذه الثقافة دون ان يشعر.
ان الكثير من الآباء يعتقد بان تكريم الابناء المتفوقين هو عمل مفيد, انه يقوم بعمل صحيح عندما يفعل ذلك, ولكنه يتجاهل في نفس الوقت ابناءه الآخرين دون ان يشعر بانه يقضي على كفاءة بقية ابنائه الذين قدموا جهدهم ولكنهم لم يوفقوا.
ويعتقد السالم ان هناك قطاعا كبيرا من الطلبة غير المتفوقين الذين يبذلون جهدهم لتخطي عقباتهم ومواصلة تعليمهم رغم العقبات التي تعترضهم الا ان وجود مثل هذه الثقافة قد تزيد في تدهور حالتهم الدراسية والمعنوية.
طريقة جديدة للتعامل
ويقترح السالم البداية من البيت والمدرسة في ايجاد طريقة جديدة للتعامل مع الطالب باسلوب يختلف عما هو موجود حاليا وذلك بان ندخل في مناهجنا طريقة التقييم التي تعطي كل طالب حقه. وفيما اذا كان الطالب يعاني من عدم استيعاب في مواد معينة او كرة لبعض المواد, فان علينا ان ننمي فيه المواد التي يحبها ويتفوق فيها وبالتالي فان التوازن سيكون في متناول اليد مما سيخلق روح التنافس التلقائية والتي ستعفينا من الكثير من السلبيات التي تعترضنا عند نهاية وبداية كل عام دراسي هذا متفوق وهذا كسلان هذا يستحق التقدير وذاك لابد من توبيخه؟
الاستفادة من الغرب
هل نحن بحاجة الى مناهج مستوردة في هذا المجال؟ يقول مساعد العتيبي والذي درس في امريكا: انه لا بأس من الاستفادة من المناهج الغربية فهم هناك يقدرون الطالب حق تقديره ولا ينظرون الى الطالب من خلال علامات نهاية العام, فكل طالب يتعامل معه حسب كفاءاته وطاقاته وهذا الاسلوب الحديث في التعامل المدرسي.
ويستدرك العتيبي قائلا لكن ديننا الحنيف لم يهمل هذا الجانب, فالعيب في كيفية تعاطينا مع تعليماته.. لقد استفاد الغرب من الامكانيات والقواعد التي يأتي بها الدين الاسلامي معتقدين ان الغرب هو منبع الافكار السليمة, بينما الحل متوافر لدينا ويمكننا تطبيقه لكننا للاسف الشديد نخشى من الحلول الجريئة والجذرية والتي قد تعطينا حلولا لمشاكلنا في هذا المضمار.
ويؤكد العتيبي ان ما نحتاج اليه هو المكاشفة والاعتراف بأخطائنا التربوية وهو الحل الامثل للتعامل معها, ومن ثم معالجتها واختيار الاسلوب الامثل لتطوير انفسنا وفي هذا المجال فان التعامل مع غير المتفوقين ينبغي ان يكون من خلال النقد ومن ثم التصحيح ففي هذه الحالة لن نخسر شيئا بل سنربح اجيالا تعرف كيف تتجاوز الاحباطات.
محمد القحطاني يرى انه لا بأس من تكريم المبدعين والمتفوقين وكغيره ممن تحدثنا اليهم يقول: إن المجتمع لا ينتبه للكثير من النقاط الحساسة بيننا وبين ابنائنا, فليس فقط التكريم والتجاهل بل هناك امور كثيرة علينا ان نتجاوزها ونتعامل معها بما يليق بها, ونعطيها حجمها الحقيقي.
ومن هذه المقدمة يقول القحطاني لابد من التخفيف من حجم التطرف الذي نمارسه من اعمال خاصة تجاه ابنائنا, فنحن لا نولي قضايانا الاهمية الحقيقية التي تستحقها, ويخلص الى القول باننا عندما نرغب في تكريم الطالب فاننا ينبغي ان نكرمه ليس لانه فقط حصل على درجات عالية وانما لاجتهاده ومثابرته, كما انه ينبغي تقيم وضعه
العام.
من جهة اخرى ينبغي التعامل مع غير المتفوق باسلوب يختلف عما هو عليه الآن, فمثلا نتعامل معه كانسان كامل وبجوانبه المختلفة ونقيس درجة تعليم منذ بداية السنة حتى نهايتها ونقيم على هذا الاساس.
بل ان القحطاني يذهب بعيدا من خلال قراءة سيرة الطالب خلال سنواته الماضية ايضا فربما يكون متفوقا ولكن ظروفا قاسية معينة اجبرته على التراجع.. وهنا يأتي الدور التربوي والتوجيهي للمدرسة من خلال ايضا لفت نظر الاسرة والتعرف على شخصية الطالب واسباب اخفاقاته. ويتفق عيسى حمود الى درجة بعيدة مع هذا الرأي ويضيف لابد من تغيير افكارنا القديمة تجاه ابنائنا الطلبة فكلنا نخطئ في تقييمنا للطالب المتفوق, مؤكدا اننا اذا قيمنا الطالب بطريقة علمية غير مبنية على العواطف فاننا سنستطيع تلافي الكثير من الاخطاء.
وبالنسبة للطالب غير المتفوق يرى عيسى انه اذا تم تقييمه بطريقة ميلو مترية بقياس تصرفاته وتحصيله على مدى سنوات فان الخلل سيكتشف بسهولة ويسر, وما علينا سوى الصبر في هذا المجال. وفيما اذا كانت الاسرة ستوافق على التعامل الصحيح مع ابنهم غير المتفوق اذا اكتشفت المدرسة لهم ذلك, قال عيسى ان بعض الاسر تصر على ان المشكلة ليست لديهم وهو امر خاطئ, لكنه من ناحية اخرى يؤكد ان الكثير من الاسر غير واعية لما يجري لابنائهم ولذلك فان التنبيه يكون ضروريا ومفيدا لهم, واذا ما وصلت لهم الرسالة بطريقة صحيحة فانهم لاشك سيتعاونون مع المدرسة.
لابد من تقييم الطالب خلال سنة كاملة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.