يرحل الانسان من دار الفناء إلى دار المستقر ولا يبقى بعد رحيله سوى ذكرياته التي يتداولها الناس في المجالس. وبالأمس القريب فقد الوسط الرياضي بأسره شخصية رياضية نذر نفسه على مدار اربعين عاما أو أكثر لخدمة الرياضة من خلال آرائه وافكاره وعمله الدؤوب في المناصب التي تبوأها انه الانسان. الشاعر.. الأديب.. الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله واسكنه فسيح جناته. ومما لاشك فيه ان رحيل سموه يعد خسارة فادحة للرياضة السعودية والعربية وحتى هذه اللحظة مازلت غير مصدق خبر وفاته رغم ايماني بقضاء الله وقدره نظرا لهول الفاجعة وقوة الصدمة. فعندما سمعت الخبر المحزن لم أصدقه وقلت ان هذه شائعة كغيرها من الشائعات وما أن قطع الاتصال حتى بدأت افتش عن الحقيقة هنا وهناك من خلال الاتصالات المتتالية مع عدد من الزملاء والأصدقاء القريبين من البيت النصراوي الذين أكدوا لي صحة الخبر.. لقد وصفه الذين تعاملوا معه وعايشوه بالصراحة والصبر والتواضع وحسن الحديث وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، فقد التقيت به قبل التحاقي بالمجال الصحافي بمطار الملك خالد الدولي بالرياض وكان حينذاك يتواجد مع فريقه الذي يستعد للسفر الى المنطقة الشرقية لمواجهة القادسية في مسابقة الدوري ولحسن حظي ان عدم تأكيد الحجز كان سببا للالتقاء به عن قرب والحديث معه حيث ذهبت اليه وصافحته وقلت له يا أبا خالد اني ارغب الذهاب الى جدة على أقرب رحلة لظروفي الخاصة ولكنني لم أجد حجزا مؤكدا حتى اللحظة فما كان منه الا ان طلب التذكرة واخذني برفقته الى احد مسؤولي الخطوط وقال له ان هذا الرجل بحاجة للسفر الى جدة على أقرب رحلة واطلب منكم مساعدته وتحقيق طلبي وهو ما تم بالفعل. وهذا الموقف النبيل كشف لي حقيقة هذا الامير صاحب القلب الطيب الذي قام بمساعدتي رغم أنه لا يعرفني وهنا أؤكد ان أفضاله لم تقتصر على فئة معينة بل شملت كل الفئات وادعو الله جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. صداقة "8" تنطلق يوم الاثنين القادم دورة الصداقة الدولية في نسختها الثامنة والهدف من هذه الدورة ليس المنافسة على لقبها أو اعداد الفرق المشاركة وتجهيزها للموسم الجديد وانماهوتكريم مؤسس الرياضة السعودية الأول الذي وضع لبناتها الاولى الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز، فهذا الأمير الرياضي ضحى بماله ووقته وجهده من أجل النهوض بالرياضة السعودية وتطويرها ويعود الفضل له بعد الله فيما وصلت اليه الآن. ولان صاحب الفضل لابد أن يكافأ فقد تبنى الأمير محمد العبدالله الفيصل فكرة انشاء هذه الدورة التي لقيت كل الدعم والاهتمام من الأمير الراحل فيصل بن فهد ومن بعده الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب تقديرا ووفاء لرائد الرياضة السعودية الأول. كل ما نتمناه ان تظهر الدورة الثامنة في أبهى صورها وأن تكون محل اشادة الجميع كما كانت عليه الدورات السابقة.