كتاب (الإسلام في عيون السويسريين) هو (عدة كتب في كتاب). ففيه يستعرض الدكتور ثابت عيد عددا من الكتب والمقالات التي صدرت في سويسرا فيما يتعلق بالاسلام والمسلمين. ترتبط صورة سويسرا في العالم الاسلامي بجبال الجليد، وبالبحيرات الساحرة، وبالنظام والنظافة، وهي قبل كل شيء بلاد الشيكولاته?. ولكن كيف تبدو صورة الاسلام في عيون السويسريين أنفسهم؟! يحاول الدكتور ثابت عيد، من خلال هذا الكتاب، الذي يقع في 275 صفحة الصادر بالعربية في ميونيخ عن مؤسسة بافاريا؛ ان يرسم معالم هذه الصورة، وهو يعتمد في ذلك على عدد من الكتب والدراسات والمقالات المطروحة في هذا البلد الأوروبي فيما يتعلق بالاسلام والمسلمين. ولذا فإن كتابه (الاسلام في عيون السويسريين) هو بحق كما وصفه (عدة كتب في كتاب). واستعرض الدكتور ثابت عيد عددا من الكتب والمقالات منها كتاب (الاسلام في سويسرا) الصادر في لعام 1991، تأليف كريستوف بيترباومان، وكريسيتان ياجي، الذي قدم له عالم الأديان السويسري هانز كونغ. وكتاب (الشرق الأوسط بؤرة الصراعات) الذي أعده اريك غيسلينغ وأرنولد هوتينغر، الصادر في زيوريخ في لعام 1991. علاوة على مقال لأرنولد هوتينغر بعنوان (ما مدى خطورة الحركة الاسلامية؟)، منشور في لعام 1993. وتضمن كتاب (الاسلام في عيون السويسريين) أيضا ترجمة لورقة أعدها في لعام 1991 اريك جيسلينغ بعنوان (الشرق والغرب وأزمة سوء الفهم الدائم بينهما)، بالاضافة الى بحث أعده السويسري ارنست تسبيندن عن (الأصولية الاسلامية). ومما يضفي على الكتاب المزيد من الأهمية أن فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي قد قدم له، الى جانب البروفيسور هانس كونغ، وعالم اللاهوت المولود في لعام 1928 الذي أثار ضجة واسعة في الكنيسة الكاثوليكية ويقود الدعوة الى بلورة هوية دينية عالمية. ولعل الكتب والدراسات والمقالات التي استعرضها الدكتور ثابت عيد في (الاسلام في عيون السويسريين)؛ تصلح لأن تكون شاهدة على مرحلة ساخنة أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي مباشرة وفرض النظام العالمي الجديد اثر حرب الخليج الثانية، وعلت فيها أصوات منظري (صراع الحضارات) والمحذرين من (الخطر الاسلامي الجديد)، فالأعمال التي استعرضها الدكتور عيد جاءت في ذروة تلك المرحلة تماما، التي تقع في النصف الأول من التسعينيات.