.. لم يكن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.. يمثّل أعظم شخصيات التاريخ لدى المسلمين فقط.. فهو كذلك وفوق ذلك.. لكن جموعا كثيرة من كبار المفكرين.. والأدباء.. والكتاب.. والعباقرة.. من ديانات مختلفة.. كتبوا عن النبي (محمد) ربما بأكثر مما كتب عنه في المكتبة الإسلامية.. نستعرض هنا بشكل يومي أهم وأبرز ما كُتِب عن شخصية الرسول العظيم.. عبْر عرض موجز لهذه الكتب.. ونقدم اليوم الكاتب د. هانز كونج الذي ألَّف كتابه (الإسلام رمز الأمل). الأنا مرض خطير على القلوب، ولغة قلب مريض بحب الذات.. قتلت فيه كل أصناف العاطفة، والطموح. محمد بن سرار اليامي د. هانز كونج عالِم لاهوت كاثوليكي سويسري معاصر، كان مستشارا رسميا لمجلس الفاتيكان الذي عيّنه بابا الكاثوليك جون ال23 في ستينيات القرن الماضي، كما كان زميلا في الدراسة لبيندكت ال16 بابا الكاثوليك الحالي، وهو معروف بسعة اطلاعه. رمز الأمل سلك هانز في كتابه (مُحمّد عنوان الأمل)، الذي نشر في القاهرة 2009 عن دار الشروق تحت عنوان (الإسلام رمز الأمل)، مسلكا يخالف المسلك الذي درج عليه سماسرة التبشير والمطامع السياسية؛ حيث فنّد فيه دعاوى الغرب الكاذبة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ فقال: “دعونا نكن عادلين.. إن هؤلاء الذين يُحمّلون الإسلام مسؤولية الهجمات الانتحارية التي يقوم بها حفنة من المتطرفين، عليهم أن يدينوا في الوقت نفسه المسيحية أو اليهودية بسبب المعاملة البربرية للسجناء، والهجمات الجوية والبرية التي قام بها جيش الولاياتالمتحدة وقُتِلَ فيها آلاف المواطنين في العراق وحدها، وكذلك الإرهاب الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين”. العدالة والتقدم ويؤكد عالم اللاهوت أن هناك، عاجلا أو آجلا، مساحة ضرورية لاندماج جوهر الإسلام مع تحديات القرن ال21؛ لأن الرسالة الأصلية للإسلام تجعل من الممكن وجود مجتمع ديمقراطي وثقافة مبدعة، مع علوم مبتكرة واقتصاد قابل للتطبيق؛ فإسهام الإسلام للمجتمع الدولي سيكون فيه حقوق الإنسان محفوظة، والمسؤوليات الإنسانية ستصبح أساسا مشتركا على الرغم من كل الاختلافات الثقافية. فالاتجاه الأساسي للإسلام يقود نحو التقدم الروحاني والعلمي الإيجابي، كما يشهد بذلك كثير من السور القرآنية والأحاديث النبوية. وإن القرون الخمسة الأولى للإسلام تتحدث عن نفسها؛ حيث كان متقدما عن الغرب، والمسلمون اليوم قادرون على إعادة مجدهم لو تجنبوا بعض الأخطاء التي حدثت. ويشير Hans إلى أن الإسلام لديه مصادره التي لا يمكن الاستغناء عنها لعالم أكثر سلاما وأكثر عدلا؛ فيمكن أن يسهم بها، ليس فقط في التغلب على المصاعب والقضايا المركزية في الحياة،ولكن أيضا في حل المشكلات الكبرى، وهذا ينطبق على المشكلة المحورية الخاصة بالحرب والسلام، وإشكالية الصدام بين الحضارات، من خلال التفاهم والتعاون. المرشد الحقيقي وعن نبيّ الإسلام يؤكد عالم اللاهوت أنه “لا يمكن لأحد أن ينكر نبوة مُحمّد بحال من الأحوال؛ فهو المرشد الحقيقي إلى طريق النجاة.