أكد مفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة أن اعتراف الكاردينال الكاثولوكي هانس كينج بنبوة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، شهادة جاءت كرد موضوعي على الافتراءات التي صدرت عن بابا الفاتيكان بينيدكتوس السادس عشر، بحق خاتم الأنبياء. وقال عمارة، في ندوة أقامتها نقابة الصحفيين في القاهرة، مؤخرا، لمناقشة كتاب “لماذا مقاييس عالمية للأخلاق”، للمفكر السويسري هانس كينج: عندما يبحث الكاردينال الكاثولوكي عن المشتركات الإخلاقية بين الديانات السماوية وغير السماوية، فإنه يسير في ركاب المنظومة الفكرية الإسلامية، ويعلن وقوفه ضد الموجة الطاغية القادمة من مؤسسات الهيمنة السياسية والدينية في الحضارة الغربية، التي تحترف إزدراء الدين الإسلامي ورموزه، ويكفى معرفة أن هذا المفكر الكاثوليكي اعترف بنبوة الرسول، بل إنه قال إن محمداً أنجح من معظم الأنبياء. وأضاف: وقف كينج من رسول الإسلام، صلى الله عليه وآله وسلم، موقفاً موضوعياً إيجابياً عندما اعترف بنبوته وتميزه بين الأنبياء، وقال إن النبي محمد، وإن كان قد جاء بعد المسيح، إلا أنه لا يمكن إنكار كونه نبياً، لقد كان أنجح من معظم الأنبياء الآخرين، معتبراً أنه هذا موقف ورأي وشهادة هامة، خاصة أنها صادرة عن زميل لبابا الفاتيكان في الجيل والموطن. وتناول عمارة، الذي كتب مقدمة الطبعة العربية للكتاب، في الندوة، التي قدمها الكاتب محمد عبد القدوس، البحث عن المشتركات الاخلاقية بين الديانات. وتحدث عن ضرورة السلام العالمي لبقاء البشرية. وأكد عميد كلية أصول الدين سابقاً عضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور عبد المعطى بيومى، خلال الندوة، أن الكاتب ينبذ الطائفية. وفرق أستاذ علم اللاهوت القس يوحنا قلتا بين الدين وتاريخ الاديان، وقال إن الدين عقيدة ثابته ونقية، لكن تاريخ البشر والعلاقات ملطخ بالدماء والحروب في كل الديان وفي كل المذاهب، وأن المسيحية باقية إلى يوم الدين، ويجب التعايش معها، مضيفا أن كتاب كينج يعد رؤية اصلاحية للعلاقات الإنسانية بعد عصر الحداثة. وقال أستاذ الفلسفة بكلية الاداب بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى لبيب إن الكتاب يقوم على فكرة البحث عن المشترك بين بني الإنسان وبين الديانات الإسلامية على تنوعها، وفكرة المشترك بين الديانات قد تصل بالبعض إلى تقرير وحدة الدين. د. محمد عمارة يتوسط الحضور اثناء مناقشة الكتاب أروى حسن | القاهرة | عبد الصبور بدر