كان بعضهم يعتقد أن سويسرا تعكس صورة مشرقة للتسامح مع الآخر ورفض الكراهية والعيش بسلام بين جميع مكونات المجتمع السويسري على اختلاف أديانه وعرقياته، لكن هذه الصورة تبدلت أخيرا أو كشفت عن بحيرة مدفونة من الكراهية للإسلام ورموزه. والحقيقة فإن موجة العداء للإسلام لم تظهر فجأة مع نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي منع بناء مآذن للمساجد في سويسرا، بل وصلت منذ عهد بعيد؛ فهناك كتاب بعنوان “الإسلام في سويسرا” من تأليف كريستوفر بادمان وكريستيان ياجي، ويشير الكتاب إلى حساسية السويسريين من المسلمين وكيف تواجه السيدات المتحجبات في سويسرا مشكلات عديدة ويتعرضن في الطريق للسباب والشتائم، وقد تمتد الأيدي إلى الحجاب لتمزيقه مع أن في سويسرا محجبات مثل الراهبات.. وهناك رواية أخرى بعنوان: “ليس بدون ابنتي” كتبتها مسلمة أمريكية الجنسية تدعى بيتي محمودي وتدور حول تجربتها في إيران وهروبها بابنتها عبر جبال كردستان بشكل يجعل الذهنية الغربية تتقد وتذهب في اتجاه المقارنات بين التحضر والتخلف. والمحاولات كثيرة لتعبئة الرأي العام في سويسرا وغيرها من دول الغرب ضد الإسلام، بينما لا تزال مؤسساتنا الثقافية غير قادرة على التحرك الإيجابي مكتفية بالشجب والإدانة.