كشف عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالعاصمة المغربية الرباط أن الجدار الفاصل الإسرائيلي سيؤدي إلى ابتلاع58 في المائة من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وضمها لإسرائيل بطريقة غير مشروعة مما يعد عملية اغتصاب للأراضي الفلسطينية تستوجب مساءلة إسرائيل أمام المحاكم الجنائية الدولية. وأوضح التويجري في كلمة افتتح بها اليوم الإعلامي حول الأضرار التي يلحقها الجدار العازل بالبيئة والتراث في الأراضي الفلسطينية نظمته الإيسيسكو أن إقامة الجدار العنصري الفاصل من قبل السلطات الإسرائيلية المحتلة في الأراضي الفلسطينية انتهاك صارخ للقانون الدولي وكذلك لقرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة ويمثل تهديدا بالغ الخطورة للعملية السلمية التي انخرطت فيها القيادة الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني واعتمدها مؤتمر القمة العربي ومؤتمر القمة الإسلامي. وأضاف أن إسرائيل قد انتهكت ببنائها الجدار العنصري العازل، قواعدَ القانون الدولي العام التي تشمل قواعد اتفاقيات لاهاي الموقعة في 29 يوليو 1899 أو الموقعة في 18 أكتوبر 1907، واتفاقيات جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب والموقعة في أغسطس 1949، والبروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف والذي أقرّه المؤتمر الدبلوماسي عام 1977. وكشف المدير العام للإيسيسكو في كلمته التي ألقاها بحضور السفير الفلسطيني في الرباط أبو مروان الذي تحدث حول خطورة الجدار العازل، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي ومراسلي عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية وشخصيات مهمة، أن هذا الجدار العازل سيؤدي إلى ابتلاع 58 في المائة من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وضمّها لإسرائيل بطريقة غير مشروعة، مما يعدّ عملية اغتصاب للأراضي الفلسطينية، تستوجب مساءلة إسرائيل أمام المحاكم الجنائية الدولية. وقال إن الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية بعدم قانونية الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تطالب فيه إسرائيل بتفكيك هذا الجدار جاءا منتصرين للحق الفلسطيني ومنصفين لهذا الشعب المناضل الصامد الذي يرفض كل أشكال الاحتلال والتمييز العنصري ومؤكدين على شرعية الموقف العادل الذي نلتزم به جميعا إزاء استمرار إسرائيل في إقامة هذا الجدار العنصري. من جهة أخرى, قدم الخبيران الفلسطينيان حمدان محمد موسى خلايقة مدير عام دائرة الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية وعبد الرحيم سليم محمد الأمارة رئيس جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين معلومات دقيقة ومفصلة بالصوت والصورة عن الأضرار الخطيرة التي ألحقها الجدار الفاصل بالبيئة والتراث في فلسطين. وأوضح الخبيران الفلسطينيان أن الجدار الفاصل أطول أربعة أضعاف من جدار برلين إذ تبلغ مسافته786 كلم ويمتد أحيانا إلى مسافة عشرين كلم داخل أراضي الضفة الغربية وهو مقسم إلى ثلاث مراحل انتهت المرحلة الأولى منها وشرعت إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية. وأبرزا أن الجدار العازل دمر أكثر من 800 موقع أثري حتى الآن وهو بذلك يشكل كارثة بيئية بكل المقاييس وعدوانا غير مسبوق في التاريخ باعتباره جسما غريبا وضع في بيئة حيوية مختلفة. كما اقتلعت الأعمال الجارية في إقامة هذا الجدار أكثر من ربع مليون شجرة زيتون مما حول الأراضي الزراعية الفلسطينية إلى أراض صحراوية قاحلة. وأوضح الخبيران الفلسطينيان أن الجدار الفاصل هو حلقة من حلقات التراكم الاستيطاني لتكريس السيطرة على الأرض ومصادر المياه وهو بذلك ليس مجرد جدار إسمنتي إنما هو رؤية سياسية إسرائيلية.