يجلس الملياردير الأميركي دونالد ترامب خلف طاولة مستطيلة شاسعة، تلتحف غطاء أحمر فاقعا يشير بأصابعه نحو أحد المتسابقين، يقول له بصوت عالٍ: أنت مفصول، هكذا تنتهي كل حلقة من برنامج (ذا أبيرنتس) أو (المتمهن)، تدور حلقات البرنامج الذي يقع في إطار ( تلفزيون الواقع ) حول 16 متسابقا ومتسابقة من مختلف أنحاء أميركا، يتنافسون أمام عدسات الكاميرا في سبيل الحصول على وظيفة مدير تنفيذي في إحدى شركات الملياردير ترامب الكبيرة في نيويورك. في كل حلقة يُكلف الملياردير الأميركي المتنافسين بإدارة مشاريع ، إبرام صفقات، بيع عقارات وتأجير ممتلكات، عطفا على أدائهم يتخذ ترامب قراره ، يعود إلى خلف طاولته العملاقة ويؤدي مراسم الفصل التي ابتكرها وأمست حديث الجميع، في كل حلقة يتخلص من متسابق حتى يتبقى مشارك وحيد ينتزع بدوره الوظيفة والجوائز الكثيرة.تابع البرنامج نحو 20.7 مليون مشاهد أسبوعيا كأكثر منتج تلفزيوني يحظى بهذا الإقبال المنقطع النظير من المشاهدين وفقا لمركز الأبحاث والدراسات التلفزيونية في ولاية كاليفورنيا.تقدم إلى البرنامج في دورته الأولى نحو 332 ألف رجل وامرأة، تم اختيار 16 فقط بعد فحص مستنداتهم ونتائج مقابلاتهم الشخصية، حتى الأسبوع المنصرم بلغ عدد المتقدمين للاشتراك في النسخة الثانية للبرنامج الذي سيذاع مطلع العام الميلادي المقبل ما يقارب 3 ملايين، يحمل عددا كبيرا منهم درجات علمية عالية، يقول أحد العاملين في مركز تلفزيون (ان بي سي) الذي يعرض البرنامج لمجلة (نيوز ويك): تهافت مثير للمشاركة في برنامج دونالد، دكاترة ومديرون كبار تقدموا للمنافسة، مؤشرات صحية تكتنف الجزء الثاني. رقم هائل لم يأت من فراغ بل جاء نظرا لسحر النسخة الأولى وحرفيتها، تبارى المتسابقون ببراعة، ثابروا واستخدموا عقولهم وإمكاناتهم. جميع المشتركين، أضحوا نجوما، أصبحنا نسهر مع مقابلاتهم في القنوات الأميركية، تكلموا عن سعادتهم وتجربتهم بنشوة بالغة لم يبددها الخروج المبكر من البرنامج، حتى اذا لم يستطع المتسابقون نيل وظيفة في إحدى شركات (ترامب) فانهم استطاعوا الحصول على وظائف لا تقل جاذبية في شركات فائقة بعد أن شاهدهم العالم وهم يتعاملون بجدية مع الأعمال التي توكل إليهم.تحدث الملياردير دونالد لبرنامج (تونايت شو) قائلا: أنا ثري جدا، لكن لم أحظ بمثل هذه السعادة من قبل، الكل يردد عبارتي الشهيرة، فزت بالمركز الأول في الاستفتاءات العديدة التي تتناول البرامج الواقعية والتلفزيونية المختلفة. أميركيون اعتبروا نجاح (ذا أبيرنتيس) نجاحا لهم حيث تفوقت لغة العقل على الجسد هذه المرة.ونحن نقطف أصداء نجاح هذا البرنامج العملي، لماذا لا نعربه كما فعلنا مع سوبر ستار و ستار أكاديمي؟لنترك العرب في حالهم، لماذا لا نسعوده؟ ونحن في أمس الحاجة حاليا إلى برنامج تلفزيوني حيوي وفعال، التلفزيون السعودي الرسمي بقنواته المختلفة، فضلا عن الفضائيات التي يمولها سعوديون قادرة بلاشك على تقديم هذا البرنامج على نحو يؤكد ان وطننا يملك كفاءات إدارية متميزة. أتمنى أن يتصدى وزير العمل الدكتور غازي القصيبي لهذه الفكرة حتى ترى النور كوننا نثق بعلاقاته النافذة وحرصه على كل ما من شأنه عكس صورة مشرقة للشاب السعودي الذي طالما انتظر فرصة صغيرة لكشف مهاراته العلمية والعملية التي تدحض ادعاءات بعض رجال الأعمال والتي تقلل من انضباطية وكفاءة المواطن.