تدخل كأس امم آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم في الصين بدءا من اليوم مرحلة اكثر جدية لا مجال فيها للخطأ عندما يلتقي العراق مع اصحاب الارض على استاد العمال في بكين، وتلعب البحرين مع اوزبكستان في تشنغدو في انطلاق مباريات ربع النهائي. ولم يسبق لأي من المنتخبات الاربعة ان احرز اللقب الاسيوي، ووحدها الصين التي يفوق عدد سكانها المليار نسمة بلغت النهائي في الدورة الثامنة في سنغافورة عام 1984 قبل ان تخسر امام السعودية، اما افضل انجاز للعراق فكان بلوغه نصف النهائي في الدورة السادسة في ايران عام 1976، في حين تتأهل البحرين واوزبكستان الى ربع النهائي للمرة الاولى. بانت مستويات جميع المنتخبات وبالتالي لا امور مخفية على المدربين وكل واحد منهم وضع الخطة المناسبة لمواجهة منافسه لأنه لا مجال للتعويض في الادوار النهائية، فالفائز يتابع طريقه والخاسر يلحق بركب الخارجين. في المباراة الاولى في تشنغدو، يحدو البحرينيين الامل بأن يتابع منتخبهم انجازه في الصين حيث سيكون التأهل الى نصف النهائي حدثا "ثوريا" في تاريخ الكرة البحرينية التي شهدت نقلة نوعية ملموسة في السنوات الاربع الاخيرة. ولكن الطموحات البحرينية تصطدم بمنتخب اوزبكستاني عنيد فاز على منتخبين خليجيين آخرين هما العراقي والسعودي بنتيجة واحدة 1-صفر في الدور الاول، قبل ان يتغلب على تركمانستان 1-صفر ليكون المنتخب الوحيد الذي يحقق ثلاثة انتصارات. ولو خير مدرب منتخب البحرين الكرواتي يوريسيتش ستريشكو قبل بداية البطولة بمواجهة السعودية او العراق او اوزبكستان في ربع النهائي لاختار الاخيرة من دون شك، لكنه سيعدل عن رأيه بالتأكيد بعد ان شاهدها في المباريات الثلاث الاولى حيث كانت اكثر المنتخبات واقعية في التعامل مع المجريات على الصعيدين الدفاعي والهجومي. واكد منتخب البحرين انه يستحق لقب اكثر المنتخبات تطورا عام 2003 من قبل الفيفا، وايضا القفزة الكبيرة في تصنيف الاتحاد الدولي لانه بات الان في المركز 51 بعد نتائجه اللافتة بدءا من تصفيات كأس العالم الماضية التي تأهل فيها الى الدور الثاني حيث تصدر مجموعته لفترة ثم حقق فوزا لافتا على ايران اهدى السعودية بطاقتها الى المونديال للمرة الثالثة على التوالي وبعد التصفيات، اكد المنتخب البحريني ثبات مستواه فحل وصيفا للسعودية في كأس العرب الثامنة في الكويت اواخر عام 2002، ثم وصيفا لها ايضا في كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت بالذات اوائل العام الحالي، ويتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة الى مونديال المانيا 2006. وانتزعت البحرين تعادلا مهما من الصين في مباراة الافتتاح، فتقدمت اولا 1 صفر قبل ان يرد اصحاب الارض بهدفين لكنها خرجت بنقطة في الدقيقة الاخيرة، وكانت على وشك ان تمنى بخسارة امام قطر المنتفضة بقيادة المحلي سعيد المسند بديل الفرنسي فيليب تروسييه لكنها خطفت التعادل ايضا في الثواني القاتلة 1-1. وحققت البحرين فوزا صريحا على اندونيسيا 3-1 واستحقت المركز الثاني في المجموعة الذي اهلها الى ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها. تميز اداء المنتخب البحريني بالروح القتالية للاعبيه حتى الثواني الاخيرة وباجادته اللعب الهجومي وصنع الفرص معولا على مهارة العديد من لاعبيه وابرزهم محمد سالمين وطلال يوسف ومحمد حبيل وعلاء حبيل وحسين علي بيليه البحرين وحسين بابا ومحمد بشير. واللافت ان معظم لاعبي منتخب البحرين من الشباب ومن بينهم اربعة فقط تخطوا ال 22 من العمر مما يعد بمستقبل زاهر له اذا ما استمر على هذا التألق في البطولات المقبلة. من جهتها، كانت الثالثة ثابتة لأوزبكستان حيث تأهلت الى ربع النهائي للمرة الاولى في مشاركتها الثالثة في النهائيات الآسيوية بعد ان فشلت في تحقيق ذلك في الامارات 1992 وفي لبنان 2000. وشتان بين اوزبكستان في الصين 2004 التي جمعت تسع نقاط من ثلاثة انتصارات، وسجلت ثلاثة اهداف ولم يدخل شباكها اي هدف، وبين اوزبكستان في لبنان 2000، حين حصدت نقطة واحدة وتلقت شباكها 14 هدفا بعد تعادل مع قطر 1-1، وهزيمتين من اليابان 1-8 والسعودية صفر-5. واعتمدت اوزبكستان اسلوب الكرة الحديثة باقتناص هدف والتراجع للدفاع عن النتيجة حتى النهاية، ووفقت في ذلك في مبارياتها الثلاث امام العراق والسعودية وتركمانستان على التوالي بعد ان حسمتها بنتيجة واحدة 1-صفر. ولم ينفع الضغط العراقي والسعودي في فك رموز دفاعات الاوزبكستانيين الذين يعتمدون على اللياقة البدنية العالية ويجيدون حماية منطقتهم جيدا، وهم في مستوى متقارب جدا لان لاعبين فقط هما اندريف فيودروف واسرور اليكولوف خاضا المباريات الثلاث منذ البداية. وعمد مدرب اوزبكستان المحلي افشان حيدروف الى اراحة لاعبيه الاساسيين في المباراة الثالثة ضمن الدور الاول امام تركمانستان بعد ان كان ضامنا التأهل تحسبا لمواجهة البحرين. الصين-العراق ستكون الصين صاحبة الارض والجمهور في مواجهة منتخب عربي ثالث هو العراقي بعد ان كانت لعبت مع البحرينوقطر في الدور الاول، وبالتالي فان مدربها الهولندي اري هان يملك فكرة واضحة عن الطريقة التي سيعتمدها امامه خصوصا انه توجه الى تشنغدو لمتابعة مباراته مع السعودية من المدرجات للوقوف على نقاط القوة والضعف في صفوفه. وتحسن اداء المنتخبين الصينيوالعراقي تدريجيا في الدور الاول ووصلا الى جاهزية فنية كافية للمنافسة في الادوار النهائية، لكن المنتخب الصيني يواجه بعض الاصابات التي قد تؤثر على ادائه امام العراق. فبعد تعادل مع البحرين 2-2 في عرض اعتبره اصحاب الارض دون مستوى الطموح، قدمت الصين وجها مغايرا تماما ودكت مرمى اندونيسيا بخمسة اهداف نظيفة، قبل ان تجهد للفوز على قطر 1-صفر في مباراتها الاخيرة لكنها اظهرت فيها خطورة هجومية خصوصا عبر الاطراف. وسيفتقد هان لاعبين اساسيين بسبب الاصابة هما لي يي والمخضرم هاو هايدونغ اللذين اصيبا امام قطرواندونيسيا، وعلى التوالي، وكان قد افتقد جهود المهاجم لي جياو بينغ امام البحرين ايضا، وقد اضطر الى اشراك زهانغ شوو (20 عاما) الى جانب لي جينيو في خط المقدمة امام قطر. وقد يشرك هان لاعب مانشستر سيتي الانكليزي سون جيهاي منذ البداية اذ لم يبدأ اساسيا في المباريات الثلاث الاولى وقد اكد جاهزيته امام قطر التي لعب فيها في مركز الهجوم، وفي الجانب الاخر، يبدو المنتخب العراقي متماسكا ومترابط الخطوط، واظهر لاعبوه قدرا عاليا من التفاهم خصوصا انهم يلعبون معا منذ فترة حيث اجتازوا التصفيات الاولمبية بنجاح وسيمثلون عرب آسيا في اثينا الشهر المقبل. وسيفتقد المنتخب العراقي ورقة مهمة امام الصين تتمثل بالدعم الجماهيري الذي حظي به في مبارياته الثلاث الاولى لان اصحاب الارض لن يفضلوا احدا على منتخبهم بطبيعة الحال. وقد يدفع المدرب العراقي عدنان حمد بنشأت اكرم الذي اختير افضل لاعب في المباراة الماضية، ويونس محمود وعماد محمد اساسيين ضد الصين لانهم ابلوا بلاء حسنا ولعبوا دورا حاسما في الفوز على السعودية وحجز بطاقة التأهل، فضلا عن بروز بعض النجوم الآخرين كالمهاجم رزاق فرحان وهوار طاهر ومهدي عجيل كريم وقصي عبودي. جانب من لقاء البحرين مع قطر