قال: (يا كثر هرجكم..!) قالوا: (من كثرة تراديده)! مضت مدة لا بأس بها منذ انتهت فعاليات الحوار الوطني الثالث المعني بحقوق المرأة وواجباتها ولا يزال عدد من الكتاب في صحفنا المحلية حتى هذه اللحظة يتنافسون فيما بينهم للظهور برداء (الفارس الشهم) الذي جاء لينقذ (الأميرة الأسيرة) داخل قلعة مبنية فوق سبع جبال خلف سبعة ابحر!! ويدبجون المقالات او يضمنون التلميحات والتصريحات داخل مواضيع لا علاقة لها احيانا بصلب القضية في محاولة لعمل (القبة) من (الدمعة) وكل يدعي وصلا بليلى! في المقابل تشتكي بعض الاصوات المؤنثة عبر الصحف ذاتها! ان من كتب باسم المرأة في السعودية ودافع عن حقوقها التي ترى انها جرحت في مؤتمر الحوار.. هم الرجال حتى الانّ وتطلب (فزعة) الاقلام النسائية للدفاع عن حقوقها التي هضمها (رجال) في المجتمع - حسب وجهة نظرهن - عبر نداءات متحشرجة تتراوح بين الخطابية والبكائية في لحن درامي يتناسب ودور (الأميرة والأسيرة) اياه. يا جماعة.. ليسعفني بالرد احد! هل نحن في ساحة حرب؟ وهذه البسوس.. تجوس؟؟ وبدلا من معسكر بكر ومعسكر تغلب! لدينا خندق رجال وخندق نساء؟! لو كنا نعاني من (شح) موارد الصراع في حياتنا على المستوى الفردي او الجماعي لكان لنا العذر في (استيراد) حلبات صراع (تنعنشنا) لكننا ولله الحمد والمنة لدينا (اكتفاء ذاتي) في هذا الصدد! حتى نكاد نصدر منه للحبايب! كان الاحرى بنا بدلا من استيراد عدائية (مزعومة) بين الرجل والمرأة عبر دعاوى (حقوق المرأة) التي استهلكها الغرب.. ثم نشروها مع سبق الاصرار والترصد في معظم البلدان العربية بألف يد ووجه.. فوقعت في فخهم المتعلمة قبل غيرها! حتى بلغ الامر مؤخرا باحدى المذيعات الخليجيات - في عنفوان نيلها درجة علمية ان تهاجم الصبغة الذكورية في اللغة العربية! وتعسف وتمييز الخطاب التلفزيوني البادئ ب (عزيزي المشاهد!!) وبناء على هذه التطورات فاني لن استغرب ان صرحت نفس المذيعة او غيرها بعد يومين انها اكتشفت ان الهواء اسم (مذكر) وان من حقها ان تتنفس هواء مؤنثا اللهم احفظنا من ارتفاع الضغط. اقول كان الاحرى بنا ان نناقش فيما بيننا (حقوق الاسلام) علينا كمنتسبين محسوبين عليه! وهذا بحد بذاته كفيل بتنظيم حياة كريمة مستنيرة مستقرة وثرية للفرد من الجنسين فلا يجعل من المرأة.. دمية تومى لكل صافق! ولا يجعل من الرجل.. خيال ماتة لا يهش ولا ينش! ان اسقاط نتاج تجارب ومواقف (شخصية) على ابعاد العلاقة بين الرجل والمرأة للخروج بتعميمات سقيمة.. واستغلالها من قبل (البعض) للطعن في اعماق علاقاتنا الاسرية تحت مظلة نماذج سلبية يضخمونها متى شاءوا.. لن يقودنا سوى للمزيد من الدوران المتلكئ حول انفسنا دون ان نتقدم خطوة لما هو افضل في تطلعاتنا. تبادل الاتهامات و(التحامل) في التعاطي والتعامل.. سواء كان من قبل الرجل تجاه المرأة.. او من قبل المرأة تجاه الرجل.. يقطع مسيرة (التكامل) التي كان من المفترض ان يمشياها (معا) حسب الاطار الاجتماعي الذي يجمعهما سويا.. من اجل اسرة ومجتع اكثر تماسكا واكثر عطاء. ولا ننسى ان الجنة لم تكن بالنسبة لآدم عليه السلام بذلك التمام في البهجة الانسانية الا حين خلق الله له من (ضلعه) حواء! وكاد دربهما يصير السعد لولا تدخل (طرف ثالث خارجي)! هو ابليس.. نازعهما طمأنينة السكن والمصير.. بالتغرير والوسوسة فكان الطرد.. صحيح اننا الآن على الارض ولسنا في الجنة لكن ايضا (ابليس) لا يزال بيننا!